التعليم: استيراد فصول متنقلة من الصين لحل أزمة الكثافة فى المدارس.. وكمال: غير قابلة للتطبيق وبناء فصول أولى... وطايل: تحمل تمييزا بين الطلاب ومبارك صاحب فكرتها فى محاولة جديدة من وزارة التربية والتعليم للتغلب على الكثافة الطلابية فى المدارس الحكومية، التى باتت تؤرق المنظومة التعليمية منذ سنوات عديدة حتى أن كثافة الفصول فى بعض المدارس الحكومية بلغت 90 تلميذًا فى الفصل الواحد، لجأت الوزارة إلى استيراد مجموعة من الفصول الذكية المتنقلة من الصين، وهذا ما أكدته الصحف الصينية وعلى رأسها تقرير صادر عن صحيفة «People China»الصينية على أكثر من شحنة ضمن خطة الوزارة لبناء 265 ألف فصل على مستوى الجمهورية، وهو ما أكد عليه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي. حيث أكد شوقي على أن الوزارة تبحث مع الجانب الصيني كافة التفاصيل المتعلقة بالصفقة تمهيدًا للانتهاء منها قريبًا والإعلان عنها بشكل رسمي. لم تكن هذه المرة هى الأولى التى يتحدث فيها وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى عن تجربة الفصول المتنقلة، فمن قبل سبق وتحدث عنها خلال اجتماعه بالمجلس الأعلى للأمناء حيث أكد شوقي على أن الوزارة تبحث مع الجانب الصيني كافة التفاصيل المتعلقة بالصفقة تمهيدًا للانتهاء منها قريبًا والإعلان عنها بشكل رسمي. لم تكن هذه المرة هى الأولى التى يتحدث فيها وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى عن تجربة الفصول المتنقلة، فمن قبل سبق وتحدث عنها خلال اجتماعه بالمجلس الأعلى للأمناء والآباء والمعلمين؛ حيث أكد على نية الوزارة إنشاء فصول متنقلة لحل مشكلة الكثافات الطلابية بالمدارس، قائلاً: "يجرى الاتفاق مع الصين لخدمة سنوات النقل بالتعليم فى إطار حرص الوزارة على تطوير كل المراحل التعليمية، وعمل فصول متنقلة لحل مشكلة الكثافات. وعلى الرغم من ظهور الفكرة على السطح بقوة هذا العام إلا أن «تجربة الفصول المتنقلة» ليست حديثة العهد على التعليم المصري، فمن قبل تم تطبيقها فى مصر مع بداية التسعينيات عقب اجتياح السيول لعدد من محافظات الجمهورية، وتسببها فى سقوط عدد من المدارس؛ مما دفع القائمين على التربية والتعليم آنذاك إلى إنشاء الفصول المتنقلة حتى لا تتعطل الدراسة بالمدارس المتضررة. وفى ظل سعي الوزارة الجاد نحو القضاء على أزمة تكدس الفصول، ومع عدم توافر الإمكانيات المادية فى الوقت الحالي للتوسع فى بناء مزيد من المدارس لكي تستوعب الزيادة الكبيرة فى عدد الطلاب، يبقى السؤال الأهم هل تنجح الفصول الصينية فى القضاء على الكثافة المدرسية، وعلى أى أساس ستقوم الوزارة بتقسيم الطلاب داخل الفصول. الدكتور مصطفي كمال، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، عبر عن استيائه الشديد من قيام وزارة التربية والتعليم باستيراد فصول متنقلة من الصين، مؤكدا على أن هذا الطرح غير قابل للتطبيق من الأساس فأين ستوضع هذه الفصول وما هو شكلها؟ ولماذا لا يتم بناء فصول جديدة عوضًا عن استيرادها مثل هذه الفصول من الصين". وأضاف كمال فى تصريحات خاصة ل"التحرير"،" هذه التجربة مصيرها الفشل وتعد مضيعة للوقت وتدميرًا لجيل كامل، فهل قامت الوزارة بدراسة التجربة بشكل كامل حتى لا يكون مصيرها مصير التابلت، ويتم إنفاق المزيد من الأموال عليها دون فائدة ودون أن تقضي على الكثافة، وتكون استمرار للتخبط المستمر فى الوزارة. وشدد عضو لجنة التعليم والبحث العلمي على أن هذه التجربة غير قابلة للتطبيق فى أغلب المدارس المصرية؛ لأن نسبة كبيرة منها تفتقد إلى «الحوش» والمساحات التى ستوضع عليها، متسائلاً: هل ستكون الفصول المتنقلة عبارة عن أكشاك مثلا؟! ولا مدرسة على عجل؟ ومن جانبه أكد الدكتور عبدالحفيظ طايل، رئيس مركز الحق في التعليم، أن إنشاء هذه الفصول يعنى خروج بعض الطلاب من المدارس، وهذا شيء مؤذى على الصعيد النفسي لهم، وينم على عدم وجود مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب فى تحصيل المواد الدراسية، مردفاً: ما هى المعايير التى سنلحق الطلاب بها داخل هذه الفصول والمعايير التي سنحرمهم منها، وأكد أن الحل الوحيد لعلاج الكثافة الطلابية هو بناء المدارس جديدة لا فصول متنقلة. وأضاف طايل فى تصريحات خاصة ل"التحرير"،" أن فكرة الفصول المتنقلة تم استخدامها في دول أخرى، ولكن لمحو أمية الفلاحين في المزارع أو العمال في المناجم لأنهم بالفعل خارج المدرسة، وكانت تستخدم في الأماكن الجبلية التي لا توجد بها مدارس أو يصعب بناء مدارس بها، وهذه التجربة تم تنفيذها في عصر الرئيس الأسبق مبارك كمدارس التعليم المجتمعي، وكانت تستخدم هذه الفصول لعلاج أزمة التسرب من التعليم وليس لعلاج كثافة الفصول.