راوية راشد: «رسالة معرض الكتاب» كانت علامة فارقة فى حياتى، لكن الأهم منها كان حوارى مع الروائى نجيب محفوظ.. «خلف الأسوار» كان له هدف مهم، أى برنامج تلفزيونى أو تحقيق صحفى بلا هدف ليس له قيمة. حول تليفزيون صغير الحجم، كانت الأسرة المصرية تلتف -فى شغف كبير وانتباه لا ينقطع- تنتظر قصة مثيرة تنكشف تفاصيلها عبر الشاشة، لتطل عليهم الإعلامية المتميزة راوية راشد، التى خلقت قالبا خاصًّا لم يستطع أى مذيع آخر أن يتفوق عليه أو ينافسها فيه حتى يومنا هذا، صحفية وإعلامية من طراز رفيع، قدمت 25 برنامجًا تليفزيونيًّا تنوعت بين الثقافة والفن، ترجم أحدها لأكثر من 13 دولة، قاصة وروائية محترفة، صدر لها «ملكة فى المنفى» عن الملكة نازلى، وتم تحويله لمسلسل من بطولة الفنانة نادية الجندى، وكتبت «سنوات الحب والدموع» عن الفنان الراحل يوسف وهبى.. فى رحلتها مواقف كثيرة وحكايات، ولديها رؤية واقعية لحال الإعلام ومحاولات التطوير الأخيرة. تقاضيت 200 جنيه راتبًا.. ولم أرَ ملايين لميس الحديدي ريهام سعيد لم تقلدنى.. وبرنامجها لم يكن له هدف انتظرت نجيب محفوظ أمام بيته بعد الفجر.. وأجريت معه أول حوار لايف التليفزيون الأمريكى شبيه بالمصرى فى الممنوعات.. لكنه يعرض العنف والجنس هدف «خلف الأسوار» تحذير المواطنين من حيل المجرمين قدمت تقاضيت 200 جنيه راتبًا.. ولم أرَ ملايين لميس الحديدي ريهام سعيد لم تقلدنى.. وبرنامجها لم يكن له هدف انتظرت نجيب محفوظ أمام بيته بعد الفجر.. وأجريت معه أول حوار لايف التليفزيون الأمريكى شبيه بالمصرى فى الممنوعات.. لكنه يعرض العنف والجنس هدف «خلف الأسوار» تحذير المواطنين من حيل المجرمين قدمت 300 حلقة عن جرائم القتل.. وذبح شاب لأسرته بالكامل الأكثر دموية الجانى إنسان ضحية ظروف.. وأرفض تعمد بعض الزملاء استفزاز المتهمين محاولات تقليد «خلف الأسوار» فشلت بسبب الاعتماد على الإثارة
في البداية.. حدثينا عن بداياتك فى مجال الإعلام؟ القراءة وحبى لها وممارستى للصحافة المدرسية وأنا طالبة ومنذ طفولتى كانت الدوافع الرئيسة للعمل بمجال الصحافة والإعلام، لكن طوال عمرى أعلم أننى سأعمل صحفية وفى مجال الإعلام، ومن هنا كان لا بد أن أفكر فى أشياء تهم المواطنين، وقد كان ذلك شغلى الشاغل خلال فترة طفولتى، ولعل نشأتى فى أسرة كانت القراءة من أهم الأولويات فيها، وحبى للقراءة هو ما جعلنى أخصص معظم وقتى لتعلم اللغة العربية وقراءة الروايات والشعر والأدب، حتى إننى حصلت على 49 من 50 فى مادة اللغة العربية فى الثانوية العامة. عملت فى جريدة روز اليوسف خلال دراستى فى الجامعة بين عامى 66 و77، وكان أول موضوعاتى الصحفية عن الأطفال العاملين بالورش، وكان بعنوان «الأسطى بلية»، وبعد نشر هذا الموضوع بدأ الحديث عن هؤلاء الأطفال والاهتمام بهم، ووقتها «مكنتش مصدقة إنه اتنشر مشيت من روز اليوسف إلى الزمالك من كتر الفرحة»، كان بصحبتى رفيقى محمد الشبة، وقد تعلمت الصحافة وسط أساتذة كبار من العمالقة، أمثال: الكاتب فتحى غانم، والكاتب الصحفى أحمد بهاء الدين، الذين كانت رؤيتهم بالنسبة لى حلما أتمنى أن يتحقق. لم أستطع استكمال عملى فى روز اليوسف؛ نظرًا لقرار الرئيس الراحل أنور السادات الخاص بتأسيس المنابر، حيث منع دخول صحفيين جدد للمؤسسات الصحفية، لكنى امتحنت فى وكالة أنباء الشرق الأوسط، وتم قبولى بالوكالة، وعملت بها. حدثينا عن الصحافة فى عصر السادات؟ عصر السادات كان بداية الانفتاح للصحافة، لكن كان المسيطر وقتها على الصحف والثقافة اليسار المصرى: «وأنا فى الجامعة اشتغلت فى روز اليوسف، كان رئيس مجلس الإدارة عبد الرحمن الشرقاوى، فتحى غانم، صلاح حافظ، عادل حمودة»، كل هؤلاء كانوا يمثلون اليسار المصرى، لكن السادات كان يرفض اليساريين أو كان يريد تغيير التوجهات الاشتراكية، كان له وجهة نظر سياسية وهى عدم استخدام أساليب عبد الناصر «السادات كان واعيا بتطور الزمن، والقائد الحكيم هو الذى يعى عصر تطور الزمن»، عصر الاشتراكية والاتحاد السوفيتى كان قد بدأ ينتهى، فأراد أن يغير هذه التوجهات، ولكن كانت هناك حرية، بس مش الحرية إللى أرادها اليسار المصرى. وكيف دخلتِ مبنى ماسبيرو؟ فى نفس وقت عملى بالوكالة الرسمية، تقدمت للتليفزيون لأعمل مذيعة راديو، لكنهم أعطونى الفرصة للعمل فى التليفزيون، وأول برنامج قمت بتقديمه «كانت أيام» بمشاركة منى جبر، وكان للحديث عن المناطق الأثرية وكل ما يحيط به من معلومات، ومن خلال البرنامج تعرفت على أشخاص كثيرين مثل :يحيى حقى، وقمت بتصويره داخل مسجد السيدة زينب، لأنه عمل «قنديل أم هاشم»، وكذلك الكاتب نجيب محفوظ، قمت بالتصوير معه داخل مقهى الفتوات، وأجريت معه حوارات عن عالم الفتونة وعالم المقاهى. وماذا عن مسيرتك التليفزيونية؟ قدمت أكثر من 25 عنوانًا، وأنا المذيعة الوحيدة التى عملت أكثر من عنوان، بمعنى أكثر من برنامج، وهناك مذيعات قدمن برنامجًا واحدًا على مدار حياتهن، لكن الثقافة كانت شيئًا مهمًّا جدًا بالنسبة لى، فكل ما يتعلق بالثقافة كنت أقوم به، وأهم عمل نفذته هو "رسالة معرض الكتاب"، وأصررت على عمل هذا البرنامج فى حضور سامية صادق رئيسة التليفزيون، وحاولت إقناعها على مدار عام، كانت متصورة أننا سنقرأ كتابا، ولكن أعطتنى الفرصة وخلال 10 دقائق نزلت أغطى كل الأنشطة وأتجول بين الكتاب الزوار وأنقل للمشاهد رسالة مدتها 10 دقائق تختصر اليوم كاملا، وحقق البرنامج نجاحا. احكى لنا كواليس حوارك مع الأديب نجيب محفوظ؟ «رسالة معرض الكتاب» كانت علامة فارقة فى حياتى، لكن الأهم منها كان حوارى مع الروائى نجيب محفوظ، بعد حصوله على جائزة نوبل، لأن كل اللقاءات كانت عن طريق ذهاب بعض الصحفيين والإعلاميين لمكتبه أو حوار مغلق داخل الاستديو، لكن فكرت أنا أنتظره أمام منزله الساعة السادسة صباحًا، نظرًا لحصولى على معلومة تفيد بأن محفوظ يخرج من منزله فى هذا التوقيت كل يوم، لأنه تعود على صلاة الفجر، ويبدأ يكتب إلى الساعة السادسة صباحًا، ثم يخرج من منزله سيرًا على الأقدام إلى مقهى على بابا فى ميدان التحرير، واستطعت أن أفاجئه وأحاوره. سرت معه على الأقدام رحلته اليومية من العجوزة إلى ميدان التحرير، ولأول