إعجابى وإشادتى بجماهير الزمالك وتمسكها بانتمائها إلى ناديها رغم قسوة لاعبيها طوال سنوات عجاف من الفرحة وجفاف من البطولات، هو انتماء يسجل فى الأساطير، إلا أن هذا لا يعنى موافقتى على هتافهم (الشعب يريد حسام وإبراهيم)، فالشعب الزمالكاوى إذا كان يريد ذلك، فهو يريد التخريب وتدمير الفريق موسما جديدا، وأنا هنا لن أناقش الاختلاف بين أداء الزمالك مع حسام ومقارنته مع المعلم، فالأخير لم يأخذ حظه ووقته حتى الآن، ولكننى أرفض مناقشة الفكرة من أساسها وطرحها، لأن فيها إحباطا للجهاز الفنى، فالمعلم ليس مدرب «نص لبة»، أو جاء ليجرب حظه مع الزمالك، حسن شحاتة واحد من أعظم المدربين فى العالم، حصل على بطولات كبيرة، وحقق إنجازات عظيمة، وتم اختباره فى مباريات عصيبة، وطرحه للمقارنة مع التوأم أو غيرهما من المدربين فيه تقليل من قيمة رجل واستهانة بتاريخ لا يمكن أن تمحوه الذاكرة، وإذا لم يكن الزملكاوية سيقدرون الجوهرة التى بين أيديهم، فمصيبتهم ستكون كبيرة، وسنوات جفافهم ستكون طويلة. حقك علينا يا أبو كريم، بس برضه حكاية أحمد حسن أنا مش بالعها. ■■■ لم أكن أتوقع أن الحديث عن نقل مبارة مصر والبرازيل من القاهرة إلى قطر سيلقى رد الفعل والتفاعل الكبير مع القراء كما وجدته منذ نشر المقال، اعتقادا منى أن الناس يئست من اتحاد الكرة وأفعاله وبلاويه ومصالحه وسبابيب مسؤوليه، وأنها سلمت أمرها إلى ربها فى شأن فساد تلك المؤسسة الخربة، إلا أن ثقل منتخب البرازيل وسمعته كسيد وإمبراطور كرة القدم فى العالم، أصاب الناس بالحسرة على تفويت الاتحاد لهذه الفرصة التى نادرا ما تتكرر من مشاهدة منتخب السامبا على أرض مصر ورؤية نجومه على أرض الملعب، حيث تغلبت السبوبة على المصلحة، وتم استغلال الأزمة التى يمر بها الوطن من تغيب متعمد من الشرطة لنقل المباراة إلى حيث تخليص السبوبة أسهل وأيسر وأعظم ماديا. وقد جاءت مباراة الزمالك وإنبى فى نهائى الكأس، التى حضرها ما يقرب من 100 ألف متفرج لتقل الدعوات الباطلة بصعوبة السيطرة على الجماهير فى التجمعات الكبيرة، فالمباراة كانت حساسة وجماهير الزمالك مشحونة ومكبوتة سنوات طوال من الحرمان، ولم تفز ببطولة، ولم تكتمل لها فرحة، سنوات من الحزن والبكاء والضيق والقرف، وقد تجمعت كل هذه الشحنة فى الاستاد، وبينما كان الجميع ينتظر فوز الزمالك إن لم يكن من قبيل الشفقة على جماهيره، فمن باب حقن الدماء وإنقاذ البلاد من كارثة إنسانية، وعدد لا محدود من القتلى والجرحى إذا خسر الزمالك وثارت الجماهير، فالأمن الذى فشل فى التعامل مع مظاهرة لم تتجاوز 6 آلاف مواطن ماذا سيفعل مع المئة ألف؟ ولكن جاءت النتيجة خارج الأمنيات وخسر الزمالك ولم يحتسب الحكم السويسرى ضربة جزاء صحيحة لشيكابالا، وانتظرنا القتلى والجرحى فلم نسمع إلا كلاما عن زجاجات مياه فارغة ألقيت بشكل محدود، أقصد أن تأمين المباريات أمر سهل إذا تمت توعية الجماهير بحدودها والأمن بدوره فى التأمين ولا الضرب والتنطيط على أجسام العباد، ثم تفعيل عقوبات مغلظة على جماهير الأندية المشاغبة. من ثم يكون نقل مباراة مصر والبرازيل أمرا ليس له معنى، وليس منه فائدة إلا لجيوب من نفذوا نقلها أو لإراحة بال من طلب إبعادها عن مصر حتى ينام ويرتاح، بل إن الخسارة أفدح وأعظم، حيث حدثنى بعض العاملين فى السياحة عن أهمية إقامة المباراة فى مصر لإعادة الثقة فى السياحة المصرية، وهى أفضل مليون مرة من وفود الصحفيين الذين تتم دعوتهم كل أسبوع على حساب وزارة السياحة لزيارة مصر واستجداء كتابة كلمتين، فحضور البرازيل والاحتفال بها أكبر دعاية إعلامية، ثم انطلقوا فى طرح أفكار لإنجاح المباراة وصلت إلى تأمينها من خلال العاملين فى قطاع السياحة، الذين تشرد نصفهم، بينما يحصل النصف الثانى على ربع راتبه، وكلهم جاهزون لتشكيل لجان شعبية للتنظيم، بينما كان أطرف اقتراح أن تقوم شركات السياحة بشراء التذاكر وتوزيعها على العاملين لضمان عدم وقوع أى حالة شغب أو إلقاء زجاجة بلاستيك واحدة، بالفعل المباراة مهمة للسياحة المصرية، والقول بأنه يصعب تأمينها بسبب الانتخابات فهذا كلام فارغ وأرجو من المجلس العسكرى أن يراجع نفسه، إذا كان نقل المباراة إلى قطر قراره، وللمشير أن يشاور رجاله إذا كان هو الرجل الكبير الذى يقصده سمير زاهر.