الرئيس: إذا كنا نتوافق على منطق التأثير المتبادل فيجب أن نعي حجم ونطاق التحديات المحيطة بنا.. دولنا النامية خاصة الإفريقية ستكون الأكثر تضررا من استمرار التطورات السلبية ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم الثلاثاء، كلمة أمام القمة غير الرسمية للاستثمار في إفريقيا، التي انطلقت فعالياتها في العاصمة الألمانية برلين، والتي انطلقت على هامش فعاليات قمة مجموعة العشرين وإفريقيا، بمشاركة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورؤساء دول وحكومات إفريقيا، ووضع السيسي - والذي يرأس الاتحاد الإفريقي منذ فبراير الماضي - المجتمع الدولي أمام مسؤولياته تجاه القارة الإفريقية والتي تعاني من الفقر، وأيضا من تأثيرات التطورات السلبية التي تقع خارج نطاقها الجغرافي ورغم ذلك تكون الأكثر تأثيرا بها. وقال السيسي، إن قضية جذب الاستثمار لا غنى عنها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة في القارة الإفريقية، فهي تشكل جزءا لا يتجزأ من مكونات الاستقرار نظرا لآثارها الايجابية والعابرة لقطاعات الدولة لما يصاحبها من زيادة فرص التشغيل، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، فضلا عن إضفاء طابع من الثقة إزاء حالة الاقتصاد وقال السيسي، إن قضية جذب الاستثمار لا غنى عنها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة في القارة الإفريقية، فهي تشكل جزءا لا يتجزأ من مكونات الاستقرار نظرا لآثارها الايجابية والعابرة لقطاعات الدولة لما يصاحبها من زيادة فرص التشغيل، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، فضلا عن إضفاء طابع من الثقة إزاء حالة الاقتصاد ككل؛ وبما يعزز من مساهمة القارة في سلاسة القيمة المضافة للعملية الإنتاجية، على المستوى الدولي. وأضاف: "نهوض الدول الإفريقية يحقق المنفعة المتبادلة للجميع، وعلينا إدراك أن التأثير الايجابي للشراكة يمتد من إفريقيا إلى الجوار الأوروبي". وذكر السيسي: "يسعدني أن أشارككم مجددا في هذا الاجتماع الهام، وأتوجه بالشكر للقائمين على تنظيمه، لما تمثله قضية جذب الاستثمارات من قاطرة لا غنى عنها في تحقيق التنمية الشاملة المنشودة في قارتنا الإفريقية، فهي تشكل جزءا لا يتجزأ من مكونات الاستقرار نظرا لآثارها الإيجابي والعابر للقطاعات الدولة لما يصاحبها من زيادة لفرص التشغيل، ونقل التكنولوجيا وبناء القدرات، فضلا عن إضفاء طابع من الثقة إزاء حالة الاقتصاد ككل وبما يعزز من مساهمة القارة في سلاسة القيمة المضافة للعملية الإنتاجية، على المستوى الدولي". وتابع: "في الوقت نفسه فعلينا إدراك أن هذا التأثير الإيجابي لا ينحصر في المحيط الأفريقي فحسب بل تمتد آثاره عبر البحر المتوسط، لجوارنا الأوروبي، في ظل تنامي الطبيعة المترابطة والمتشابكة التي باتت تتسم بها العلاقات الدولية على نحو غير مسبوق، وهو ما يفسر حرصنا جميعا على التحاور وتبادل الآراء بشكل متواصل في مختلف الأطر الدولية مثل اجتماعنا اليوم وبما يرسخ من مفهوم، إن نهوض دولنا الأفريقية، يحقق المنفعة المتبادلة بيننا". وأوضح الرئيس: "إذا كنا نتوافق على منطق التأثير المتبادل، فيجب أن نعي حجم ونطاق التحديات المحيطة بنا، ففي الوقت الذي تتزايد فيه حدة التوترات التجارية العالمية، وتتصاعد التوجهات الحمائية، وتتنامي المخاوف من مواصلة تباطؤ الاقتصاد العالمي، فإن دولنا النامية بالتأكيد، خاصة الإفريقية منها، ستكون الأكثر تضررا من استمرار هذه التطورات السلبية، لاسيما عند الأخذ في الاعتبار التحديات القائمة في الأساس مثل أعباء الديون، ومحاربة الفقر، والأمراض المتوطنة والتصدي لظاهرة تغير المناخ والهجرة وغيرها، الأمر الذي يستلزم قيام المجتمع الدولي بتوفير جميع صور الدعم الممكن لدول القارة لمجابهة تلك التحديات". وقال: "على الرغم مما تقدم، فإن قارتنا الإفريقية تمتلك من المقومات والموارد المتنوعة، والموقع الجغرافي المتميز، جنبا إلى جنب مع ما لديها من إرادة سياسية، ورؤية واضحة المعالم لتنفيذ الإصلاحات، وإقامة مشروعات الربط والاندماج الإقليمي، وتفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية، بما يؤهلها لأن تصبح أحد محركي النمو للاقتصاد العالمي، ومن أبرز وجهات أنشطة الاستثمار، وهو ما يؤكده حفاظها علي مدار السنوات الأخيرة علي كونها واحدة من أسرع المناطق نموا، واقتران ذلك بارتفاع معدل نمو التجارة البينية وتنامي تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر". وأشار رئيس الاتحاد الإفريقي إلى أن التقييم الأمين للعلاقات المصرية الألمانية يجعل منها مثالا يحتذى به للتنسيق والتشاور السياسي وبناء الشراكات الاقتصادية والتجارية القائمة على المصالح والمنفعة المتبادلة، فمن ناحية توفر مصر فرصا استثمارية هائلة جراء ما تحقق من نتائج مشهود بها على صعيد الإصلاح الاقتصادي إضافة لما توفره كبوابة للنفاذ إلى قارات ومناطق أخرى، ومن ناحية أخرى يعد الجانب الألماني بما لديه من خبرات وقدرات مالية وتكنولوجية متميزة شريكا استراتيجيا موثوقا على أصعدة متعددة. وأضاف: "تأسيسيا على ما تقدم فهناك العديد من التجارب الناجحة التي تحققت ويمكن الاسترشاد بها لتكون حافزا لقيام المزيد من الشركات بتوجيه استثماراتها للدول الإفريقية، بحيث تضيف للتاريخ الطويل من الترابط القائم بين القارتين الأوروبية - والإفريقية، والتي تشكل الاستثمارات الألمانية في مختلف القطاعات الاقتصادية الأفريقية ركنا أساسيا منه". وأعرب السيسي عن أمله أن تفضي مخرجات اجتماعنا إلى تطويره والارتقاء به، من خلال إجراءات عملية توفر التمويل وتعرض فرص الاستثمار وتحفز الشركات بشكل عملي، ولعل المبادرة الألمانية بإنشاء صندوق لتشجيع الاستثمار في أفريقيا تعد بمثابة تطور مهم نحو تحقيق هذه الغايات المشتركة، مؤكدا وجود قصص نجاح عديدة للشراكة بين ألمانيا ودول القارة الإفريقية، لا يوجد مجال للتطرق إليها تفصيلا، وإنما يكمن المغزى في الاسترشاد بعوامل وظروف نجاحها، وجعلها حافزا لمزيد من التعاون بما يمثل تطبيقا عمليا لمنطق المنفعة المتبادلة.