3 قرارات و19 توصية.. كيف نفهم اجتماع المجمع المقدس؟

التيار القديم من الأساقفة يكسب نقطة بتشكيل لجنة لمراجعة الإيمان برئاسة الأنبا هدرا.. أساقفة المهجر يحصلون على استثناء لتقليد الكنيسة عند الحاجة.. البابا يشكل مجلس تعليم
صدر عن المركز الإعلامي للكنيسة القبطية الأرثوذكسية قرارات وتوصيات المجمع المقدس برئاسة البابا تواضروس وعضوية المطارنة والأساقفة، الذي ينعقد مرة واحدة في السنة، بين نهاية شهر مايو والنصف الأول من يونيو، بفترة الخماسين التالية لعيد القيامة، وينتهي اجتماع كل عام بمجموعة من القرارات الإدارية، كإنشاء لجان أو إقرار لوائح أو الاعتراف بأديرة جديدة، وقرارات تخص الطقوس والعقيدة، وتأتي قرارات مجمع هذا العام وسط صراع بين تيار التشدد وتيار التنوير داخل الكنيسة، والبيان الذي وقع عليه 4 أساقفة بمطالب للبابا لتلقي بظلالها على القرارات.
الملفت للنظر هو صدور القرارات مساء الجمعة، رغم انتهاء الاجتماع يوم الخميس، ولعل أبرز ما جاء في هذه التوصيات هو توصية لجنة شئون الإيبارشيات بتأجيل تجليس الآباء الأساقفة الجدد فترة من شهر إلى ثلاثة أشهر حتى يتفرغ الأب الأسقف للدراسة وتبادل الخبرات، وهي سابقة جديدة أن يتم تأجيل التجليس كل هذه المدة، والطلب
الملفت للنظر هو صدور القرارات مساء الجمعة، رغم انتهاء الاجتماع يوم الخميس، ولعل أبرز ما جاء في هذه التوصيات هو توصية لجنة شئون الإيبارشيات بتأجيل تجليس الآباء الأساقفة الجدد فترة من شهر إلى ثلاثة أشهر حتى يتفرغ الأب الأسقف للدراسة وتبادل الخبرات، وهي سابقة جديدة أن يتم تأجيل التجليس كل هذه المدة، والطلب من الأساقفة الجدد الذهاب لإيبارشيات أقدم للحصول على الخبرة، خاصة أنه كان اعتراضا من التيار المتشدد وأغلب أساقفته من القدامى على الرسامات الجديدة للبابا، وهو ما يثير تساؤلات، هل تأجيل التجليس وإرسالهم لإيبارشيات الأساقفة القدامى لها علاقة بهذا المطلب.
أما قرار نفس اللجنة بوضع منهج تأهيلي للمكرسين والمكرسات وتوجيههم إلى مجالات خدمية (التكريس العامل) وتشجيعهم على الدراسات التكميلية، والدراسات العليا في مجالات خدمتهم، فهل سيكون عمل المكرسين في المجال الخدمي بديلا لنزول الرهبان من الأديرة للخدمة وسط الكنائس؟ سيتضح تأثير هذا القرار مع مرور الوقت.
وتأتي لجنة الإيمان والتعليم برئاسة الأنبا موسى التي أثارت الجدل الأسبوع الماضي لتوصي بتشكيل لجنة لوضع دستور إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتشكيل لجنة فرعية جديدة للمراجعة الإيمانية تكون مسئولة عن مراجعة أي تعليم خاطئ ينشر سواء على الميديا أو على المنابر وسيكون مقررها الأنبا هدرا مطران أسوان.
هذه التوصيات تطرح عدة أسئلة إذا كان قانون الإيمان المسيحي (بالحقيقة نؤمن بإله واحد)، الذي تقر به كل الكنائس حول العالم لأنه وضع في مجمع نيقية 325م، فهل وضع دستور إيمان الكنيسة القبطية سيكون بمثابة قانون جديد للإيمان؟
ثم إن البيان الذي أصدره الأنبا موسى، والأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة، والأنبا مايكل الأسقف العام في أمريكا، والأنبا بنيامين مطران المنوفية، قبل اجتماع المجمع واعترضوا فيه على أمور كثيرة، كان به مطلب تشكيل لجنة للمراجعة الإيمانية، وهي موجهة للوقوف في وجه التيار المطالب بالتحديث في الكنيسة، وهل هذا يعد انتصارا للتيار المتشدد الذي له مواقف متشددة تجاه بعض القضايا مثل الوحدة مع الكنائس الأخرى والموقف من المرأة، ويبدو بتشكيل تلك اللجنة أنه تحقق لهم جزء من مطالبهم.
أوصت لجنة العلاقات المسكونية بعمل خريطة مسكونية لكل العلاقات والحوارات مع الكنائس الأخرى، مع عمل سجل إلكترونى مبوب لتوثيق نتائج الحوارات، وهذه خطوة مهمة، خاصة أن الراحل الأنبا بيشوي تولى هذا الملف سنوات عديدة ولم يعرف أحد من أبناء الكنيسة نتائج هذه الحوارات، إلا من خلال مقتطفات ذكرها الراحل في عظاته ولقاءاته، ولم تصدر بها قرارات رسمية يعرفها الناس.
