استحق نادي انبي الفوز بكأس مصر للمرة الثانية في تاريخه عن جدارة واستحقاق, فقد تحقق هذا الانجاز بعد أن تخطي الفريق أكبر عائقين في طريق الوصول للبطولة الأولي في دور ال16 واستطاع هزيمة الأهلي, والثانية في الدور النهائي وانتزع الكأس من الزمالك.,والفريق الذي يستطيع التغلب علي قطبي الكرة المصرية يستحق البطولة بلا جدال. أهم ما اتسمت به المباراة النهائية هي الروح الرياضية السائدة بين اللاعبين والجماهير وهذا ليس مستغربا والفريقان يقودهما أفضل ما أنجبت الكرة المصرية خلقا ولعبا وهما شحاتة ومختار. خسر الزمالك, بطولة كانت في متناول يديه وأمام حشد من جماهيره لم يحدث من قبل في مباريات الزمالك ولكن وقع الزمالك في مطب الغرور بعد أن بدأ الاحتفالات بالكأس قبل أن تبدأ المباراة, فكان لهذا تأثير سلبي علي اللاعبين الذين اعتقدوا أن الكأس في ميت عقبة وأن لقاء إنبي ما هو إلا نزهة كروية في اطار الاحتفالات. تفوق مختار مختار المدير الفني لإنبي علي حسن شحاتة في هذا اللقاء لأنه أعد لاعبيه إعدادا نفسيا وبدنيا وفنيا. لعب مختار مختار علي وتر الضغط العصبي الواقع علي لاعبي الزمالك وطالب لاعبوه بالهدوء والتركيز لأنهما مفتاح الفوز فتحقق له ما أراد. تمكن من ايقاف مفاتيح أداء الزمالك باقتدار, أغلق الأجناب تماما أمام انطلاقات حازم امام وعبد الشافي وحد من خطورة شيكابالا وعمرو زكي فضل الزمالك الطريق نحو مرمي أبو جبل. التغييرات الثلاثة التي أجراها مختار مختار كانت إيجابية للغاية علي الرغم من أن هناك تغييرين اضطراريين لاصابة عمرو فهيم وعبد الظاهر السقا ولكنه أشرك حسين علي بدلا من فهيم ليلعب في وسط الملعب لمراقبة شيكابالا وأعاد مانو لقلب الدفاع فأعاد له الاتزان ودعم الوسط, ونجح رامي صبري في استكمال مهمة السقا بنجاح وحد تماما من خطورة عمرو زكي. والتغيير الثالث كان نزول صالح جمعة بدلا من رؤوف للاستحواذ علي وسط الملعب في الدقائق الأخيرة. لم تكن تغييرات حسن شحاتة إيجابية علي الاطلاق ولم تنجح في تصحيح مسار الفريق في المباراة بل علي العكس أتت بأداء سلبي, فلم يضف عمرو جابر جديد بعد نزوله بدلا من حازم امام ولم نشعر بوجود علاء علي أو حسين حمدي اللذين لعبا بدلا من أحمد حسن وأحمد جعفر. هذه المباراة أثبتت أن حسن شحاتة مدرب البطولات الصعبة, حصد بطولة كأس مصر مع المقاولون العرب وأعطي لجوزيه درسا عمليا في فنون الكرة, وحصد مع المنتخب الوطني ثلاث بطولات افريقية لم تكن في الأحلام وحصل علي بطولة افريقيا مع منتخب الشباب في بوركينا فاسو. خسر حسن شحاتة بطولتين في غاية السهولة بل كانت كل الترشيحات ترشحه للفوز ولكنه خسر البطولتين في ظروف غامضة. البطولة الأولي خروجه من تصفيات كأس العالم2010 أمام الجزائر برغم أن كفة الفراعنة حينذاك كانت أرجح, وخسارته لكأس مصر2011 أمام إنبي رغم أن الجميع اعتقد أن البطولة أصبحت في ميت عقبة.