مبروك لنادى إنبى اللقب، وحظ أوفر للزمالك. وقدمت كرة القدم درسا حقيقيا لكل من يحترمها ويتابعها مفاده أنها لا تقدم الهدية إلا لمن يقدرها ويجتهد فى أدائها. وإذا نظرنا إلى المباراة من زاوية تحليلة، نجد أن الفائز هو من احترم خصمه، هو من نفّذ خططه بصورة صحيحة فى أثناء المباراة، وأضف التركيز من الناحية الذهنية والفنية التى لخصت حكاية الكأس بالأمس. إنبى مع الحاج على أو الكابتن مختار مختار كان فى قمة التركيز، وكان فى قمة الالتزام الخططى والتكتيكى بصورة جعلته يحسم المباراة بصورة فنية رائعة. إنبى اعتمد على خبرة ممتازة فى الدفاع، وحتى مع التغييرات الاضطرارية، فإن البدلاء كانوا أكفاء وعلى قدر مسؤولية المباراة. دعمت الأجناب بناحية يمنى قدم فيها أسامة رجب درسا مستفادا فى كيفية الهجوم والتغطية، وعلى الجانب الآخر كان محمد ناصف ملتزما ومتحفظا نظرا إلى ضغط الجبهة اليمنى الزملكاوية بحازم إمام وشيكابالا. الوسط فى إنبى كان حيويا بمانو ومن بعده حسين على الذى كان بديلا كفئا جعلنا لا نشعر بتغيير فى الوسط. مع إيجابية ولياقة وسرعة محمد شعبان الذى قطع كيلومترات ببراعة، أجاد الهجوم بدءا من عادل مصطفى، مرورا بالثنائى عبد الظاهر ورؤوف فى الخط الهجومى الذى فاجأنا به مختار، بعد أن توقع الكل اللعب برأس حربة واحد، ولكن جرأة مختار حسمت صراع الهجوم لمصلحته وفى نقطة حُسمت لمختار. أما الزمالك فلنعترف بأنه لم يكن يومه. تغييرات لم تكن موفقة، ففى حين صبر الجهاز الفنى على لاعبين لم يقدموا المطلوب منهم، فوجئنا بتغييرات لم تكن موفقة بالمرة، وهى التى لم تساعد الزمالك فى مجاراة خصم عرف من أين تؤكل الكتف. وعلى النقيض، فهجوم الزمالك لم يكن فعالا بالمرة، حتى دور ثلاثى الوسط الميرغنى وصلاح وحسن، لم يكونوا فى قمة عطائهم، فكانت الهزيمة التى لم تكن منتظرة، ولكنها ليست بنهاية المطاف إطلاقا. يا جمهور الزمالك العظيم، وفيتم وكفيتم، حضرتم فساندتم، زينتم الملعب بصورتكم الممتازة، وقادم الأيام أحسن، لأن الخدمة الحقيقية للزمالك فى تأجيل مباراة دجلة، لأن الزمالك يحتاج إلى استشفاء ذهنى قبل البدنى والفنى، وهو الذى سيجعل للزمالك مذاقا وبريقا مختلفا عما سبق. مبروك لإنبى الذى كان أفضل، وحظا أوفر للزمالك المجتهد، ومع اندهاشى لأداء العبقرى مختار فى ماتش صعب وحساس أمام 60 ألف متفرج جاؤوا ليتوجوا فريقهم بالكأس، وهذا هو الفارق الأكبر، فريق تُوج قبل المباراة وفريق جاء لأنه أمامه 90 دقيقة عذاب، علشان كده شُفنا لعّيبة إنبى بتلعب بانتشار وتركيز وهدوء، على عكس الزمالك، عصبية الفريق لديه جعلت هناك أكياس رمل فى قدميه، فالحمل العصبى والذهنى عالٍ أكتر من فولت السد العالى. لعّيبة إنبى مع الكوتش بتاعهم لعبوا بعمق دفاعى فى الأول بمانو وبعد ذلك بحسين على، ولم نشعر بفرق كبير لعملية التحضير من الجهاز الفنى للاعبيه فى تنفيذ وجباتهم داخل الملعب، والأهم هو وسط الملعب الإنباوى الذى تفوق فى كل شىء، غلق القلب والطرفين، ضغط على كله عدا شيكا للعمل بس بعيد عن خط ال18 والتفوق على لاعبى الزمالك فى سرعة النقل وأيضا الارتداد، والمفاجأة لى شخصيا فى أسامة رجب، وأخيرا وهو الأهم عملية تدوير الكرة فى الوسط وبعرض الملعب للإرهاق الذهنى والنفسى لفريق جاء محملا بأعباء الموسم كاملا، وهذا ما ظهر فى نهاية اللقاء. عموما علمتنى كرة القدم أن الأداء والتوفيق من عند الله، ولكن عندما تحترمها تحترمك وإنبى كان فى قمة الاحترام للخصم، والزمالك جاء إلى الملعب حاملا لقب الكأس.