انتقدت ديفيدسون جونسون بشدة، لكن تصريحاتها الأخيرة تشير إلى أنها «تتحدى علنًا» رئيس الوزراء الجديد بسبب خططه للخروج من الاتحاد الأوروبي، وتكشف عن «انقسامات عميقة بينهما» وضعت روث ديفيدسون، رئيسة حزب المحافظين الأسكتلندي، نفسها في مسار تصادم مع بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الجديد، بعد أن قالت إنها لن تدعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. وقبل اجتماع بين الاثنين في أدنبرة في وقت لاحق اليوم، قالت ديفيدسون في مقال لها على موقع "سكوتيش ميل": "لا أعتقد أنه يجب على الحكومة متابعة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، وإذا كان الأمر يتعلق بذلك، فأنا لن أدعمها". وأضافت: "لقد كتبت لأخبر رئيسة الوزراء السابقة تيريزا ماي، بذلك، العام الماضي، وأكدت موقفي لخليفها عندما تحدثت إليه الأسبوع الماضي". وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن "تحدي ديفيدسون العلني، في الوقت الذي أكد فيه مايكل جوف وزير البريكست الجديد، أن الحكومة تعمل على افتراض أن المملكة المتحدة ستترك الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في 31 أكتوبر، سيمثل اختبارا لعلاقتها المتوترة بالفعل مع جونسون". وأعربت زعيمة حزب المحافظين الأسكتلندي وأشارت صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن "تحدي ديفيدسون العلني، في الوقت الذي أكد فيه مايكل جوف وزير البريكست الجديد، أن الحكومة تعمل على افتراض أن المملكة المتحدة ستترك الاتحاد الأوروبي دون اتفاق في 31 أكتوبر، سيمثل اختبارا لعلاقتها المتوترة بالفعل مع جونسون". وأعربت زعيمة حزب المحافظين الأسكتلندي عن غضبها من رئيس الوزراء، بعد أن تجاهل مطالبها بالاحتفاظ بديفيد مونديل في منصب وزير شؤون أسكتلندا في الحكومة الجديدة. وأوضحت أن أعضاء البرلمان ال12 المنتمين لحزب المحافظين الأسكتلندي، ليس لديهم أي خبرة في هذا المنصب، وأن مونديل كان في وضع أفضل لمواجهة المطالب المتجددة من زعيم الحزب الوطني الأسكتلندي نيكولا ستورجيون، بإجراء استفتاء ثانٍ للاستقلال. وقال مصدر لصحيفة "الصن" إن هذا "كان أول اختبار كبير حول ما إذا كان بوريس سيستمع إليها، وقد وجه لها الرسالة بكل وضوح". كانت ديفيدسون، التي وصفت نفسها كزعيم مستقبلي للمحافظين، تنتقد بشدة جونسون، لكن تصريحاتها الأخيرة تشير إلى أنها "تتحدى علنًا" رئيس الوزراء الجديد بسبب خططه الرئيسية للخروج من الاتحاد الأوروبي، وتكشف عن "انقسامات عميقة بين بوريس وديفيدسون". بوريس جونسون يصطدم بأولى أزمات البريكست في بريطانيا وفي الوقت الذي يتجاهل فيه جونسون المواجهة مع ديفيدسون شخصيا، فإن المواجهة القوية ستكون على الساحة السياسية، حيث لا يمكن لرئيس الوزراء أن يفقد دعم 12 نائبا من نواب حزب المحافظين الأسكتلندي إذا كان يرغب في تمرير أي اتفاق خروج من الاتحاد الأوروبي عبر البرلمان. وفي الوقت نفسه، فإن إستراتيجيته المتمثلة في خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، تخاطر بتعرض دعم نواب حزب المحافظين الأسكتلندي للخطر، وكذلك الفرصة في الفوز بالأغلبية في حالة إجراء انتخابات عامة مبكرة. إلا أن السياسة البريطانية في الوقت الحاضر تدور حول الأولويات، حيث أظهر استطلاع لأعضاء حزب المحافظين أنهم يهتمون أكثر بتقديم خروج من الاتحاد الأوروبي يحافظ على الاتحاد مع أسكتلندا. ولتحقيق هذه الغاية، تقول صحيفة "التايمز" البريطانية، إن "أولوية جونسون الآن هي تحييد التهديد الذي يمثله حزب البريكست بقيادة نايجل فاراج، لحزب المحافظين في إنجلترا وويلز". وللقيام بذلك، فإن رئيس الوزراء الجديد سوف يدفع حكومته بالتأكيد إلى اتجاه أكثر يمينية، وبينما يفعل ذلك، سيتم سحق حزب المحافظين الأسكتلندي. حكومة البريكست.. جونسون يختار الوزراء الجدد وستكون العلاقات المتوترة بين جونسون وأسكتلندا حجر عثرة في تحسين العلاقات بين الحزبين، إذ تعود هذه الخلافات إلى عام 2004، عندما وافق جونسون على نشر قصيدة في صحيفة (ذا سبكتاتور) عندما كان رئيس تحريرها، تطالب بإبادة العرق الأسكتلندي. مشكلة جونسون مع أسكتلندا لها جذور أكثر من أخطاء الماضي، ففي وقت مبكر من حملته الانتخابية، أخبر أعضاء حزب المحافظين الأسكتلندي صحيفة "الجارديان" بأن رئاسة جونسون "ستشهد كارثة للحزب، ما يعزز الدعم للاستقلال ويعزز الحجج القومية الأسكتلندية بأن الحكومة البريطانية لا تمثل سوى النخبة الثرية في الجنوب". ويبدو أن آخر استطلاع للرأي يدعم هذا القول، إذ وجد استطلاع أخير أن 63% من الأسكتلنديين سيصوتون لصالح الانفصال إذا اتبع جونسون خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق. ومن جانبها قالت رئيسة الوزراء الأسكتلندية نيكولا ستورجيون إن عقد استفتاء ثان على استقلال أسكتلندا قد يكون الخيار الوحيد للبلد ما لم "يغير جونسون" خططه بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.