وضع أحد الزبائن المعروفين على القهوة رجلاً على رجل وأشعل سيجارته الكليوباترا ثم قال: الأيام ديه بنحمل الحزب الوطنى وأعضاءه مسؤولية كثير من الأحداث الإجرامية، بشكل يفوق قدرتهم على ارتكاب ولو ربعها، لكن فى الحقيقة أغلبهم بعاد عن الأحداث دى، وكثير منهم عايز ينجو بس من المصير اللى بيواجه قياداتهم دلوقتى، وماتنسوش إن دول لما انضموا للحزب الوطنى لم ينضموا انطلاقا من الإيمان بالحزب وأفكاره علشان يدافعوا عنه لآخر نفس.. بل انضموا انطلاقا من كونه حزب الدولة. علي: منتفعين . الزبون: أغلبهم مؤمن بأن العمل العام لا يكون إلا من خلال حزب الدولة، مثلا ابن عمى كان عضوا فى الحزب الوطنى فى المنوفية، لم يكن يوما فاسدا أو منتفعا. علي: لكن الغالبية تطالب بحرمانهم من الممارسة السياسية لأنهم هما اللى أفسدوها؟ الزبون: أنا شايف الفكرة دى بتناقض فكرة الحرية اللى أنتم بتنادوا بيها.. على متفاخرا: وده شيء يحسب للجماعة، حرمان الفاسدين هدف من أهداف الثورة. الزبون: حق يراد به باطل. على وقد أحمر وجهه: يا أستاذنا أنت مع الحزب الوطنى وضد الإخوان؟! الزبون: دى تكتيكات انتخابية، الإخوان عارفين أن الثورة مغيرتش قواعد الانتخابات.. وإنهم والوطنى بس اللى يعرفوا يلعبوها.. إذن حرمان الوطنى مكسب ليهم. على ضاربا بيده اليمنى على الطاولة: الإخوان وسط الناس ليل نهار.. وانتو هنا قاعدين على مقاهى وسط البلد ليل نهار بتشتكوا من قوة الإخوان المسلمين. الزبون: أنا ماهاجمتش الإخوان المسلمين، أنا بشرح وجهة نظرى بخصوص الانتخابات، وإزاى يقدر أى حزب أو جماعة سياسية الفوز بيها.. لحد النهاردة اللى هيفوز هو اللى هيقدر ينسج علاقات شخصية مع أهالى دائرته، اللى هيقدم خدمات ومساعدات لأهالى منطقته. خالد: صحيح مصر خلال السنين اللى فاتت.. نائب البرلمان فيها كان نائبا للخدمات.. لكن ده لا يعنى الاستسلام للواقع، وأعتقد إن فيه كتلة كبيرة من الناخبين انضمت للحياة السياسية بعد الثورة هتصوت لصالح برامج وأفكار.. ثم أضاف خالد فى حماس: ليس معنى أن الواقع سيئ أننا نقبله، لكن نناضل عشان نغيره.. ونقنع الناس بمهام النائب الأصلية اللى المفروض يقوم بيها. الزبون: حتى لو لقينا نائب سياسى هتكون الخدمات سلم يوصله لبرلمان مش أفكاره، فيه دوائر انتخابية كتيير لو مرشح الإخوان رشح نفسه فيها عن حزب التجمع هيفوز.. طول ما جمعيته الخيرية مستمرة فى ضخ الخدمات بالمنطقة.. ده اللى بيحصل عمليا، وأتمنى إنه يكون غير صحيح، وإن الناس يصوتوا للى يعبر عنهم، لكن لو ماحصلش أتمنى إن أعضاء الحزب الوطنى هما اللى يفوزوا.. مش الإخوان. على وقد انتفض فجأة من على مقعده: تتمنى وصول المزورين؟!.. للدرجة دى بتكره الإخوان المسلمين؟! الزبون: البلد مش حقل تجارب لأفكارهم المتناقضة. على متعجبا: أنا مش مصدق، إزاى ترتضى بالحزب الوطنى فى البرلمان ولا تقبل الإخوان؟ خالد منفعلا: شوف يا أستاذ، أنا شايف إن طرحك ده بيرجعنا لفكر النظام السابق، اللى طول الوقت كان عامللنا فزاعة من الإخوان، وكان بيصدر نفسه على إنه البديل الوحيد ليهم، ممكن أكون مختلف مع الإسلاميين فكريا، لكن ده مش معناه إننا نقبل بوجود اللى أفسدوا الحياة السياسية، أو أديهم حق الترشيح.. اللى أفسد النظام بموافقته على سياسة فاسدة ممكن يفسد نظام جديد بتملقه لأى حد هيبقى على رأس السلطة.. فى أوقات كتيير نتيجة خوفنا.. واللى مش بنترجمه فى عمل جاد ده بيدفعنا لليأس، والحل المطلوب الآن يا أستاذنا بدل ما نندب حظنا ونقول فين بتوع الوطنى، إننا نشتغل، نبقى مؤمنين إن الثورة دى بتاعتنا مش كانت رحلة اشتركنا فيها وروحنا بعدها.. حماية الثورة مسؤوليتنا كلنا.. وماحدش هيقوم بالدور ده بالنيابة عننا.. وهنا صاح عم سعيد: «أيوووه.. جااااى«.