"شباب المجاهدين" حليفة القاعدة.. و"أصحاب الإزارات" تجابهها.. و"الجبهة الإسلامية" تثير القلق.. وتخوض الأولى حربا ضروسا ضد الثانية في محاولة للقضاء التام عليها باتت الصومال أرضا خصبة للجماعات الإرهابية المسلحة، التي تقاتل بعضها بعضا تارة، وتشتبك مع الأمن متسببة في ترويع الآمنين تارة أخرى، وتسعى كل جماعة إرهابية في الصومال إلى الاستيلاء على الجزء الأكبر من أراضيها، وبسط سيطرتها ونفوذها على تلك الأراضي، في ظل ضعف تام يصل حد الغياب للدولة، وانهيار للمنظومة الأمنية، ما يتسبب في تعاظُم قوى تلك الجماعات، وتصاعد أعمال العنف، ويمنح المزيد من الفرص لظهور جماعات إرهابية جديدة، تواصل أعمال التخريب والترويع والدمار، لكن هناك بعض الحركات البارزة التي تثير القلق. شباب المجاهدين تُعرف أيضا في الصومال بحركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي، وهي حركة قتالية انبثقت فكريا عن تنظيم القاعدة الإرهابي، تأسست في أوائل عام 2004، ومثلت الذراع العسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية حتى انهزامه أمام قوات الأمن الصومالية، وانشقت عنه بعد انضمامه شباب المجاهدين تُعرف أيضا في الصومال بحركة الشباب الإسلامية أو حزب الشباب أو الشباب الجهادي أو الشباب الإسلامي، وهي حركة قتالية انبثقت فكريا عن تنظيم القاعدة الإرهابي، تأسست في أوائل عام 2004، ومثلت الذراع العسكرية لاتحاد المحاكم الإسلامية حتى انهزامه أمام قوات الأمن الصومالية، وانشقت عنه بعد انضمامه إلى ما يعرف ب"تحالف المعارضة الصومالية"، وأعلنت في عام 2010 تحالفها مع القاعدة، بعد أن وضعتها أمريكا على قوائم الإرهاب الدولية في فبراير 2008، واتهمتها كل من النرويج والسويد بممارسة الإرهاب وترويع الآمنين. تشير تقارير رسمية معلنة إلى أن أعضاء شباب المجاهدين، الذين لا يوجد حصر دقيق بأعدادهم، يتلقون تدريبات عسكرية في إريتريا، يتعلمون خلالها مهارات حرب العصابات واستخدام القنابل والمتفجرات، ويشاع عن الحركة تمويل نشاطاتها عبر القرصنة قبالة سواحل الصومال. وقامت عناصر تابعة للحركة بعدد من التفجيرات الانتحارية، من بينها اغتيال وزير الداخلية الصومالي السابق العقيد عمر حاشي، في 18 يونيو 2009، في تفجير فندق ببلدة بلدوين، راح ضحيته 30 شخصا على الأقل، وفق ما أعلنه متحدث باسم الحركة، كما اعتادت الحركة إطلاق قذائف على القصر الرئاسي، من مناطق متفرقة بمقديشو. وتمكن مسلحون منتمون للحركة من الاستيلاء على مناطق متفرقة من إقليم شبيلي السفلي، والتي انسحب منها الجيش، وبسطوا سيطرتهم على المناطق في الطريق الساحلي الذي يربط مقديشو بمدينة مركا مركز شبيلي السفلي. وحاولت كينيا التدخل عسكريا في الصومال للقضاء على الحركة، ما جعل الأخيرة تستهدف كينيا بعمليات انتقامية. أصحاب الإزارات أواخر عام 2018، ظهرت على الساحة الصومالية جماعة مسلحة، عرفت بأصحاب الإزارات، وهي جبهة كبرى تضم عددا كبيرا من المسلحين المشتغلين بالرعي، وتجار الفحم النباتي، وتنغلق على المحليين فقط، ولا يخرج نشاطها خارج حدود أراضي الصومال. وخرجت الحركة من إقليم شبيلي السفلي، بالقرب من مقديشو، وتمارس نشاطها بتكوين ميليشيات مسلحة لمواجهة خطر تمدد حركة شباب المجاهدين الإرهابية، التي استطاعت ممارسة إرهابها في ظل ضعف الأمن. وتخوض شباب المجاهدين حربا ضروسا ضد أصحاب الإزارات منذ ظهور الأخيرة، ويتطور الأمر لمحاولة "المجاهدين" القضاء التام على الحركة الوليدة، ووصل الأمر ذروته بين المجموعتين المسلحتين في ديسمبر 2018، حينما شنت "أصحاب الإزارات" هجوما مسلحا على قاعدة لحركة الشباب في منطقة جولني بإقليم شبيلي الوسطى بولاية هيرشبيلي، ونجحت في تصفية 8 مسلحين من عناصر شباب المجاهدين، بينهم قياديان اثنان بالحركة، أحدهما مسؤول عن الشؤون المالية برمتها، والآخر متخصص في جمع التبرعات والزكاة، وتمكنت "أصحاب الإزارات" من الحصول على كميات كبيرة من الأسلحة الخاصة بشباب المجاهدين. الجبهة الإسلامية الجبهة الإسلامية الصومالية هي جماعة متمردة شاركت في تمرد 2006-2009 ضد إثيوبيا، ثم اندمجت مع عدد من الحركات الإرهابية مثل تحالف إعادة تحرير الصومال، ولواء رأس كمبوني، ومجموعة معسكر أنول المسلحة، لتشكيل ما يُعرف بحزب الإسلام، الذي أصبح ثاني أقوى الجماعات المقاتلة في الصومال بعد الشباب، المجاهدين. وتعتبر معركة الجبهة الإسلامية التي خاضتها ضد مقر الشرطة الصومالية في داركينلي بمقديشو، يناير الماضي، أحد أكبر العمليات التي قامت بها الجبهة، وأسفرت عن مقتل شخصين على الأقل والاستيلاء على مركز الشرطة، الذي أُجبرت على الانسحاب منه، إلا أنها عادت الكرة في ذات اليوم، وتمكنوا من إعادة السيطرة على المقر.