68 مليون لاجئ حول العالم يحلمون بالعودة.. ورئيس هيئة اللاجئين السوريين: فقدت 192 شخصًا من أفراد عائلتي.. والمسئول الإعلامي للمفوضية بمصر: 85% من الأسر أكثر احتياجًا المشاهد التي جسدها أبطال رحلة الموت في الحلقات الثلاث السابقة -وإن كانت لعائلة واحدة- هي معاناة لملايين اللاجئين المشردين في أنحاء مختلفة، والذين خرجوا مجبرين من سوريا إلى المجهول، فربما كانت الأحداث التي تعرض لها الفارون من ويلات الحرب المشتعلة في سوريا مختلفة، لكن يظل الموت يتسابق معهم جميعًا، فإما أن يصل إليهم ويخطفهم وإما أن ينجح بعضهم في الوصول إلى مناطق آمنة نوها ما، لكن ذلك لا يعني أنهم أصبحوا سالمين، فجراحهم هى « خسارة وطن وفراق الأهل ». «فقدت 192 من عائلتي بسبب الحرب»، بتلك الكلمات الصادمة بدأ رئيس الهيئة العامة لشئون اللاجئين في مصر حديثه معنا عن الأزمة التي يعيشها ملايين الأسر السورية التي تفرقت في دول مختلفة حول العالم، منوها بأن هناك ما يزيد على 13 مليون لاجئ سوري على مستوى العالم، ونحو مليون لاجئ سوري موجودين في مصر «فقدت 192 من عائلتي بسبب الحرب»، بتلك الكلمات الصادمة بدأ رئيس الهيئة العامة لشئون اللاجئين في مصر حديثه معنا عن الأزمة التي يعيشها ملايين الأسر السورية التي تفرقت في دول مختلفة حول العالم، منوها بأن هناك ما يزيد على 13 مليون لاجئ سوري على مستوى العالم، ونحو مليون لاجئ سوري موجودين في مصر حاليا غير مسجلين لدى مفوضية الأممالمتحدة. ويضيف أن أغلب المهاجرين من سوريا إلى دول اللجوء عبر بوابة تركيا، مشيرا إلى أن العديد من اللاجئين السوريين يتعرضون لمضايقات في بعض الدول، وأن كل اللاجئين الفارين من ويلات الحرب في سوريا عائلات وأسر سورية وليس بينهم إرهابيون، منوها بأن العالقين السوريين على الحدود مُلاحَقون بالقصف والقتل أو الاعتقال. الانخراط داخل المجتمعات كانت وجهتنا التالية لمقابلة الدكتور أيمن زهري، رئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة، أستاذ بالجامعة الأمريكيةبالقاهرة، للتعرف عن قرب عما خلفته الحرب، التي دخلت عامها التاسع منذ اندلاع الاحتجاجات السورية في 2011. يقول "زهري" إن العائلات السورية انخرطت سريعًا داخل المجتمع المصري، بل أصبحوا منتجين ويضيفون حاليًّا للناتج القومي المصري، بعد أن نجحوا في إقامة ما يشبه المجتمعات التجارية لهم، مؤكدًا أن وضع اللاجئين السوريين في مصر أفضل حالًا من الدول الأخرى، مردفًا: «أغلب من هاجروا من سوريا إلى مصر لديهم أوراق ثبوتية». يكمل رئيس الجمعية المصرية لدراسات الهجرة أن التقارير والتقديرات تشير إلى وجود 2 مليون لاجئ من جنسيات مختلفة في لبنان، ونحو 400 ألف لاجئ في الأردن، و3 ملايين لاجئ في تركيا، وما يقرب من 250 ألف سوري في العراق. المساعدات والدعم النفسي للاجئين السوريين وحول الدعم النفسي والإنساني الذي يقدَّم للاجئين السوريين ولم شمل المشردين في الشتات، كان لقاؤنا مع ميساء الشماع، مؤسسة فريق شام التطوعي، التي أكدت أن المؤسسة تقدم العديد من المساعدات للاجئين السوريين سواء الرجال أو الأطفال أو النساء، مشيرة إلى أن الحرب تركت آثارًا نفسية سلبية للاجئين وما زالت مشاهد الدمار والتخريب في عقولهم، وهو ما تقوم به المؤسسة من تحويل هؤلاء إلى متخصصين لمتابعة أحوالهم النفسية، وكذلك إعانة ذوي الاحتياجات الخاصة من اللاجئين. توضح ميساء خلال حديثها أن رحلة الشتات بدأت بعد عام 2014، حينما تم التضييق من قبل الدول المجاورة على استقبال اللاجئين في ظل وجود تدفق وعدم وجود طاقة استيعابية، وهو ما تسبب في تشرد العديد من الأسر والأهالي، فأصبح هناك العديد من الأهالي نصفهم في بلد والنصف الآخر في بلد آخر. «بقالي 7 سنوات في القاهرة أكثف جهودي على العمل التطوعي لمساعدة أهلي السوريين، خاصة أن جميع الأهالي المهاجرين قادمون من مناطق نزاع وحروب.. وأعمل بمساعدة فريق من الشباب والفتيات على تلبية متطلباتهم»، تكمل "ميساء" وتتابع: "ما يشعر به اللاجئ السوري وجع عميق ومعاناة حقيقية، نتمنى أن نعود إلى بلدنا سالمين، وأن تنفض الحرب في سوريا ليتجمع شمل العائلة". ثم توجهنا إلى مقر مفوضية الأممالمتحدة لشئون اللاجئين بالقاهرة للتعرف على الأرقام الرسمية الصادرة بشأن اللاجئين من مختلف الجنسيات لا سيما السوريين، والدور الذي تلعبه المفوضية في إنهاء الإجراءات الخاصة بالإقامة والتسجيل وجوازات السفر، وما إذا كانت هناك إجراءات تتخذها المفوضية بشأن إجراءات لم الشمل للعائلات التي تشردت جراء الحرب. 