في الوقت الذي نشط المعارضون لخطوة عودة عيد الميلاد إلى 25 ديسمبر ظهرت مقالات وأبحاث لمؤيدي الفكرة توضح حاجة التقويم القبطي للتعديل ومعها يجتمع المجمع المقدس.. فهل يناقش؟ فور إعلان البابا تواضروس الثاني خلال رحلته الرعوية الأخيرة لألمانيا عن إمكانية مناقشة أن تحتفل الكنائس القبطية الأرثوذكسية في المهجر بعيد الميلاد، بدأ التيار المتشدد داخل الكنيسة في استخدام كل أدواته للوقوف في وجه الفكرة مثلما فعلوا ذلك في مواقف عدة، وهكذا خرج الأنبا أغاثون أسقف مغاغة والعدوة بالمنيا ببيان يرفض فيه هذه الخطوة، وأنه «لا وحدة في الأعياد قبل وحدة الإيمان»، وعبرت صفحات «حماة الإيمان» و«عضمة زرقا» عن نفس الموقف بنشر بيان الأنبا أغاثون، في المقابل خرجت أصوات أخرى تؤيد وترحب بفكرة البابا. قديما تحدد موعد عيد الميلاد ليكون يوم 25 ديسمبر بالتقويم اليولياني (الميلادي)، الموافق 29 كيهك بالتقويم القبطي (المصري القديم بعد إحيائه عام 284م)، وظل الأمر على هذا الحال وصولا للقرن ال16، وتم تعديله في عهد البابا جريجوري ال13، بعدما اكتشف العلماء أن 25 ديسمبر لا يقع في مكانه فلكيا كأقصر نهار وأطول قديما تحدد موعد عيد الميلاد ليكون يوم 25 ديسمبر بالتقويم اليولياني (الميلادي)، الموافق 29 كيهك بالتقويم القبطي (المصري القديم بعد إحيائه عام 284م)، وظل الأمر على هذا الحال وصولا للقرن ال16، وتم تعديله في عهد البابا جريجوري ال13، بعدما اكتشف العلماء أن 25 ديسمبر لا يقع في مكانه فلكيا كأقصر نهار وأطول ليل، فتم التعديل في 4 أكتوبر 1582، بحذف 10 أيام، حيث أصبح اليوم التالي هو يوم 15 أكتوبر وليس يوم 5. كنيسة الإسكندرية انشقت عن بقية الكنائس في مجمع خلقدونية عام 451م، وحدثت بينهم قطيعة، ووقت تعديل التقويم الميلادي، كانت مصر تحت الاحتلال العثماني ولم يكن يعمل به في مصر، فظل المصريين يحتفلون بعيد الميلاد يوم 25 ديسمبر، إلى أن جاء الإنجليز واحتلوا مصر في عام 1882 وأدخلوا التاريخ الميلادي بعد التعديل فزاد الفارق خلال 300 سنة إلى 12 يوما، فهنا تحرك عيد الميلاد إلى يوم 7 يناير، بسبب عدم إجراء التعديل على التقويم القبطي. أسباب المعكسر الرافض في مواقف سابقة كانت الصفحات المعارضة للبابا تدعي استقلاليتها وأنها ليس لها علاقة بأساقفة بعينهم، أما هذه المرة فالمنشورات موحدة على صفحات مطرانية مغاغة والعدوة وحماة الإيمان وعضمة زرقا، سواء فيديوهات البابا شنودة والأنبا رافائيل وتخوفهم من توحيد العيد بسبب "الخوف على البسطاء" -على حد قولهم-، أو بيان الأنبا أغاثون الذي أصدره سريعا، لرفض فكرة عودة عيد الميلاد مرة أخرى ليوم 25 ديسمبر وتعديل التقويم المصري القديم. وأعلن الأنبا أغاثون ان لديه استعداد للموافقة على أن توحيد العيد يعد توحيد الإيمان -رفض في وقت سابق اتفاق المعمودية وقت زيارة البابا فرنسيس لمصر نهاية أبريل 2017 وهاجم الكنيسة الكاثوليكية- ثم أوضح أن التقويم المصري القديم هو أدق تقويم عرفته البشرية. ونشرت صفحة «عضمة زرقا» بيانا ادعت أنه لأقباط المهجر ولا يوجد عليه توقيعات من أشخاص بعينهم أو جميعات أو كنائس بالمهجر، لكن فقط البيان للتأكيد على رفض تغيير موعد العيد باسم أقباط المهجر. بحث لكاهن: التقويم المصري يحتاج للضبط في المقابل كان للقمص يوحنا نصيف أحد كهنة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في أمريكا، بحثا بشأن ضبط التقويم القبطي، وإعادة عيد الميلاد مرة أخرى ليوافق 29 كيهك يوم 25 ديسمبر، وتحدث من منطلق تحقيق مصلحة مباشرة للجيل الثاني والثالث من أبناء المهاجرين المصريين المندمجين في المجتمعات التي ولدوا بها، ومعاناتهم وقت الاحتفال بالأعياد لعدم وجود إجازات ويكون وقت العيد دراسة أو عمل. القمص يوحنا أوضح الأسباب الحسابية لضبط التقويم القبطي وعودة العيد مرة أخرى، بل ورد على كافة التساؤلات التي جاءت إليه على هذا البحث،
