وسعت روسيا من جهودها لإيجاد موطئ قدم لها من الناحية العسكرية في قارة إفريقيا، وهو الأمر الذي يمثل تهديدا استراتيجيا لحلف شمال الأطلسي "الناتو" على مدى العقود القليلة الماضية، كانت إفريقيا من أهم المناطق التي اجتذبت اهتمام القوى العالمية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والمشروعات التجارية، وإنما أيضًا لتوسيع العلاقات العسكرية والاستراتيجية، التي تبدو على أهمية كبيرة للقوى العالمية. الروس، وهم من اللاعبين الرئيسيين على المستوى الاقتصادي في القارة السمراء، لم يعودوا يكتفون بالمشروعات التجارية والاستثمارات الضخمة التي ضختها روسيا في إفريقيا خلال السنوات الماضية، إذ بدأت في مشروع عسكري موسع يهدف لإيجاد موطئ قدم لها في الاتجاه الجنوبي لقارة أوروبا. وركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على المساعي الروسية الواضحة في إفريقيا، إذ أكدت أنها تعمل على توسيع نفوذها العسكري بشكل مطّرد في جميع أنحاء القارة، ما ينذر المسؤولين الغربيين بزيادة مبيعات الأسلحة والاتفاقيات الأمنية وبرامج التدريب برعاية موسكو في الدول غير المستقرة. صراع فرنسي روسي حول النفوذ وركزت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية على المساعي الروسية الواضحة في إفريقيا، إذ أكدت أنها تعمل على توسيع نفوذها العسكري بشكل مطّرد في جميع أنحاء القارة، ما ينذر المسؤولين الغربيين بزيادة مبيعات الأسلحة والاتفاقيات الأمنية وبرامج التدريب برعاية موسكو في الدول غير المستقرة. صراع فرنسي روسي حول النفوذ في إفريقيا الوسطى وذكرت الصحيفة جمهورية إفريقيا الوسطى، حيث تم تنصيب روسي مستشارا للأمن القومي للرئيس، في مثل واضح على بدء مساعي توسيع النفوذ الروسي. وأشارت إلى أن الحكومة تبيع حقوق التعدين للذهب والماس بتكلفة بسيطة لاستئجار مدربين عسكريين وشراء أسلحة من موسكو. وفي الربيع الماضي، ناشدت خمس دول من إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، وهي مالي، والنيجر، وتشاد، وبوركينا فاسو، وموريتانيا، موسكو من أجل مساعدة جيشها وأجهزتها الأمنية في محاربة التنظيمات الإرهابية؛ مثل داعش والقاعدة. روسيا، التي تراجعت في إفريقيا بعد انهيار الاتحاد السوفييتي، استطاعت في العامين الماضيين، إعادة تنشيط علاقاتها مع عملاء من الحقبة السوفييتية؛ مثل موزمبيق وأنجولا، وأقامت علاقات جديدة مع بلدان أخرى، كما يستضيف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماع قمة بين موسكو والدول الإفريقية في وقت لاحق من هذا العام. توسيع نفوذ موسكو العسكري في القارة يعكس رؤية بوتين الأوسع المتمثلة في إعادة موسكو إلى مجدها السابق، لكنه يوضح أيضا استراتيجية روسيا الحالية الساعية لتحقيق مكاسب لوجستية وسياسية في إفريقيا أينما ومتى استطاعت، حسب رؤية "نيويورك تايمز". إسرائيل في مأزق.. الاعتراف بالخطأ تعويض روسيا الوحيد عن إسقاط الطائرة وقال الجنرال توماس دي والدهاوسر، قائد قيادة إفريقيا في البنتاجون، أمام الكونجرس، في مارس، إن "روسيا أصبحت تحديا متزايدا، وبدت أكثر عدوانية في إفريقيا". وقالت الصحيفة الأمريكية إن مقتل ثلاثة صحفيين روس على أيدي مهاجمين مجهولين في جمهورية إفريقيا الوسطى، وهي مستعمرة فرنسية سابقة، قد لفت الانتباه إلى عودة الكرملين إلى القارة. الصحفيون كانوا يحققون في أنشطة مجموعة فاجنر، وهي قوة عسكرية خاصة، أسسها ضابط مخابرات روسي سابق، على صلة وثيقة ببوتين. وقالت روسيا في بيان صدر العام الماضي، إن 175 مدربًا -يعتقد مسؤولو البنتاجون والمحللون الغربيون أن مجموعة فاجنر تستخدمهم- قاموا بتدريب أكثر من 1000 جندي من جمهورية إفريقيا الوسطى، التي غرقت في العنف منذ عام 2012. وقال جود ديفيرمونت، مدير برنامج إفريقيا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "موسكو ومقاولوها العسكريون الخاصون يقومون بتسليح بعض من أضعف الحكومات في المنطقة". الصين تنعش القارة السمراء باستثماراتها.. وإسقاط الديون فرصة ذهبية لإفريقيا وفي أواخر العام الماضي، جدد البيت الأبيض سياساته الاقتصادية والأمنية تجاه إفريقيا، بما في ذلك خطط لزيادة فرص الحصول على تمويل لمشاريع في القارة، وانتشر مسؤولو روسيا في القارة لحشد الدعم للخطة، وهو الأمر الذي يلقى بالفعل قبولا واسعا من جانب عدد كبير من البلدان في القارة.