بيلوسي تلقي بكارت الضغط الأمريكي في «البريكست»

تسعى الولايات المتحدة متمثلة في رئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي، لاستخدام أحد أهم كروتها على مستوى ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والحدود مع إيرلندا الشمالية
على مدى الأعوام الثلاثة الماضية، وتحديدًا منذ بدء مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي "البريكست"، حرصت الولايات المتحدة الأمريكية على ألا تتدخل بشكل مباشر في الأزمة القائمة بين بروكسل من ناحية، ولندن ومجلسها العمومي على الجانب الآخر. وعلى الرغم من كون هذا النهج هو الذي سيطر على موقف واشنطن من ملف البريكست، فإن الوقت قد حان ليكون للولايات المتحدة مزيد من التأثير فى سير المفاوضات، مستغلة عددًا من الكروت المؤثرة فى مجريات الأمور السياسية في هذا الملف.
وكان تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فى الحدود الإيرلندية في دائرة الضوء هذا الأسبوع، إذ قامت نانسي بيلوسي، أقوى ديمقراطية أمريكية ورئيسة مجلس النواب، بزيارة الحدود وسلمت رسالة واضحة إلى بريطانيا، بحسب ما جاء في هيئة الإذاعة "بي بي سي". أملا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي
وكان تأثير خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي فى الحدود الإيرلندية في دائرة الضوء هذا الأسبوع، إذ قامت نانسي بيلوسي، أقوى ديمقراطية أمريكية ورئيسة مجلس النواب، بزيارة الحدود وسلمت رسالة واضحة إلى بريطانيا، بحسب ما جاء في هيئة الإذاعة "بي بي سي".
أملا في الخروج السريع.. بريطانيا تراهن على الاتحاد الأوروبي للضغط على فرنسا
وهددت بيلوسي بريطانيا حال إضرارها باتفاقية الجمعة العظيمة التي وقعت عليها عام 1998، فإن ذلك سوف يضر باتفاقية التجارة الحرة بين الولايات المتحدة وبريطانيا، وهو أحد الكروت الذي تناور به واشنطن من حين إلى آخر.
اتفاقية الجمعة العظيمة أو "بلفاست"، هي اتفاق تم التوقيع عليه سنة 1998 بين بريطانيا وجمهورية إيرلندا وأحزابها المختلفة، ويدعو الاتفاق البروتستانت إلى تقاسم السلطة السياسية في البلاد مع الأقلية الكاثوليكية، كما أعطت جمهورية إيرلندا رأيًا في شؤونها الداخلية.
وفي محاولتها للضغط على بريطانيا، قالت بيلوسي: "إذا حدث أي ضرر في اتفاق الجمعة العظيمة، فعلينا أن ننسى اتفاقية التجارة الحرة بين بريطانيا والولايات المتحدة".
استفتاء شعبي في بريطانيا يكشف تغيرات واضحة في الآراء حول البريكست
لا يوجد نص يُذكر في الاتفاقية حول ترتيبات الحدود، لكن الوزراء الإيرلنديين يقولون إن مساعي بريطانيا من أجل البريكست ستؤدي إلى حدود قاسية، وهو الأمر الذي سوف يضر بالتأكيد بروح الاتفاقية.
وقالت بيلوسي أمام جمهور في كلية لندن للاقتصاد: "هذه ليست معاهدة فقط، إنها مثال وقيمة ثابتة، ونموذج يمكن أن يقدم للعالم".
فرنسا تهدد بريطانيا بالعزلة حال فشل مفاوضات «بريكست»
وأوضحت "بي بي سي" أن مؤيدي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي رأوا في هذه الرسالة تهديدًا صريحًا من جانب الولايات المتحدة على لسان رئيسة الكونجرس، مشيرة إلى أن محتوى التهديد يقول: "إذا لم تكن الحكومة الإيرلندية سعيدة وراضية عن نمط الخروج، فسوف نعرقل الصفقة التجارية".
ربما تكون الصفقة الأمريكية هي الجائزة النهائية لراغبي استقلال بريطانيا من الناحية العالمية، سواء على المستوى السياسي أو التجاري، كما أنها تمثل واحدًا من أهم الأمور التي تراهن عليها لندن في ما بعد الخروج الرسمي من الاتحاد الأوروبي.
كيف ورطت ميركل بريطانيا في «خروج فاشل» من اليورو؟
وترى هيئة الإذاعة البريطانية أن هذا الاتفاق مع الولايات المتحدة لا يمكن المساس به، خاصة أنه سيثبت أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان يستحق العناء، لا سيما أنه سمح للمملكة المتحدة بوضع صفقات كبيرة كدولة تجارية مستقلة.
بريطانيا تواجه عدوا جديدا في طريق خروجها من الاتحاد الأوروبي
ويعتقد بعض هؤلاء الأشخاص المؤيدين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أيضًا أن قضية الحدود مصطنعة إلى حد كبير، وأن ترك الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق لن يكون مشكلة، كما أنهم يرون أن هذا الخيار لن يكلف بلادهم الكثير على المستوى السياسي والاقتصادي، حتى وإن حاولت واشنطن والاتحاد الأوروبي استغلال بعض الكروت الضاغطة في هذا الأمر.