ولفت القمص يوحنا نصيف، إلى أن الأعياد الكنسية ستظل كما هي وفقا لتواريخها القبطية لكن ما ستغير هو التاريخ الميلادي الحالي لهذه الأعياد ليعود كما كان قبل حدوث التعديل عام 1582، وذلك بعد تعديل التقويم القبطي. وأشار إلى أن «هذا سيكون غريبًا عندنا لفترة، ثمّ نعتاد عليه مع مرور السنين، مع ملاحظة أنّها ستظلّ كما هي في التقويم القبطي. ولنأخُذ بعض أمثلة: * سيعود عيد الختان (6 طوبة) إلى يوم 1 يناير. * سيعود عيد الغطاس (11 طوبة) إلى يوم 6 يناير. * سيعود عيد دخول المسيح الهيكل (8 أمشير) إلى يوم 2 فبراير. * سيعود عيد البشارة (29 برمهات) إلى يوم 25 مارس. * سيعود عيد دخول المسيح أرض مصر (24 بشنس) إلى يوم 19 مايو. * سيعود عيد الرسل (5 أبيب) ليكون يوم 29 يونيو، وبالتالي سينقص صوم الرسل 13 يومًا عن الوضع الحالي. * سيبدأ صوم السيّدة العذراء يوم 25 يوليو (1 مسرى) ويأتي عيدها في 9 أغسطس (16 مسرى). * سيعود عيد النيروز (رأس السنة القبطيّة 1 توت) ليكون يوم 29 أغسطس، وعيد الصليب إلى 14 سبتمبر. * سيعود صوم الميلاد أيضًا ليأتي مبكّرًا عمّا تعوّدنا عليه الآن فيبدأ يوم 12 نوفمبر (16 هاتور)». حل التعديل في التقويم القبطي بعد الجدل الدائر على مواقع التواصل الاجتماعي بين الرافضي والمؤيدين لفكرة ضبط التقويم القبطي، وإعادة عيد الميلاد لمكانه يوم 25 ديسمبر، خرجت بعد الكتابات والمحاولات من بعض الشباب بشأن هذا الأمر ومن بينها مقال للباحث الشاب بسام الجنوبي، أشار إلى ضرورة ضبط التقويم القبطي، واقترح أن لا يكون بحل ثوري بل على عدة سنوات. وقال إنه «لدينا وسيلة عبقرية داخل تكوين السنة القبطية، فهي 13 شهرا، منهم 12 عاديين والشهر الأخير "النسيء" يكون 4 أو 5 أيام (حسب السنة بسيطة أم كبيسة)، وعبقرية هذا الشهر في إنه مُصمم لمعالجة فوارق السنة، وممكن إصلاح التقويم القبطي من خلال آلياته المصرية القديمة بتقليص يوم من النسيء كل سنة، إلى أن يتم ضبط موعد العيد بعد 13 سنة». رحلة تعديل التقويم المصري وفي هذا المقال رصد كاتبه، تاريخ التقويم المصري، الذي اعتمد فيه المصريين القدماء على رؤية الشروق الاحتراقي لنجمة الشعرى اليمانية، ومنه يبدأون كل عام، وكانوا يعتمدون على رؤيته وبصده بالعين المجردة، ولفت إلى تعديل التقويم المصري الذي كان 365 يوما فقط في زمن الملك بطليموس، في القنر الثالث قبل الميلاد، بإضاة ربع يوم على 4 سنوات. ورصد المقال اكتشاف البشر بأن السنة ليست 365 يوما و6 ساعات بل و5 ساعات و48 دقيقة و64 ثانية، وأن هذا الفارق يصنع 3 أيام كل 400 سنة، وأن الفيصل في تحديد الأعياد كان موعد الإنقلاب الربيعي الذي يتساوى فيه الليل بالنهار وأن هذا لم يعد في موقعه وفقا للتاريخ القبطي حاليا عندما كان متزامنا مع التقويم الميلادي قبل تعديله، وأن 29 كيهك/ 7 يناير حاليا، ليس أطول ليل وأقصر نهار حين تقرر تحديد موعد عيد الميلاد. هل يحسمها المجمع؟ أعلن البابا تواضروس الثاني أنه سيتم مناقشة هذا المر داخل اجتماع المجمع المقدس الذي سيجتمع خلال الأسبوع الجاري، فهل فعلا يتم مناقشة الأمر وحسمه خلال فعاليات المجمع الحالي خاصة في ظل حالة الجدل بين من يريدون عودة العيد ليوم 25 ديسمبر وحججهم القوية، في مقابل الرافضين الذي يتخوفون من ذهاب البسطاء للكنائس الأخرى، فهل فعلا يخرج قرار يمس المصريين المسيحيين بالخارج، وكذلك الكنيسة التي بدأت تتسع ومطلوب منها أن تشمل الجميع كقول القمص يوحنا نصيف في البحث الذي قدمه بشان ضبط التقويم القبطي؟