أولياء أمور ينصحون بعدم الإنجاب فى يوليو وأغسطس.. النائب سمير غطاس: ننتظر تقديم عريضة للبرلمان.. الأمين العام للمدارس الإنجيلية: التنسيق العمرى يغلق باب «إشمعنى» «بسبب التقديم فى المدارس نفكر الآن فى أى شهر سننجب أبناءنا»، أصبحت هذه العبارة لسان حال كثير من الشباب حديثى الزواج بعدما شاهدوا معاناة سابقيهم فى التقديم لأبنائهم فى المدارس الخاصة واللغات، خصوصا التابعة للكنائس كمدارس الراهبات، فالمدارس تضع تنسيقا يعتمد على عمر الطفل فى يوم 1 أكتوبر، حيث تبدأ المدارس فى قبول الأطفال ممن هم دون سن 6 سنوات بيوم نزولا بشكل تدريجى حتى سنة 5 سنوات، ويعانى الأطفال مواليد شهرى يوليو وأغسطس من غياب فرصهم كل عام، ويعانى والديهم من التقديم فى أكثر من مدرسة وييأسون من الحصول على فرصة لهم فى مدرسة مستواها التعليمى جيد. المعادلة التى تمثل أزمة جيل جديد من الشباب الذين حصلوا على شهادات جامعية ويسعون لأن يتعلم أبناؤهم بشكل أفضل، هى إيجاد مدارس لغات مستواها جيد تقدم خدمة تعليمية مقبولة لأطفالهم وأسعارها فى متناول أيديهم، والأزمة أن عدد هذه المدارس قليل بالنسبة للإقبال عليها، والبديل إما المدارس الحكومية والتجريبية، أو المعادلة التى تمثل أزمة جيل جديد من الشباب الذين حصلوا على شهادات جامعية ويسعون لأن يتعلم أبناؤهم بشكل أفضل، هى إيجاد مدارس لغات مستواها جيد تقدم خدمة تعليمية مقبولة لأطفالهم وأسعارها فى متناول أيديهم، والأزمة أن عدد هذه المدارس قليل بالنسبة للإقبال عليها، والبديل إما المدارس الحكومية والتجريبية، أو المدارس الدولية التى تقدم خدمة أفضل لكن بمقابل مادى فوق إمكانياتهم. تمثل مدارس اللغات التابعة للكنائس المصرية وجهة كثير من الآباء ويتزايد الضغط عليها كل عام، فهى تقدم خدمة تعليمية متميزة وفى نفس الوقت أسعارها فى متناول أبناء الطبقة الوسطى، إلا أن الضغط عليها يحرم أطفالا كثيرين من الحصول على فرصة من التعليم المناسب، فى ظل انتقادات توجه لمنظومة التعليم فى مصر بشكل عام، رغم محاولات وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى إجراء تعديلات وتطوير عليها. معاناة مواليد شهرى يوليو وأغسطس مينا مجدى، شاب يعيش فى حى شبرا، يعانى فى إيجاد مدرسة مناسبة لابنه «ميخائيل» حيث قدم فى مدرسة سان بول، التابعة للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية، وهى بالنسبة له مدرسة تقدم مستوى جيدا وفى محيط المربع السكنى، إلا أنهم سألوه عن عمر نجله فى أول أكتوبر واتضح أن هناك صعوبة، فى قبوله حيث سيكون عمره 5 سنوات وشهرين و14 يوما، وأغلب المدارس تغلق البابا عند سن 5 سنوات و7 أشهر. البعض نصحه بالحصول على «تأشيرة» من مكتب وزير التربية والتعليم، وهى (خطاب قبول فوق الكثافة)، يوقعه وزير التربية والتعليم بنفسه، والحصول عليه أمر صعب، وتساءل: لماذا لكى يتعلم ابنى جيدا أذهب به لمدرسة بعيدة عن البيت ويقضى بين 3 و4 ساعات فى الطريق من البيت للمدرسة والعكس؟! وأشار إلى أنه قدم لابنه فى أكثر من مدرسة بلا جدوى، وهو الأمر الأصعب، فقد حدثت مشكلات له ولزوجته فى العمل بسب التغيب كثيرا، من أجل الذهاب للتقديم فى المدارس وإجراء مقابلة شخصية مع الطفل ومعهم، وشاركهم فى هذه الجولة الصعبة طفلتهم التى بعمر شهرين ونصف. نيفين أيضا واجهت نفس المعاناة عند التقديم لابنتها «جاسى»، بسبب عمرها، حيث لن تجد لها مكانا فى المدارس التى تسعى للتقديم فيها لأن التنسيق لن ينزل لما هو أقل من 5 سنوات و6 أشهر، وابنتها 5 سنوات وشهران، وأوضحت: "حتى فكرت فى التقيد لمدارس أخرى ثم نقلها فى السنوات التالية وهذا أيضا أمر صعب"، وكان لها تجربة سيئة مع إحدى المسؤولات بمدرسة للراهبات فى نطاق حى شبرا، حيث تعاملت المسؤولة مع ابنتها بشىء من الرعونة خلال المقابلة الشخصية مما جعل ابنتها تخاف منها. علياء ممدوح، استعدت لشرط السن قبل أن تلد طفلها، بعدما عرفت صعوبات واجهت صديقاتها، وعلمت أن من شروط المدرسة أن يكون سن الطفل تبدأ من خمس سنوات و8 أشهر، فقررت أن تلد طفلها وتقوم بتسجيله بتاريخ 1 أكتوبر حتى لا ترفضه المدارس عند التقديم، قائلة: "قررت أحدد مستقبل ابنى قبل ما يتولد عشان ما يضيعش زى الأطفال اللى