درويش: الفرانكو تمثل تهديدا للهوية المصرية وتدميرا ذاتيا للغة العربية.. ونصر: هناك الكثير من التجاوزات فى حق اللغة ونحتاج تشريعات تحميها.. وماهر: حصص القراءة هي الحل فى السنوات الأخيرة استطاع عدد من اللغات الجديدة التسلل إلى المجتمع المصري، وتشويه اللغة العربية، والسيطرة على عقول الشباب والنشء المصري، حتى أصبحت هى اللغة الرسمية لدى الغالبية العظمى من الشباب مثل «الفرانكو» وغيرها من اللغات الحديثة، وكانت وسائل التواصل الاجتماعي والتطور التكنولوجي الكبير خلال ال20 عاما الماضية، هى العنصر الفاعل فى انصراف الشباب العربي عن اللغة الأم -اللغة العربية- والاتجاه نحو كل ما هو مستحدث وجديد دون النظر إلى مخاطره، والأضرار التى يتسبب فيها. غزو اللغات المستحدثة لعقول الشباب العربي بوجه عام -والمصري على وجه التحديد- ساهم فى انتفاضة أعضاء مجلس النواب عليها، مشددين على أنها تمثل خطرًا على عقول النشء وتؤثر بالسلب على الهوية المصرية واللغة العربية التى صمدت أمام الاستعمار لسنوات عديدة، مطالبين بضرورة أن تتصدى الدولة لهذا الخطر الذى يفتك بالهوية غزو اللغات المستحدثة لعقول الشباب العربي بوجه عام -والمصري على وجه التحديد- ساهم فى انتفاضة أعضاء مجلس النواب عليها، مشددين على أنها تمثل خطرًا على عقول النشء وتؤثر بالسلب على الهوية المصرية واللغة العربية التى صمدت أمام الاستعمار لسنوات عديدة، مطالبين بضرورة أن تتصدى الدولة لهذا الخطر الذى يفتك بالهوية المصرية. ما هي الفرانكو؟ «الفرانكو» لغة أبجدية ظهرت خلال الألفية الجديدة مع ظهور خدمات الإنترنت التي كانت لا تدعم سوى حروف اللغة اللاتينية في الكتابة، وهو ما أجبر الكثير من العرب على استخدام الحروف اللاتينية، التي يتم فيها استخدام بعض الأرقام للدلالة على حروف معينة في اللغة العربية بطريقة غير محددة القواعد، ويعتمد عليها البعض للتواصل عبر الدردشة على الإنترنت باللغة العربية أو بلهجاتها. تدمير ذاتي للهوية النائبة سولاف درويش، وكيل لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أعلنت عن تقدمها بمشروع قانون لحماية اللغة العربية والحفاظ على الهوية الوطنية المصرية، بالتعاون مع مجمع اللغة العربية، مشددة على أن الاستعمار لم يستطع أن يخترق لغتنا، لكننا نفعلها بأيدينا من خلال اللغة الجديدة التي يستخدمها شبابنا وأبناؤنا مثل الفرانكو. وأضافت درويش أن مثل هذه اللغات تشكل تهديدًا على الهوية المصرية والعربية، مشيرة إلى أن بعض الدول العربية تحولت لغتهم إلى الفرنسية والإنجليزية بدلا من لغتهم الأصلية العربية، مشددة على أنها أرغمت أبناءها على مراسلتها ب العربية بدلا من الفرانكو «ولادي كانوا بيبعتولي فرانكو وبقيت مردش عليهم إلا لما يكتبوا لي بالعربي.. لأن من لا يحترم لغته لا يحترم بلاده». سن تشريعات جديدة النائبة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، قالت إن "هناك الكثير من التجاوزات التى حدثت في الفترة الأخيرة في حق اللغة العربية، ليس فقط لغة «الفرانكو» المنتشرة بشكل كبير خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهناك أيضا اللغة العربية العامية المستحدثة، والتي لا تمت بأي صلة للغة العربية أو حتى اللغة العامية، لكنها فقط لغة شباب مستحدثة، بالإضافة إلى تداول اللغات الأخرى كالإنجليزية والفرنسية على أساس أنه شيء من التطور والتحضر. وأضافت نصر فى تصريحات خاصة ل"التحرير"،: للأسف ليس هناك أي تشريع من الدولة يحمي اللغة العربية، فنرى أن جميع المدن والمحال الجديدة تكون أسماؤها أجنبية، ليس ذلك فقط، ففي الإعلام أيضا نجد أن المذيعين والمذيعات سواء التليفزيون أو الراديو يكثرون من استخدام اللغات الأجنيبة أثناء حديثهم، وهذه كارثة تهدد اللغة العربية الأصلية، فالمذيع يعتبر وسيلة وقدوة للحفاظ على اللغة العربية. وتابعت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بالبرلمان، نتيجة لجميع هذه التجاوزات، لابد أن يكون هناك تشريع معين يحدد الجهات التي يجب أن تتحدث باللغة العربية لحماية اللغة العربية، في العام الماضي، فكرنا في أن يكون هناك تشريع يحفظ اللغة العربية لكن لم يكتمل، وأتمنى أن يحدث بالفعل قبل انتهاء الفصل التشريعي الحالي. محاولات الحفاظ على اللغة الاهتمام باللغة العربية لم يكن محل اهتمام الخبراء وأعضاء مجلس النواب فقط، وإنما وصل إلى طلاب الجامعات أنفسهم الذين دشنوا مشروع تخرج بكلية الإعلام يحمل عنوان "بالمصري" ويهدف إلى التوعية بأهمية تعليم الأطفال اللغة العربية من أجل الحفاظ على الهوية المصرية، قبل تعليمهم اللغات الأجنبية، والعودة إلى الجذورمنعًا من هجرة الأطفال والشباب للغة الأم وانصرافهم إلى اللغات المستحدثة. الطلاب أكدوا أن فكرة إطلاق الحملة جاءت حينما وجدوا أنفسهم يتحدثون بالإنجليزية فيما بينهم، كما أنهم لا يتحدثون سوى "فرانكو آراب" عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومما جعلهم يتأكدون أن هذا ليس مجرد حالة فردية في الوسط المحيط بهم، ولكن ذلك أصبح اتجاها عاما بين غالبية الشباب والفتيات. النائبة كارولين ماهر، عضو لجنة التضامن والأسرة بالبرلمان، أكدت أن الأسرة لها دور كبير في الحفاظ على اللغة العربية، فهي المسئول الأول عن تنشئة الأطفال، حيث إن هناك الكثير من الأمهات تتعامل مع أبنائها باللغات الأجنبية، مما يكون له تأثير سلبي على هوية الأبناء، كما أن هناك الكثير من المدارس التي تكون فيها اللغة العربية اختيارية كالمدارس الدولية، ولا يكون هناك اهتمام كبير بتدريسها، وبالتالي يؤثر ذلك على استيعاب الأطفال للغة ويصبحون ضعافا. وترى ماهر من خلال حديثها ل"التحرير"، "أن الطريقة المثلى للحفاظ على اللغة العربية تبدأ من المدارس، فلابد من تأسيس فقرات دراسية لقراءة مواد باللغة العربية الفصحى خاصة في المراحل التعليمية الأولى الابتدائية والإعدادية، حتى يتم ترسيخ أصول اللغة العربية الصحيحة لدى الأبناء، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب للذهاب إلى معارض الكتاب. وشددت ماهر على ضرورة أن يكون هناك تشريع قانوني يجبر المدارس على اعتبار اللغة العربية مادة اساسية بها، ويجب أن تكون هناك برامج محفزه للأطفال تشجع على التحدث باللغة الأم.