العصيان.. آخر أوراق حراك السودان للوصول لسلطة مدنية

دخل السودان في عصيان مفتوح حتى يتخلى المجس العسكري الحاكم عن السلطة، واستعد السودانيون لهذه الخطوة من خلال شراء وتخزين المواد التموينية استعدادا لأيام العصيان المدني
بعد يوم واحد من اللقاء الذي جمع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد مع قادة المجلس العسكري الانتقالي وقادة الحراك الاحتجاجي في السودان بشكل منفصل في مسعى لإحياء المحادثات التي توقفت عقب تفريق اعتصام في العاصمة السودانية الخرطوم، ينطلق اليوم الأحد عصيان مدني وإضراب سياسي مفتوح لن ينتهي حتى تسليم السلطة لحكومة مدنية، كورقة ضغط على المجلس العسكري الحاكم. وتفاقمت الأوضاع في السودان عقب أحداث فض الاعتصام قبالة مقر قيادة الجيش السوداني في الخرطوم الإثنين الماضي.
وزاد من تأزم الأوضاع بين حركة الاحتجاج المدنية بقيادة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، والمجلس العسكري الانتقالي اعتقال السلطات السودانية فجر أمس كلا من الأمين العام ل"الحركة الشعبية" خميس جلاب، ومبارك أردول المتحدث باسمها. تسليم عبر التليفزيون ودخل "العصيان المدني" الذي دعت إليه الحركة الاحتجاجية
وزاد من تأزم الأوضاع بين حركة الاحتجاج المدنية بقيادة قوى الحرية والتغيير وتجمع المهنيين، والمجلس العسكري الانتقالي اعتقال السلطات السودانية فجر أمس كلا من الأمين العام ل"الحركة الشعبية" خميس جلاب، ومبارك أردول المتحدث باسمها.
تسليم عبر التليفزيون
ودخل "العصيان المدني" الذي دعت إليه الحركة الاحتجاجية حيز التنفيذ، اعتبارا من اليوم الأحد، على أن يستمر حتى تسليم المجلس العسكري الانتقالي السلطة لحكومة مدنية.
وأعلن تجمع المهنيين، الذي أطلق الحركة الاحتجاجية في السودان، "العصيان المدني"، اعتبارا من الأحد، على ألا ينتهي إلا بقيام حكومة مدنية، بإذاعة "إعلان بيان تسلم السلطة" عبر التليفزيون السوداني.
تجمع المهنيين الذي قاد الاحتجاجات للإطاحة بالرئيس عمر البشير، قال إنه قبل وساطة آبي أحمد لاستئناف المحادثات مع المجلس العسكري، لكنه حدد شروطا قبل العودة لمائدة التفاوض، أبرزها اعتراف المجلس العسكري بجريمة فض الاعتصام التي سقط خلالها قتلى وجرحى.
هل تنجح «المبادرة الإفريقية» في حل الأزمة السودانية؟
وتصدر هاشتاج "العصيان المدني الشامل" الذي أطلقه محتجون الترند العالمي خلال الساعات الماضية على تويتر متجاوزا 250 ألف تغريدة.
وأطلق الناشطون عددا من الهاشتاجات، أكد من خلالها المستخدمون تمسكهم بمطالبهم حتى يقدم المجلس العسكري السوداني تنازلات بشأن مدنية الحكم، بحسب "روسيا اليوم".
"تسقط بس"
وزادت وتيرة الناشطين في مواقع التواصل الاجتماعي، من خارج السودان، في ظل انقطاع خدمة الإنترنت في الداخل، بالدعوة للعصيان المدني، وأرسل تجمع المهنيين السودانيين، عشرات الآلاف من الرسائل النصية القصيرة عبر الهواتف الجوالة، قدم فيها مواجهات العمل التصعيدي المطلوب.
ويتوقع أن يصل عدد الرسائل لأكثر من 900 ألف رسالة نصية تحمل توقيع "تسقط بس". وأعلن تجمع العاملين بقطاع النفط الدخول في العصيان المدني الشامل حتى تحقيق أهدافه.
ومنذ الإثنين الماضي، قطعت هيئة الاتصالات السودانية، خدمة الإنترنت بشكل كامل عن البلاد، وبحسب النشطاء فإن الهدف من قطع الخدمة هو "التعتيم على المذابح التي ارتكبتها قوات الدعم السريع" بحق المدنيين، والحيلولة دون تواصل النشطاء لتنسيق الإضراب والعصيان، حسب تعبيرهم.
ورغم قطع الإنترنت نجح قادة المعارضة في توصيل رسائل ودعوات الإضراب لمعظم السودان باستخدام وسائل تقليدية، للتغلب على عدم وجود خدمة الإنترنت، وفقا ل"الشرق الأوسط".
دفعت الدعوة إلى العصيان المدني سكان العاصمة والمدن المختلفة منذ أمس، إلى الاستعداد لهذه الخطوة من خلال شراء وتخزين المواد التموينية استعدادا لأيام الاعتصام.
ودعت "قوى الحرية والتغيير"، المواطنين، لإغلاق الجسور وسد الشوارع العامة والبينية في الأحياء بالمتاريس، كما شددت على عدم الاحتكاك بقوات الأمن، عند محاولاتها فتح المتاريس.
الغاز لفض العصيان
ومع بدء العصيان ذكر شهود عيان بمنطقة بحري بشمال العاصمة السودانية، أن "المتظاهرين يحاولون وضع حواجز لإغلاق الطرقات باستخدام إطارات السيارات والحجارة وجذوع الأشجار لكن شرطة مكافحة الشغب تمنعهم بإطلاق الغاز المسيل للدموع".
العسكري السوداني: نسعى إلى التداول السلمي للسلطة
وباتت الطرق الداخلية مغلقة تماما ويحاول المحتجون إقناع بعض السكان بالامتناع عن الذهاب إلى العمل، بحسب "فرانس برس".
وتراجعت حركة وسائل النقل العام التي تعمل بين وسط الخرطوم وأطرافها في حين تتحرك أعداد قليلة من المركبات الخاصة، والمحلات التجارية مغلقة في المنطقة التجارية بوسط الخرطوم أو السوق العربي.