وأوصت لجنة شئون المهجر أنه في حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا، وهذا القرار مرتبط بمطلب عودة عيد الميلاد يوم 25 ديسمبر، إذ يرفض الاتجاه المتشدد في مصر هذا الأمر بينما يطلبه المصريون المسيحيون في الخارج، خاصة أولادهم من الجيلين الثاني والثالث للمهاجرين، والكنيسة أمام حلين إما أن تعيد حساباتها وتطور من آلياتها لتستوعب الجميع بالداخل والخارج، وإما يكون لمصريي الداخل نظام والخارج نظام حسب احتياجاتهم وهذا الحل خطر لأنه سيعني أن هناك نظامين بالكنيسة، وقد يؤدي للانقسام فيما بعد.
بينما أوصت اللجنة الدائمة بتشكيل مجلس التعليم الكنسي بواسطة قداسة البابا كخطوة أولى لتفعيل لائحة الأكاديمية اللاهوتية، ربما تكون هذه الخطوة انتصارا للبابا تواضروس والتيار المستنير إذا تم تشكيل اللجنة من أساقفة يمثلون هذا التيار بالكنيسة مثل الراحل الأنبا إبيفانيوس رئيس دير الأنبا مقار.
وإلى النص الكامل لقرارات وتوصيات جلسة المجمع المقدس دورة يونيو 2019
أولا: القرارات
الاعتراف بالأديرة الآتية:
أديرة الرهبان
1- دير القديس هرمينا السائح بأسيوط.
2- دير السيدة العذراء والقديس ماريوحنا الحبيب بطريق الإسماعيلية.
أديرة الراهبات:
1- دير السيدة العذراء وماريوحنا الحبيب بأوهايو بالولايات المتحدة الأمريكية.
ثانيا: التوصيات
توصيات لجنة شئون الإيبارشيات الرئيسية:
1- تأجيل تجليس الآباء الأساقفة الجدد فترة من شهر إلى ثلاثة أشهر حتى يتفرغ الأب الأسقف للدراسة وتبادل الخبرات.
2- إنشاء صندوق لرعاية الإيبارشيات ذات الاحتياج بحيث تشارك فيه كل الإيبارشيات بشكل اختياري عملًا بالمبدأ الإنجيلي: "وكان عندهم كل شيء مشتركًا" (أع 44:2).
3- وضع منهج تأهيلي للمكرسين والمكرسات وتوجيههم إلى مجالات خدمية (التكريس العامل) وتشجيعهم على الدراسات التكميلية، والدراسات العليا في مجالات خدمتهم.
توصيات لجنة الأسرة الرئيسية:
1- ضم منهج معهد كبار السن إلى معهد الرعاية.
2- وجود دار لكبار السن فى جميع الإيبارشيات وعمل اجتماع أسبوعي لهم بجميع الكنائس.
3- دراسة إضافة «تعهد العروسين» إلى صلاة الإكليل.
4- إنشاء لجنة فرعية تختص برعاية المرأة بكل متطلباتها.
توصيات لجنة الرعاية والخدمة الرئيسية:
1- تفعيل قاعدة البيانات للتكامل بين لجان البر بالإيبارشيات معًا ومع اللجنة المركزية بالبطريركية.
2- إضافة مواد الصحة النفسية ومكافحة الإدمان لمناهج الكليات اللاهوتية والمعاهد الدينية.
3- تطبيق برنامج الكشف المبكر عن الإعاقة.
توصيات لجنة الإيمان والتعليم الرئيسية:
1- تشكيل لجنة لوضع دستور إيمان الكنيسة القبطية الأرثوذكسية.
2- تشكيل لجنة فرعية جديدة للمراجعة الإيمانية تكون مسئولة عن مراجعة أي تعليم خاطئ ينشر سواء على الميديا أو على المنابر وسيكون مقررها نيافة الحبر الجليل الأنبا هدرا.
توصيات لجنة العلاقات والحوارات المسكونية:
1- عمل خريطة مسكونية لكل العلاقات والحوارات مع الكنائس الأخرى، مع عمل سجل إلكترونى مبوب لتوثيق نتائج الحوارات.
توصيات لجنة العلاقات العامة الرئيسية:
1- تسليط الضوء على الدور الوطني لآباء الكنيسة والإكليروس والعلمانيين وتأثيرهم في المجتمع من خلال مناهج التربية الكنسية والمنابر والميديا.
توصيات لجنة الطقوس الرئيسية:
1- يقال لحن "أللي القربان" طوال السنة.
2- لا يقال لحن "أونيم ناي" ولا "ياكل الصفوف" بدءًا من عيد الصعود.
توصيات لجنة الإعلام والمعلومات:
1- الاهتمام بأبناء الكنيسة من المتفوقين والموهوبين فى جميع المجالات.
2- العمل على إنشاء بنك المعرفة الكنسية للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يتضمن كل العلوم الكنسية بجميع فروعها.
3- تسجيل سير الآباء بطاركة ومطارنة وأساقفة وكهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية خلال القرنين العشرين والحادي والعشرين.
توصيات لجنة شئون الرهبنة والأديرة الرئيسية:
1- إصدار كتاب وثائقي للأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر وخارجها.
توصيات لجنة شئون بلاد المهجر الرئيسية:
1- في حالة الاحتياج إلى استثناءات لقوانين الكنيسة والتقليد المقدس نتيجة احتياجات رعوية بكنائس بلاد المهجر يجب على الكاهن الرجوع إلى أسقف إيبارشيته ويمكن للأسقف الرجوع إلى قداسة البابا.
توصيات اللجنة الدائمة:
1- تشكيل مجلس التعليم الكنسي بواسطة قداسة البابا كخطوة أولى لتفعيل لائحة الأكاديمية اللاهوتية.