بالوقوف دقيقة حدادا، على أرواح شهداء ماسبيرو، بدأ شباب ائتلاف الثورة مؤتمرهم، أمس، فى مقر جريدة «التحرير»، ردا على ما ورد فى المؤتمر الصحفى الذى عقده المجلس العسكرى فى شأن أحداث ماسبيرو. عضو المكتب التنفيذى للائتلاف، سالى توما، بدأت المؤتمر بقولها إن أحداث 9 أكتوبر تمثل صدمة وصفعة على وجه كل مصرى، بما يستوجب معه أن يكون الحداد ليس فقط على الشهداء، ولكن على الإعلام المصرى، وعلى العلاقة بين الشعب والجيش التى انتهت بتلك المجزرة. عدد من التقارير الأولية لتشريح جثامين الضحايا، عرضتها مديرة مركز النديم لعلاج ضحايا التعذيب والتأهيل النفسى، ماجدة عدلى، خلال المؤتمر، موضحة أن نسبة الذين قتلوا بالإصابات «الردية الهرسية» أكثر من الذين قتلوا بالرصاص الحى، مشيرة إلى أن الجثث التى قتلت بالرصاص الحى يوجد بها فتحات دخول وخروج، ولا يوجد بها أثر للطلق النارى، ومعنى ذلك أن من كان يطلق الرصاص كان على حرفية عالية، حسب قولها. وبانفعال مبرر، قال مدير المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، خالد على، «كفانا كذبا على أنفسنا، والقول بأن الجيش حمى الثورة، الحقيقة أنه أبعد المدرعات والأسلاك الشائكة يوم (موقعة الجمل) عن الميدان، وأفسح الطريق للبلطجية، إلى جانب لجوئه إلى القمع فى مظاهرات عديدة من اعتصامى 9 مارس و9 يوليو». تضمن المؤتمر عرضا لمجموعة فيديوهات للأحداث، وروايات لشهود عيان قالوا إنهم حضروا الواقعة وروايات أهالى الشهداء، التى حضرت منهم مارى دانيال، شقيقة الشهيد مينا دانيال، التى طالبت بمحاكمة كل من تسبب فى المجزرة، قائلة «مينا شقيقى كان يحب مصر، وهو الذى علمنى كيف أحب هذا البلد الذى لم أكن أحبه لأن ما رأيته منه كثير». وقالت لبنى درويش، إحدى المشاركات فى المسيرة التى خرجت من شبرا باتجاه ماسبيرو، إن المسيرة قوبلت بقوات الأمن المركزى، وهى التى قامت بإطلاق الرصاص فى الهواء، وبعد ذلك أطلقته على المتظاهرين، مضيفة أنها فوجئت بمدرعتين تشقان صفوف المتظاهرين بسرعة كبيرة وتسيران بشكل متعرج، مؤكدة أنه كان هناك تعمد فى قتل المتظاهرين من قبل القوات المسلحة. عدد من التحالفات السياسية، أصدر بيانا، خلال الاجتماع، معتبرة أن أحداث الأحد الماضى، علامة فارقة «جديدة» فى مسيرة الثورة المصرية، واصفة الشهداء بأنهم قربان على مذبح الوطن، انضموا إلى من سبقوهم إلى الاستشهاد، منذ اندلاع الثورة فى 25 يناير، وسطر فيه مسيحيو مصر بدمائهم سطرا جديدا لمشاركتهم فى الثورة، فى طريق طويل اختاره الشعب المصرى بأكمله، ليصنع مجتمع الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة. من جانبه دعا المجلس الأعلى للقوات المسلحة، فى ختام اجتماع مشترك، عقد أمس، مع المجلس الوزارى المصغر، إلى ضرورة الانتباه لمحاولات البعض للوقيعة بين الشعب والقوات المسلحة من جهة، وبين مسلمى الوطن ومسيحييه من جهة أخرى. جاء ذلك فى بيان تلاه أسامة هيكل وزير الإعلام، عقب الاجتماع، إذ قال إن المجلس العسكرى أكد تجديد ثقته فى الحكومة القائمة، مع تقديم الدعم الكامل لها، وإن المجلس والحكومة يعملان معا بمنتهى الجدية رغم الظروف التى تشهدها البلاد خلال المرحلة الانتقالية، لتحقيق الأمن والاستقرار للبلاد، انتهاء بالوصول إلى دولة مدنية حديثة تحترم حرية العقائد وحقوق الإنسان.