ضيعهم شر ط السن". ناهد منصور، قالت إن رحلتها مع المدارس الخاصة استغرقت 6 أشهر مرت خلالها على نحو 9 مدارس خاصة، ودفعت رسوم تقديم تصل إلى 6000 جنيه، وظلت تتابع مع المدارس عن طريق المرور عليها أو عن طريق الاتصال تليفونيا، بسبب السن. وطالبت بتدخل وزارة التربية والتعليم ووضع شروط مناسبة والتزام المدارس بقبول السن من خمس سنوات إلى 6 سنوات وأن يكون متاحا قبول الأطفال الصغار فى العام المقبل حتى لو تعدى سنهم الست سنوات. رحلة الإنترفيو رحلة المقابلة الشخصية بدأتها نيرمين عزت، بعد التقديم فى 7 مدارس، ورفضت المدارس، الألمانية الطفلة لأن الأب لا يجيد التحدث بالألمانية، والمدارس الفرنسية لنفس السبب، وأضافت أن هناك مدارس لم توضح سبب الرفض ولكنها حرصت على توجيه أسئلة إلى الطفل خاصة بالنادى الذى تشترك به الأسرة وماركة السيارة، ومكان السكن، وهل الشقة إيجار أم تمليك، ومكان قضاء العطلة الصيفية. إيمان محمود تم رفض طفلها من 5 مدارس بسبب انفصالها عن زوجها، مؤكدة أنها اجتازت هى وطفلها جميع أسئلة المقابلة الشخصية ولكن المقابلة انتهت بعد السؤال عن والد الطفل، والإجابة بأن الأب والأم منفصلان. موضحة أن المدرسة لديها كل ما يثبت أنها قادرة على دفع المصروفات كاملة، ولا يوجد ما يستدعى رفض الطفلة. إيناس محفوظ قالت إن إحدى المدارس رفضت طفلها بسبب إجابة الطفل عن سؤال فى المقابلة الشخصية عن "كيفية معاقبة الأم لك إذا أخطأت فأجاب الطفل بأنه تعرض للضرب من أمه بسبب خطأ ارتكبه". نهال السيد، قالت إن ارتباك طفلها أثناء الإجابة عن بعض الأسئلة فى المقابلة الشخصية، كان سببا فى رفض المدرسة للطفل، مؤكدة أن أسئلة المقابلة مربكة وغير منطقية بالنسبة للأطفال. لجنة التعليم: ننتظر شكوى لبحثها مع الوزارة «التحرير»، نقلت شكاوى أولياء أمور الأطفال المتقدمين للمدارس، إلى النائب سمير غطاس عضو لجنة التعليم بمجلس النواب، الذى طالب أولياء الأمور الذين يعانون من مشكلات فى التقديم، بكتابة عريضة وتقديمها لمجلس النواب باعتبار أنها ليست مشكلة فردية، موضحا أن لجنة التلعيم بناء على ذلك ستتحرك وتقدم طلب إحاطة لوزارة التربية والتعليم وتبحث هذا الأمر مع الوزارة لإيجاد حل. وعن قلة عدد مدارس اللغات التى تقدم خدمة معقولة فى مقابل الطلب عليها، أوضح أنه لا توجد مشكلة فى بناء مدارس خاصة، لافتا إلى أن مدارس اللغات تعتبر تجارة جيدة ومربحة، مشيرا إلى أن بناء مدرسة جديدة يحتاج إلى أن يكون وسط المناطق السكنية، ويصعب وجود أراض لها، والمتاح هو أراض زراعية ممنوع البناء عليها، وأشار إلى أن التعليم فى مصر بالمقارنة بدول أخرى فهو دون المستوى مع وجود استثناءات قليلة. ,r]l النائب عاطف عبد الجواد تقدم خلال الأيام الماضية بطلب إلى الدكتور على عبد العال رئيس البرلمان، لمناقشة اشتراطات القبول فى المدارس الخاصة. الأمين العام للمدارس الإنجيلية: التنسيق العمرى يغلق باب «إشمعنى» الأمين العام للمدارس الإنجيلية القس باسم بشرى، أوضح ل«التحرير»، أن وزارة التربية والتعليم فرضت التنسيق العمرى وتركته مفتوحا بين سن 4 سنوات إلى سن 6 سنوات إلا يوما، ليكن من حق أولياء الأمور التقديم لأولادهم فى مرحلة «كى جى 1»، مضيفا أنها تركت الأمر بين هذه الفترة لتحديد التنسيق حسب الإقبال والكثافة التى عليها. القس باسم أوضح أن المدارس الإنجيلية عليها إقبال كبير، ويبدأ التنسيق فيها من 6 سنوات إلا يوما وينزل تدريجيا حتى الوصول للكثافة التى تستوعبها كل مدرسة، وأضاف أن التنسيق العمرى شىء مهم جدا لتنظيم الدخول للمدارس والعملية التعليمية، وأشار إلى أن دراسات حديثة أوضحت أنه كلما كبر سن الطفل عند بدء العملية التعليمية يستوعب أفضل وتقدم بسهولة فى العملية التعليمية. وحول المطالبات بتغيير نظام القبول وفقا للعمر لفت إلى أن التنسيق العمرى يغلق باب «إشمعنى» والتشكيك، لأن الأمر لو اقتصر على المقابلة الشخصية فقط سيكون هناك خطورة، لكن التنسيق العمرى يلغى وجود المحسوبيات، وهو بمثابة مسطرة ثابتة، معلنا تضامنه مع أولياء الأمور الذين ولد أبناؤهم بين شهرى يوليو وأغسطس وسبتمبر، وقال: «هم ليس لهم ذنب ولا نحن أيضا لنا ذنب، ونتمنى أن يجدوا فرصة فى مدارس أخرى جيدة».