لم تجد الولاياتالمتحدةالأمريكية حرجا فى إعلان رفضها توصية المجلس التنفيذى لليونسكو (منظمةالأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة) لإدراج فلسطين كدولة عضو فى المنظمة بدلا من مجرد مراقب بعد حصولها على أغلبية كبيرة 40 صوتا مقابل رفض 4 دول فقط.. ألمانيا ورومانيا ولاتفيا بالإضافة لأمريكا، وامتناع 14 دولة عن التصويت، من بينها فرنسا، رغم أنها خاضت المعركة بكل شراسة مع الأمريكان، للضغط على الدول الأعضاء لمنعهم من التصويت لصالح فلسطين. ولكن يبدو أنها قررت -فى اللحظة الأخيرة- أن تضع فى عينها حصوة ملح، ولا تسجل هذه السقطة فى تاريخها، وهى الدولة الغربية التى تتفاخر دائما بوقوفها مع حق الشعب الفلسطينى فى تقرير مصيره، وإقامة دولته المستقلة. أما الأمريكان فيتصرفون دون حياء وبوجه مكشوف.. الست هيلارى وزيرة الخارجية تتعجب من قرار «اليونيسكو» وتصفه بأنه أمر «مربك ولا يمكن تفسيره «وتستنكر أن تتخذ هيئات تابعة للأمم المتحدة قرارات حول (وضع دولة) فى حين أن الموضوع تم تقديمه إلى مجلس الأمن فى هيئة الأممالمتحدة وتقول «إنها عملية غير اعتيادية على الإطلاق». ما الاعتيادى من وجهة نظر هيلارى؟ أن يظل الفلسطينيون -أصحاب الأرض- مشردين فى المخيمات، وفى كل بلاد الله يعيشون أغرابا، مواطنين من الدرجة الثانية، وليس من حقهم حتى إعلان إقامة دولتهم، وهو الأمر الذى لا يسمن ولا يغنى من جوع، وأن يتحلوا بصبر أكبر من صبر أيوب الذى صبر 7 سنوات، بينما الفلسطينيون صبرهم على المفاوضات طال لأكثر من 17 سنة دون جدوى، منتظرين كرم الولاياتالمتحدة لاستئناف مفاوضات (أكل الزمن) لتكمل إسرائيل (أكل الأرض) بعد أن تراجع أوباما بكل أريحية عن الضغط على إسرائيل لوقف النشاط الاستيطانى الذى وعد العرب به فى بداية توليه الرئاسة، وأعلن عن فشله صراحة، وإسرائيل تعلن يوميا إنشاء آلاف الوحدات السكنية فى المستوطنات، ومصادرة آلاف الأمتار من الأراضى الفلسطينية فى القدس والضفة الغربية، ولا تجد حتى إدانة أو تأنيبا من الجانب الأمريكى، ولا من تلك الرباعية الدولية التى أصبحت (الفضيحة الرباعية) خصوصا بعد بيانها الأخير. الموقف الأمريكى المخجل ليس مقصورا على الإدارة، بل يمتد إلى البرلمان الأمريكى (الكونجرس) حيث استخدمت رئيسة اللجنة الفرعية فى مجلس النواب الأمريكى المسؤولة عن توزيع مخصصات السياسة الخارجية كايجرانجر لغة التهديد والوعيد مع اليونسكو وقالت إنها «ستعمل على وقف التمويل» الأمريكى لمنظمة الثقافة العالمية إذا ما قبلت عضوية فلسطين. المال مقابل القرار.. الولاياتالمتحدة تتبع إذن نظام الرشاوى علنا ودون أى مواربة.