بعد اتخاذ الجيش اللبناني قرارا حاسما ونهائيا، بفتح الطرق التي يحاول المعتصمون إغلاقها، اتجه المحتجون إلى المؤسسات في محاولة لإغلاقها حتى القضاء على الفساد في البلاد. يبدو أن إغلاق المتظاهرين للشوراع والطرق في لبنان لم يعد ذلن جدوى، فبدأ المحتجون في البحث عن وسيلة أخرى للتظاهر والضغط على السلطة، وذلك بعد ثمانية أيام على استقالة الحكومة التي كان يرأسها سعد الحريري. أعلن منظمون لمجموعات واسعة في الانتفاضة الشعبية أن حركتهم انتقلت إلى مرحلة جديدة أساسها التجمع أمام "مؤسسات الفساد" العامة والخاصة وتعطيل العمل فيها، وحددت لذلك، مجموعة أهداف، تتمثل خصوصاً في المصارف وشركتي الاتصالات وشركة الكهرباء والأملاك البحرية. مجموعة "لحقي" المساهمة في الحراك الذي انطلق في 17 أكتوبر، ضد النخبة السياسية التي يتهمها المحتجون بالفساد، أعلنت في بيان أمس، عن إطلاق دعوات لامركزية لعدة تحركات في كافة المناطق لاستكمال الضغط على قوى السلطة، بالإضافة إلى دعوات لحصار مرافق ومؤسسات تغذي النظام ومراكز الفساد.إغلاق المؤسساتوتم تطبيق الخطة مجموعة "لحقي" المساهمة في الحراك الذي انطلق في 17 أكتوبر، ضد النخبة السياسية التي يتهمها المحتجون بالفساد، أعلنت في بيان أمس، عن إطلاق دعوات لامركزية لعدة تحركات في كافة المناطق لاستكمال الضغط على قوى السلطة، بالإضافة إلى دعوات لحصار مرافق ومؤسسات تغذي النظام ومراكز الفساد. إغلاق المؤسسات وتم تطبيق الخطة الجديدة صباح اليوم الأربعاء ضمن الحراك اللبناني المستمر منذ 20 يوما، حيث اعتصم محتجون لبنانيون في مدينة طرابلس شمالي البلاد أمام مصرف لبنان والمؤسسات الحكومية، ومنذ ثلاثة أيام، دأب المحتجون على إغلاق مداخل مؤسسات حكومية في عدد من المدن اللبنانية، من بينهام مصارف وبلديات مرافق عامة، بعد أن تمكنت قوى الأمن من فتح أغلبية الطرق الرئيسية. وكان لافتا اليوم، مشاركة تلاميذ مدارس وطلاب جامعات في جونية شمالي لبنان وصيدا جنوبي البلاد، رغم التهديدات والضغوط التي مارستها بعض المؤسسات التربوية على طلابها لعدم المشاركة بالتحركات الاحتجاجية. سبت الساحات وأنا الممول| كيف رد الحراك على نصر الله؟ ونفذ المحتجون وقفة احتجاجية حاشدة أمام قصر العدل في العاصمة بيروت، للمطالبة بتحرير القضاء من التدخلات السياسية، والتأكيد على استقلالية القضاء ليتمكن من مساءلة ومحاسبة الفاسدين. وتجمهروا أمام شركة قاديشا في الميناء ورددوا هتافات تطالب بمحاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة، كما طلبوا من الموظفين مغادرة مكاتبهم، ومنعوا موظفين آخرين من الدخول إلى مراكز عملهم، مؤكدين أنهم سيستمرون في إقفال المؤسسات حتى تحقيق مطالبهم. وإثر إغلاق المؤسسات العامة، انتشرت وحدات الجيش بشكل واسع أحياء وشوارع طرابلس، وعملت على وقف مسيرات المحتجين الذين يجولون على المرافق العامة والمصارف لإقفالها. قرار نهائي التوجه للمؤسسات جاء بعد اتخاذ الجيش اللبناني قرارا حاسما ونهائيا، أمس، بفتح الطرق التي يحاول المعتصمون إغلاقها، إذ فتحت عناصره مداخل بيروت الشمالية والجنوبية، بعد أن منع المحتجين سابقا فتح المعابر الرئيسية المؤدية إلى العاصمة. مصادر سياسية أوضحت أن فتح الجيش للطرق جاء بناء على "قرار حاسم ونهائي، مع الإشارة إلى أن المواطنين فرضوا على الجيش حفظ الأمن واتخاذ هذه الخطوة، خصوصاً أنه تبين أن استمرار إقفال الطرق كاد يؤدي إلى مشاكل لا تحمد عقباها"، بحسب ما نقلت "الشرق الأوسط". وأصابت المظاهرات البلاد بالشلل من خلال إغلاق الطرق داخل المدن وكذلك الطرق السريعة بين مناطق البلاد المختلفة. وأمام قرار منع إغلاق الطرق، انتقل المحتجون إلى استراتيجية أخرى تمثلت بإغلاق المؤسسات العامة، في اليوم العشرين لتحركهم، بما يتخطى قطع الطرق الرئيسية. الحكومة وتأجيج الشارع وتأخر المشاورات حول تشكيل الحكومة الجديدة أجج الشارع مجدداً ، فرغم لقاء رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري أمس الاثنين، وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل فإن ما رشح عن اللقاء يفيد بعدم التوصل إلى حل. ويصر المحتجون على حكومة من مختصين غير منتمين لأي حزب ذات صلاحيات تشريعية، لتشكل حقبة انتقالية، تضع نصب عينيها وضع قانون انتخابات نسبي على أساس دائرة واحدة خارج القيود الطائفية. سيدة تُبكى ميدانا.. مشاهد مؤثرة من مظاهرات لبنان الناشط محمود فقيه يشير في حديث ل"بي بي سي" إلى أن المتظاهرين رفعوا شعارات دعت لاستقلالية القضاء ومحاكمة الفاسدين إضافة إلى استعادة الأموال المنهوبة، وهي الأسس التي يرغبون بأن تبنى عليها أعمدة الحكومة المقبلة.