40% من المسجلين لدى المفوضية أطفال التقينا كريستين بشاي، المسئول الإعلامي بمكتب المفوضية، التي أفصحت لنا خلال اللقاء عن وجود مئات الآلاف من اللاجئين المسجلين لدى المفوضية منذ عام 1954، حسب مذكرة تفاهم تم توقيعها بين المفوضية وجمهورية مصر العربية، وبموجبها تقوم المفوضية بالتسجيل وتحديد وضع اللاجئ وتقديم كل أشكال الخدمات، التي تشمل التنسيق مع الجهات المعنية، سواء في النواحي الصحية أو التعليم أو المساعدات المادية أو بناء المهارات والقدرات. وأوضحت خلال حديثها أن مصر تستضيف حاليًّا نحو 247 ألف لاجئ وطالب لجوء مسجلين لدى المفوضية من 58 جنسية من جنسيات مختلفة، 53% منهم من السوريين والباقي من إفريقيا جنوب الصحراء من الصومال والسودان وإريتريا وإثيوبيا، مشيرة إلى أن الوضع في مصر جيد للغاية مقارنة بدول اللجوء الأخرى، كون المهاجرين يقيمون في الخارج في مخيمات، كما أنها توفر الحماية للاجئ حتى لو لم يطلبها. 68.5 مليون لاجئ ولاجئة حول العالم وتشير "كريستين" إلى أن إجمالي عدد اللاجئين على مستوى العالم 68.5 مليون لاجئ ولاجئة ونازح وطالب لجوء من جنسيات مختلفة، منوهة بأن 40% من المسجلين لدى المفوضية من اللاجئين من جنسيات مختلفة من الأطفال دون سن ال18. وحول حجم التمويل المقدم للسوريين، تقول المسئول الإعلامي بمفوضية اللاجئين إن المفوضية طالبت الدول والجهات المانحة السنة الماضية بميزانية تقدر بنحو 74.5 مليون دولار لمواصلة الدعم الموجه للاجئين، ولكننا تلقينا 60% من إجمالي التمويل المطلوب، وطالبنا خلال العام الحالي بتمويل يقدر ب104 ملايين دولار، ولكننا لم نتلقَّ سوى 5% فقط من إجمالي التمويل حتى شهر فبراير من العام الماضي، وهو ما يجعلنا عرضة لقطع الطلبات التمويلية. قبل أن تشير إلى وجود مسارين تحددهما المفوضية، أحدهما خطة استجابة سنويًّا للاجئين السوريين، والآخر خطة استجابة للدول الإفريقية نشرح خلالها متطلبات القطاع وما نحتاجه من الدول المانحة المتمثلة في أمريكاوألمانيا والاتحاد الأوروربي والسويد والدنمارك وإيطاليا وإسبانيا وفرنسا، بخلاف بعض الدول والجهات الأخرى. وحول الفارق بين المسجل لدى المفوضية ومن خارجها، تقول كريستين: «حسب القانون الدولي، اللاجئ المسجل لا ترحِّله الدولة، لأنه يكون طالبًا للحماية على أراضيها، لكن من لم يُسجل أوراقه في المفوضية يحق للدولة ترحيله، ولكننا في كل الحالات نقدم الخدمات لكل الأسر الأكثر احتياجًا لأننا نعتمد على سياسة "اللاجئ الواحد" في تقديم الخدمات». تؤكد كريستين، أن نحو 85% من الجنسيات المسجلة لدى المفوضية تُصنَّف أكثر احتياجًا، ولكنها غير قادرة على الوفاء بالتمويل سوى ل20% من الأسر بسبب نقص التمويل، منوهة بأن المفوضية تقدم نوعين من الكروت: الكارت الأصفر لطالب اللجوء، والأزرق لطالب اللجوء الذي يتحدد معه اللقاء. وعن أكبر الصعوبات التي تواجه اللاجئين، تقول المسئول الإعلامي بالمفوضية، إن اللغة تعد من أكثر الصعوبات التي تواجه اللاجئين من جنسيات مختلفة، إلى جانب قضية الإقامة، ولكن الحكومة المصرية تحاول تقديم تسهيلات في هذا الجانب. وطلب المفوض السامي في مصر في شهر يناير الماضي من الحكومة المصرية أن تكون مدة الإقامة سنة بدلا من 6 أشهر، كما نقدم حملات توعية بشأن أضرار الزواج المبكر للاجئين. وبشأن الأوراق الثبوتية تقول "بشاي" إنه في حالة قدوم أي لاجئ بدون أوراق ثبوتية يسلَّم كارتًا أبيضَ حتى يعثر على أوراق الهُوية خلال مدة محددة، مضيفة أن المفوضية تعمل في 130 دولة حول العالم، لا سيما أماكن الصراعات والنزوح، ويوجد في مصر 4 مكاتب تابعة للمفوضية، كما تتعاون مع الصليب الأحمر من خلال الشركاء، والمفوضية لديها 12 شريكًا بينها شريكان قانونيان. لقراءة باقي الحلقات: «رحلة الشتات»..مسارات الموت من سوريا إلى ألمانيا (1) «رحلة الشتات».. حياة مهددة تحت رحمة سماسرة التهريب (2) «رحلة الشتات».. السودان بوابة اللاجئين للعبور لمصر (3)