مرة يشاهد العالم نجيب محفوظ لايف: «عنده مجموعة قصصية اسمها "صباح الورد"، أخدت المايك وهو خارج من بيته بيعدى الشارع، وقولتله صباح الخير يا أستاذ نجيب، اتخض وقولتلوا أنا همشى معاك والكاميرا بتصورنا لحد ما نوصل للمقهى إللى انت بتقعد فيها، كان سعيدًا جدًا وأحيانا كنت أقوله أنا تعبت من المشى كان بيضحك ويقولى أنا بمشى المسافة دى كل يوم»، تحدثت معه عن المجتمع والسياسة والأجيال الجديدة من الأدباء، وقد حقق هذا البرنامج نجاحًا كبيرًا. قضيتِ فترة من حياتك فى أمريكا.. ما السبب؟ عشت هناك فترة لعمل رسالة الماجيستير فى الإعلام، نظرًا لعدم وجود ستاليت نايل سات، وأجريت دراسة مقارنة بين العرب سات، وأموس الإسرائيلى، وتعد هذه الرسالة من ضمن الأشياء التى لفتت أنظار العالم الأمريكى، لعدم وجود بحث لديهم فى هذا الموضوع وهو الفرق بين المحتوى ما بين القمرين الإسرائيلى والعربى، وتحديد تأثير كل قمر منهما على المشاهدين والمتابعين للبرمامج، لكن التليفزيون الأمريكى شبيه للتليفزيون المصرى، الممنوعات موجودة، لأنها تدخل الأسرة، لكن مشاهد العنف والجنس تأتى بعد الساعة الثانية عشرة بعد منتصف الليل، لعدم مشاهدة الأطفال لها، لكن هناك نشرات الترفية والأخبار، وأهم البرامج التى كانت موجودة هى برامج الشرطة، والهدف منها هو تحذير المواطنين من جرائم معينة. هل من هنا جاءتك فكرة خلف الأسوار؟ قررت عند عودتى لمصر عمل برنامج شبيه للبرامج الأمريكية، وهى فكرة جميلة وجديدة، رغم أن هناك زميلا يدعى «ناصف»، كان يقدم برنامجًا للشرطة يمجد فيه الشرطة، وليس دراميًّا، فقررت تطوير الفكرة من جريمة إلى حدوتة أو حكاية عن طريق كتابة سيناريو متكامل عن الجريمة، تنفذ بشكل تحقيق عن أسباب الجريمة، وطرحت الفكرة على سهير الأتربى رئيسة قطاع التليفزيون -آنذاك- ثم بدأت فى عمل البرنامج بتكوين فريق العمل برئاسة علاء محمود، بالعلاقات العامة فى وزارة الداخلية، وبدأت بتجهيز مجموعة الجرائم المطروحة، لعرض التحقيقات التى شاهدها الجهمور على مدار السنوات الماضية. ما الرسالة التى كنتِ تهدفين إليها من خلال البرنامج؟ خلف الأسوار كان له هدف مهم، أى برنامج تلفزيونى أو تحقيق صحفى بلا هدف ليس له قيمة، حتى البرامج الترفيهية لا بد أن يكون لها هدف، وهدفى كان منع الجريمة، عن طريقة تحذير المواطنين من أخطاء معينة يمكن أن يستغلها البعض فى ممارسة الجريمة، على سبيل المثال: «الناس زمان كانت بتدى المنادى مفاتيح العربية، وبقية المفاتيح بيعمل عليها نسخ، ويبدأ يراقبك، وبعد كده يدخل يسرقك». وفى 2002 إلى 2003، زاد معدل جرائم كبار السن، إذ نجدهم مقتولين مكتوفى الأيدى وكل محتويات الشقة مسروقة، لأن أحد الأشخاص يطرق باب الشقة، ويعرف نفسه بأنه أحد مندوبى الشركات، وبالتالى يقومون بفتح الباب، فيقتلهم ويسرق محتويات الشقة، بدأنا نحذر المواطنين، وننصحهم بعدم فتح الباب لأى شخص، وهذا هو هدف برنامج خلف الأسوار، الذى يحذر المشاهد من أخطاء بسيطة جدًّا تسبب فى النهاية وقوع الجريمة، وفى نفس الوقت الجانى نفسه يكون على علم بظهوره فى البرنامج: «أنا مرة عملت لقاء مع جانى أول ما شفنى صرخ، وقالى تصدقى إننا قبل ما أقتل كنت عارف إننا هقعد القعده دى؟ قولتلوا عملتها ليه»، لكننى سعيدة جدًّا بأنه واحد من البرامج المهمة التى استطعت أن أحقق فيها أهدافًا معينة. كيف كنتِ تعدين حلقات خلف الأسوار؟ كان معى علاء محمود من العلاقات العامة من وزارة الداخلية، يأتى بالجريمة وأقوم بدراستها وأناقش الضباط وأسجل معهم، ثم بعد ذلك أناقش المجرمين، ثم بعد ذلك أقوم بكتابة سيناريو كامل بكل ما أعددته، وكنت أتقاضى 200 جنيه: «كنت بشتغل من السبت للسبت جايبة سجون مصر من إسكندرية لحلاليب وشلاتين ب200 جنيه.. مشفناش الملايين إللى بتاخدها لميس الحديدى عشان كنت موظفة»، أنتجنا خلف الأسوار من عام 1998 إلى 2006. هل وجدتِ دعمًا من الأجهزة المعنية؟ البرنامج تبنته وزارة الداخلية، وأخبرتهم أننى لم أمجد فيهم، وسأظهر الحقيقة «كنت بظهر شغلهم زى ما هو، ما كانش فى أى ضغوط، بالعكس الناس كانت بتحب الطريقة إللى إحنا بنشتغل بيها». ما أغرب المواقف التى واجهتك خلال رحلة البرنامج؟ كثيرة جدًّا.. قدمت أكثر من 300 حلقة عن جرائم القتل، وهناك قضايا دموية، منها الشاب الذى قتل إخوته الثلاثة وأمه وأباه بالقناطر: «أمه كانت سجانة فى القناطر، وقتلهم كلهم ومسح الشقة وقعد يعيط ويقول فى حد جه قتل أهلى، وإنه كان بايت عند خالته قبلها بيوم»، ورجال المباحث فى مصر مدرسة كبيرة، تأسست على المدرسة البريطانية، الكل يدرب ويتعلم طريقة البحث الجنائى صح، ورئيس المباحث عندما دخل الشقة وجدها خالية من الدماء، وتساءل: أين اختفى دم الضحايا؟ من هنا توجهت أصابع الاتهام نحو الولد الذى قتل عائلته، واتضح أنه مصاب بمرض نفسى، دفعه لقتل عائلته. كيف كنت تتأهلين للتعامل مع المجرمين؟ لا أرى الجانى مجرمًا، بل أراه إنسانًا يقع ضحية للظروف أو لمرض نفسى أو أفكار سوداوية؛ فيرتكب جريمة، ودا الفرق بينى وبين بعض الزملاء الذين كانوا يستفزون المتهمين أو يتعاملون معهم على إنهم أشرار أو متهمين، أنا كنت بتعامل معاه على إنه إنسان عادى، كنت عايزة أعرف هو ليه عمل كده، عايزة منه معلومات. كثيرون حاولوا السير على درب رواية راشد فى خلف الأسوار، لكن التجارب لم تكن بنفس المستوى أو التقبل لدى الجمهور.. كيف رأيت هذه المحاولات؟ ليس لديهم هدف والإثارة كانت العنصر الأساسى لديهم، لأنهم يقدمون أشياء تجذب المشاهد فقط، فالبتالى لا يوجد هدف: «المشاهد ذكى جدًّا، لو لم يقدم له سلعة يستفيد منها هيسيبك»، وأى برنامج لا بد أن يكون له هدف يستفيد منه المشاهد. هل قلدت ريهام سعيد خلف الأسوار؟ هى ماحبتش تقلد، لكنها صنعت فكرة الجريمة ملك المجمتع وأرادت أن تظهر الجريمة، لكن الخطأ الوحيد فى البرنامج أنه بدون هدف، لأن الجريمة فى حد ذاتها «إنك تجيب جريمة وتعرضها بدون ما تتكلم مع الناس وتقولهم أسبابها وتشرح لهم الدوافع والأشياء التى يجب أن يتجنبها عشان مايقعش فيها»، ده عايز فكر شوية، عايز عمق يحتاج إلى إنسان يعلم أنه يقدم رسالة. عندما يتذكرك المواطنون ب«خلف الأسوار» تشعرين بالحزن.. ما السبب؟ لأننى عملت 25 برنامجًا، منها برنامج ترجم لأكثر من 13 دولة وهو برنامج «نجيب محفوظ»، لأن هذا البرنامج لأول مرة يرى المشاهد فيه صاحب نوبل المصرى، إنسان عادى بيشترى يالجورنال، بيشترى العيش، كما قدمت برنامج «شاهد عيان»، وقدمت برامج فنية كثيرة، منها «شريط سينما»، الذى طرح قضايا لمعرفة كيفية معالجتها من قبل السينما، لكن لم أحزن لأن المواطنين يتذكروننى بخلف الأسور، بالعكس: «زى ما تكون مخلف عيال كتير بس فى واحد شاطر هو ده الشاطر، بس مش ده أحسن واحد». من وجهة نظرك.. كيف يتم تطوير ماسبيرو؟ لما نتكلم عن ماسبيرو، نبقى بنتكلم عن تاريخ، والتاريخ دائما مرتبط بالمجتمع: «إحنا بنتكم على قناتين فى العالم العربى كله، ومكانش فيه تليفزيونات»، كانت القناتان تقدمان برامج سياسية وثقافية للمواطن، لكن النهاردة نتحدث عن فوضى القنوات، كل قمر أصبح عليه أكثر من 300 قناة، لكن لا بد أن ندرس الظاهرة من جذورها: «ما نقدرش نقول للزمان ارجع يا زمان ده كلام غير علمى»، والسؤال: ما وظيفة ماسبيرو فى عصر السوشيال ميديا، عصر القنوات المفتوحة عصر المنافسة الشديدة جدًّا، لا بد أن ندرس عدد المشاهدين: «إحنا كنا 30 مليون كلهم بيشاهدوا التليفزيون». الشباب من 15 إلى 45 عامًا لا يشاهدون التليفزيون، لأسباب عديدة منها ظروف العمل المتواصل، أيضًا وجود منصة أخرى تتيح له المعلومة بطريقة سريعة ومباشرة وسهولة وهى السوشيال ميديا واليوتيوب: «إحنا كنا بنستنى جريدة الأهرام عشان نشوف الأخبار ونعرف حصل فى البلد إيه.. كنا بنستنى نشرة الساعة 9 عشان نعرف البلد فيها إيه، النهاردة الخبر بيوصل بسرعة على التليفون، لازم نعرف إن المشاهد مبقاش المشاهد بتاع زمان قبل ما تسأل إن ماسبيروا بتاع زمان فين، المشاهد بتاع زمان مش موجود، وبالتالى البيت مبقاش موجود، النهاردة إللى بيتفرج على التليفزيون كبار السن وربات البيوت فى القرى والأرياف ومعظمهم فى الوقت الحالى يشاهدون المسلسلات على اليوتيوب». «هنا فقدت الزبون والمشاهد وقبل التفكير فى وضع محتوى داخل هذا المبنى لا بد أن تعلم من هو الزبون هل الشباب أم كبار السن؟ ماحدش يقول نرجع ماسبيرو إزاى.. عصر ماسبيروا انتهى.. ماسبيرو مش هيرجع تانى لأسباب معينة زى الابن الضال كده، لأن مفيش حد هيروحلوا تانى وهيزروا.. المشاهد اختلف فى الوقت الحالى عن المشاهد زمان وأوئل الألفية، هاتلى عيلة واحدة بتقعد تتفرج على مسلسل مدته ساعة.. حتى الجنون الذى يحدث بجوار الدراما فى رمضان أكذوبة.. مفيش حد هيقعد ساعة يتفرج على مسلسل منه نص ساعة إعلانات، دولا بيضحكووا على نفسهم». السوشيال ميديا قضت على التليفزيونات فى العالم كله، الاتحاد الأوربى أصدر بيانا بنسبة المشاهدة للتليفزيونات بكل أنواعها سواء الخاصة أو الحكومية 13% فى أوروبا، لكن فى مصر هناك نسبة كبيرة تشاهد التليفزونات معظمهم كبار السن، ماسبيروا انتهى زى ما السينما انتهت لما طلع التليفزيون، زى المسرح لما انتهى لما طلع التليفزيون»، العصر يفرز وسائله، السوشيال ميديا أنهت كل القنوات الحكومية والخاصة.