تسببت أزمة تلوث النفط الروسي في أزمة ضخمة على مستوى شرق أوروبا، في ظل اعتماد المصافي على الإنتاج الذي يضخه خط إمداد دروزبا، والذي يغذي عددا غير قليل من البلدان لعبت العديد من العوامل في ارتفاع أسعار النفط الخام على مستوى الأسواق العالمية خلال الأيام القليلة المقبلة، وأبرزها تلك التي تتعلق بمستويات إنتاجية الدول الكبرى، مثل المملكة العربية السعودية وروسيا، بالإضافة إلى مدى تقبل الأسواق لهذا الإنتاج. وأوقفت روسيا تدفق النفط على طول خط أنابيب دروزبا إلى أوروبا الشرقيةوألمانيا الأسبوع الماضي بسبب النفط الخام الملوث، وهي خطوة ساعدت على رفع أسعار النفط العالمية إلى أعلى مستوى في ستة أشهر، تاركة شركات التكرير في أوروبا تسعى جاهدة للعثور على الإمدادات. وحسب ما جاء في صحيفة "موسكو تايمز"، فإن ما لا يقل عن 5 ملايين طن من النفط، أو نحو 36.7 مليون برميل، قد تلوثت بالكلوريد العضوي، وهو مركب كيميائي يستخدم لتعزيز استخراج النفط عن طريق تنظيف الآبار وتسريع تدفق الخام. وكشرط رئيسي لاستمرار جودة الإنتاج النفطي، يجب إزالة المركب العضوي قبل إرسال النفط للعملاء وحسب ما جاء في صحيفة "موسكو تايمز"، فإن ما لا يقل عن 5 ملايين طن من النفط، أو نحو 36.7 مليون برميل، قد تلوثت بالكلوريد العضوي، وهو مركب كيميائي يستخدم لتعزيز استخراج النفط عن طريق تنظيف الآبار وتسريع تدفق الخام. وكشرط رئيسي لاستمرار جودة الإنتاج النفطي، يجب إزالة المركب العضوي قبل إرسال النفط للعملاء لأنه يمكن أن يدمر معدات التكرير، كما أنه عند تعرضه لدرجات حرارة عالية، يولد غاز الكلور السام. إيران تتحدى أمريكا: لدينا أساليب جديدة لبيع النفط وقالت شركة "ترانسنفت"، التي تحتكر خطوط الأنابيب الروسية، إن التلوث حدث في منطقة فولجا في سامارا، مُحملة بعض الأشخاص الذين وصفتهم ب"المحتالين" مسؤولية هذا الفساد. وفي تعقيبه على هذه الأزمة، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن "ترانسنفت" تفتقر إلى الآلية المناسبة لمنع التلوث، وهو ما يكون له تأثيره الواضح على الإنتاج النفطي وإمداده إلى أوروبا. إيران تهدد من يمس حصتها بسوق النفط.. وترامب يلجأ للسعودية تأثير خط أنابيب دروزبا، الذي يمكنه ضخ مليون برميل يوميًا أو ما يعادل 1% من الطلب العالمي على النفط، تكمن في أنه يخدم مصافي التكرير في ألمانيا وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا والمجر وأوكرانيا وروسيا البيضاء، وهو ما يعني تأثر أجزاء كبيرة من أوروبا بانخفاض الإمدادات الروسية. وتوقفت جميع الدول المستوردة عن أخذ النفط الروسي عبر خط الأنابيب منذ 26 أبريل، حيث بدأت بيلاروسيا، التي ينقسم فيها خط الأنابيب إلى الشمال والجنوب، في تلقي النفط النظيف هذا الأسبوع، لكن معظم الخطوط في البلاد وكذلك على طول الشبكة لا تزال ملوثة. وقالت بيلاروسيا إن الأمر قد يستغرق شهورًا لاستئناف عمليات الإمداد بصورتها الطبيعية، وهو الأمر الذي يُحتم على المصافي وكيانات التكرير إيجاد بدائل مناسبة للإنتاج الروسي الذي توقف بسبب التلوث. هل تستعد الهند لوقف وارداتها من النفط الإيراني؟ ويخدم دروزبا أهم مصافي التكرير في ألمانيا، مثل "روزنفتز شفيدت" و"رويال داتش شل" وغيرها، ولذلك سارعت عدد من كيانات التكرير إلى الحصول على إمدادات بديلة، أملًا في ألا تنقطع عمليات التكرير، حسب ما أكدته مصادر مطلعة على قرارات تلك المصافي للصحيفة الروسية. وفي جزء حيوي من خطوط الأنابيب، قالت المجر إنها ستطرح 400 ألف طن من احتياطيات الطوارئ لتزويد مصفاة تملكها حكومتها، في الوقت الذي طلبت فيه المصفاة التشيكية "يونيبترول" من الحكومة إقراضها النفط الذي تحتفظ به الدولة ضمن احتياطاتها. روسياوإيران تتسببان في توتر العلاقات الأمريكيةالهندية ومن جانبه، قالت شركة "لوتوس" البولندية إنها ستستفيد من الاحتياطيات الإستراتيجية، بينما قالت منافستها الكبرى "PKN Orlen" إنها لا تعتزم القيام بذلك. وبات توفير البدائل لتلك البلدان المشاركة في خطوط الإمداد الروسية، بمثابة أمر ضروري، سواء لتوفير المواد اللازمة للتكرير، أو حتى لإحداث نوع من التوازن في أسعار النفط العالمية، والتي بالفعل تشهد صراعات سياسية مختلفة الأطراف.