لم يكن يعلم الأب المسن أن نهايته المأساوية سوف تكون بيد أقرب الناس إليه بعد ضياع سنوات العمر على تربيته وتعليمه، لكن القدر شاء أن يلفظ الأب أنفاسه الأخيرة على يد ابنه الوحيد الذى أفسدته كثرة التدليل وتحول إلى مدمن مخدرات. صرخات مدوية خرجت من شقة كامل.ص، 61 سنة موظف بالمعاش، ليندفع سكان العقار بعدها إلى الشقة فيجدون الزوج ملقى على الأرض فى بركة من الدماء، وحوله زوجته تطلق صراخها الحارق على جثة زوجها، بينما تسمر الابن فى ذهول جعله أقرب إلى البله. وبإخطار النجدة توجه المقدم علاء خلاف، رئيس مباحث قسم شبرا، إلى مكان الحادثة، وتبين وجود جثة لرجل فى العقد السابع من العمر مصابة بعدة طعنات فى الصدر والبطن، ولا وجود لأى آثار كسر بالباب أو النوافذ، أو سرقة أى شىء من محتويات الشقة، وبإخطار اللواء محسن مراد، مدير أمن القاهرة، أمر بتشكيل فريق من رجال البحث الجنائى لسرعة كشف مرتكب الجريمة أشرف عليه اللواء أسامة الصغير، مدير الإدارة العامة لمباحث القاهرة، وبسؤال زوجة المجنى عليه سعاد.س، 57 سنة ربة منزل، أكدت أنها خرجت بصحبة ابنها كريم، 23 سنة، لشراء بعض الاحتياجات ولدى عودتهما اكتشفا الجريمة. لكن التحريات التى أجرتها المباحث دلت على كذب رواية الأم وتبين بعد إعادة مناقشتهما أنهما وراء ارتكاب الحادثة، وأن الابن عاطل، وكان كثير الشجار مع والده بسبب تدليل الأم له، وبمواجهتها اعترفت بنشوب مشادة بين الأب والابن بسبب رفض الأول إعطاء الثانى مبلغا ماليا قد طلبه منه، وتطورت إلى مشاجرة قام على أثرها الابن بالتوجه إلى المطبخ، وأحضر سكينا منه وطعن به أباه عدة طعنات بالبطن والصدر، وخشية على ابنها من العقاب قاما بتغيير ملابسهما الملوثة بالدماء وإلقاء السكين المستخدم بأحد أماكن تجمع القمامة، وأعادا ترتيب أثاث المنزل بعد تغيير بعض معالم مسرح الجريمة، ثم خرجا أمام الناس وبعد عودتهما أطلقت صرخاتها فتجمع الجيران، تم إحالتهما إلى نيابة شبرا التى أمرت بحبسهما أربعة أيام على ذمة التحقيقات.