شكوك جديدة حول نزاهة وزير العدل الأمريكي ويليام بار بعد الكشف، أمس الثلاثاء، عن إعراب المحقق الخاص روبرت مولر عن عدم رضاه عن الملخص الذي قدمه بار للكونجرس حول تحقيقه. في مارس الماضي، أرسل وزير العدل الأمريكي ويليام بار، رسالة تتضمن ملخص التقرير النهائي للمحقق الخاص روبرت مولر، والذي تضمن النتائج النهائية للتحقيق في التدخل الروسي في انتخابات الرئاسة الأمريكية 2016، والتي أوصلت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى منصبه، ملخص بار أشار إلى أن التحقيق برأ ترامب بشكل كامل من التهم الموجهة إليه، إلا أنه تم الكشف عن رسالة موجهة لوزير العدل، أعرب فيها مولر عن عدم رضاه عن هذا الملخص الذي جاء في أربع صفحات وبرأ ترامب من التهم الموجهة إليه. وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن هذا الكشف، يأتي قبل ساعات من موعد إدلاء بار بشهادته، اليوم الأربعاء، أمام الكونجرس. الرسالة التي أرسلها مولر إلى بار الشهر الماضي، أعرب فيها عن مخاوفه من أن خطاب وزير العدل المكون من أربع صفحات إلى الكونجرس، والذي يلخص نتائج تحقيقه لم تكن في سياقها. وقالت مصادر وأشارت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، إلى أن هذا الكشف، يأتي قبل ساعات من موعد إدلاء بار بشهادته، اليوم الأربعاء، أمام الكونجرس. الرسالة التي أرسلها مولر إلى بار الشهر الماضي، أعرب فيها عن مخاوفه من أن خطاب وزير العدل المكون من أربع صفحات إلى الكونجرس، والذي يلخص نتائج تحقيقه لم تكن في سياقها. وقالت مصادر خاصة، إن مولر كان يعتقد أن تقريره كان أكثر دقة بشأن مسألة ما إذا كان ترامب قد عرقل سير العدالة، وأراد الإفراج عن المزيد من النتائج التي توصل إليها. وأشار مسؤولون في إدارة ترامب إلى أن المحقق الخاص لا يعتقد أن الملخص كان غير دقيق، ولكنه محبط من التغطية الإعلامية التي أعقبت خطاب بار. وأثارت الأنباء حول رسالة مولر حالة من الغضب بين كبار المسؤولين الديمقراطيين الذين حذروا بالفعل من أن معالجة بار لنسخة منقوصة من التقرير تهدف إلى إنتاج سرد سياسي يرضي ترامب. وأغضب استنتاج بار بعدم وجود أي دليل على تورط ترامب في عرقلة العدالة، منتقدي ترامب، لأن مولر لم يتوصل إلى مثل هذا الاستنتاج في التقرير، الذي تم الكشف عن نسخة منقحة منه في أبريل الماضي، وتضمن أدلة على محاولات واضحة من ترامب لوقف التحقيقات التي تدور حول المقربين منه. ودعا كبار السياسيين الديمقراطيين إلى استدعاء مولر نفسه في جلسة استماع أمام الكونجرس فورًا، في دراما متصاعدة لا تزيد من الضغط على بار فحسب؛ بل يمكنها التأثير على النقاش داخل الحزب الديمقراطي بالكونجرس حول عزل ترامب، وهي خطوة ترفضها رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي. وقال النائب الديمقراطي جيرود نادلر، رئيس اللجنة القضائية في مجلس النواب في بيان إن "مخاوف المحقق الخاص تعكس مخاوفنا، لم يكن على وزير العدل أن يترجم النتائج التي توصل إليها مولر في تقريره بطريقة يستفاد منها الرئيس، لقد كانت مسألة وقت فقط قبل أن نكتشف الحقائق". هل حرّف وزير العدل الأمريكي تقرير مولر لصالح ترامب؟ وأضاف: "لا يجب على بار حجب هذه الرسالة عن الكونجرس طالما طلبها، لقد طلبت نسخة من الرسالة من وزارة العدل، ويجب تسليمها في موعد لا يتجاوز الساعة العاشرة صباح غد". ومن المقرر أن يمثل بار أمام اللجنة القضائية في مجلس النواب يوم الخميس، لكن حضوره موضع شك بعد اعتراضه على خطة نادلر لإدراج المستشارين القانونيين للجنة في الاستجواب. ومن المقرر أولا أن يدلي وزير العدل بشهادته أمام اللجنة القضائية بمجلس الشيوخ، اليوم الأربعاء في الساعة 10 صباحًا بتوقيت شرق الولاياتالمتحدة، وهي الجلسة التي ستكون أكثر أهمية وجدلا، نظرًا لأن العديد من المرشحين المحتملين للرئاسة عن الحزب الديمقراطي سيكونون ضمن اللجنة التي سيدلي بشهادته أمامها، وسيحرصون على استغلال ذلك لصالحهم. جوليان كاسترو أحد المرشحين الديمقراطيين للرئاسة، قال أمس الثلاثاء، إن بار يجب أن "يستقيل من منصبه أو أن يواجه تحقيقا فورا"، بسبب "تضليل" الشعب الأمريكي "عن قصد". وأدت هذه التطورات المذهلة إلى مواجهة واشنطن نهاية غير متوقعة لتحقيق مولر، الذي لم يجد أدلة حول تواطؤ فريق حملة ترامب مع الروس خلال انتخابات عام 2016، إلا أنه لم يبرئ ترامب من عرقلة العدالة. حيث قال فيل مود، العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي، والذي عمل ذات مرة مع مولر إنه "من المذهل" أن يقوم شخص ملتزم بالقواعد تماما مثل مولر أن يكتب رسالة إلى بار للتشكيك في الملخص الذي نشره. يُظهر الحقيقة الكاملة.. الكشف عن تقرير مولر اليوم وأضاف مود أن "هذه دعوة للانتباه... لا يمكنك التقليل من شأن ما يقوله مولر". ووفقًا لمصدر مطلع على مخاوف مولر، جاءت الرسالة الواردة من مكتب المحقق الخاص في 27 مارس الماضي، وتم مراجعتها لأول مرة من قبل مكتب رود روزنشتاين نائب وزير العدل. بعد مراجعة الرسالة، اتصل بار بمولر في اليوم التالي، وقال له "لقد كنا أصدقاء لفترة طويلة، فلنتحدث عن هذا الأمر"، وفقًا لمصدر مطلع على المكالمة الذي وصفها بالمهذبة والهادئة، إلا أنه كان هناك خلاف حول ذلك. حيث قال كيري كوبك المتحدث باسم وزارة العدل في بيان يوم الثلاثاء إن مولر لم يخبر بار بأن أي شيء في ملخصه كان خاطئًا من الناحية الواقعية. وأضاف "في محادثة ودية ومهنية، أكد المحقق الخاص أن لا شيء في ملخص وزير العدل الصادر في 24 مارس كان غير دقيق أو مضلل، لكنه عبر عن إحباطه بسبب عدم وجود سياق وتغطية إعلامية حول أدلة إعاقة العدالة". ولم يعلق البيت الأبيض على التطورات الجديدة، لكن محامي ترامب رودي جولياني قال لشبكة "سي إن إن": "كان يجب على مولر أن يتخذ قرارا، ويتوقف عن الشكوى الآن، لأنه لم يتم وصف تقريره بشكل صحيح". تقرير «مولر» النهائي يكشف حقائق جديدة عن جرائم ترامب ويرى الديمقراطيون أنه من الواجب التحقيق في هذا الأمر، ويرغب البعض في عزل ترامب، بسبب ما يعتبرونه سجلا موثقا للفساد والعرقلة قبل وبعد توليه المنصب. وذكر النائب الديمقراطي جيمي راسكين، عضو لجنة الرقابة في مجلس النواب، "أعتقد أن الرئيس صعّد النزاع مع الكونجرس"، مضيفا "أن عرقلة العدالة التي قرأنا عنها في تقرير مولر أصبحت واقعا أمام أعيننا". فيما ينظر الجمهوريون، الذين يتوقون إلى الحفاظ على سيطرتهم على البلاد، إلى أن هذه الدعوة لعزل ترامب مثال على تخطي الاختصاصات التي يمكنهم استغلالها في الانتخابات. وقال السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل يوم أمس الثلاثاء إن "معظم الأمريكيين يعتقدون أن الأمر انتهى، ويريدون المضي قدما".