أربعون عاما مضت على توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل.. الاتفاقية التي لا تعد حجر الزاوية للعلاقات المصرية- الإسرائيلية فقط، وإنما لعملية السلام في منطقة الشرق الأوسط معاهدة السلام التي وقعت في مثل هذا اليوم من عام 1979، كانت المرحلة المكملة ل«إطار السلام في الشرق الأوسط» المعروف باسم اتفاق «كامب ديفيد» الذي صدر عن مفاوضات كامب ديفيد في 17 سبتمبر 1978. وبالتزامن مع حلول الذكرى الأربعين للتوقيع على المعاهدة، تبقى تساؤلات عدة لا تزال مطروحة.. هل استطاعت معاهدة السلام مع إسرائيل أن تنجو بمصر وتمنحها كامل السيادة على أراضيها فى سيناء؟ وهل كانت المعاهدة في صالح مصر؟ وماذا خسرنا بها؟ هل منحت الاتفاقية لإسرائيل امتيازات في شراء النفط والغاز من السلطات المصرية بثمن زهيد؟ وقعت كل من مصر وإسرائيل على معاهدة السلام لإنهاء 30 عامًا من الصراع والتوتر والعداء في الشرق الأوسط، فضلا عن استرداد مصر سيادتها الكاملة على كل أراضيها فى سيناء، وذلك بعد أن حطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر. انتصار تاريخي ما استطاع أن يحصل عليه السادات عام 1979 هو انتصار تاريخي منح مصر السيادة والقوة وقعت كل من مصر وإسرائيل على معاهدة السلام لإنهاء 30 عامًا من الصراع والتوتر والعداء في الشرق الأوسط، فضلا عن استرداد مصر سيادتها الكاملة على كل أراضيها فى سيناء، وذلك بعد أن حطمت أسطورة الجيش الذي لا يُقهر. انتصار تاريخي ما استطاع أن يحصل عليه السادات عام 1979 هو انتصار تاريخي منح مصر السيادة والقوة والتمسك بالأرض، ولا عزاء لمن دعاهم الرئيس المصري للتوقيع على سلام شامل لكل الأراضى العربية ولم يستجيبوا، فظلت أجزاء كبيرة من الأراضى العربية خاضعة للاحتلال، بل وتتم اليوم المتاجرة والمجاهرة بها إعلاميا حتى أعلن الرئيس الأمريكي ترامب أمس، موافقته على ضم هضبة الجولان السورية المحتلة لإسرائيل واعترافه الرسمي بسيادة الكيان المحتل على أرض عربية. بعد التوقيع على معاهدة السلام، هاجمت دول عربية ومثقفون مصريون ما قام به السادات الذي وصفوه وقتها بأنه "مجد شخصي"، ولم يعترفوا بحكمته إلا بعد اغتياله في ذكرى التحرير، واليوم مصر تحارب حرب وجود وتقاتل من أجل الحفاظ على مكاسب معاهدة السلام، وتوجد بالقوات المسلحة والشرطة فى أقصى النقاط الحدودية بيننا وبين إسرائيل لحفظ الأمن وإنفاذ القانون. بنود الاتفاقية وتحتوي الاتفاقية على تسعة بنود، وملحق عسكري، وملحق آخر يشرح طبيعة العلاقة بين الطرفين، وقد تضمنت المادة الأولى أهم بنود الاتفاقية بإنهاء حالة الحرب بين الطرفين، ويقام السلام بينهما عند تبادل وثائق التصديق على هذه المعاهدة، مع سحب إسرائيل كل قواتها المسلحة والمدنيين من سيناء إلى ما وراء الحدود الدولية بين مصر وفلسطين تحت الانتداب، كما هو وارد بالبروتوكول الملحق بهذه المعاهدة، وتستأنف مصر ممارسة سيادتها الكاملة على سيناء. وعند إتمام الانسحاب المرحلي المنصوص عليه في الملحق الأول، يقيم الطرفان علاقات طبيعية وودية بينهما طبقًا للمادة الثالثة. الامتيازات بموجب المعاهدة، تم انسحاب آخر جندي إسرائيلي من شبه جزيرة سيناء، في 25 أبريل 1982، ويحتفل المصريون في هذا اليوم بعيد تحرير سيناء، وسلمت إسرائيل سيناء كاملة لمصر، بعد سيطرة إسرائيلية استمرت من عام 1967 إلى 1989. وذلك عندما رفع الرئيس الأسبق حسني مبارك العلم المصري على مدينة طابا، آخر منطقة كانت تحت السيطرة الإسرائيلية، وذلك عقب قرار حكم هيئة التحكيم الدولية في 27 سبتمبر 1988، بأحقية مصر في ممارسة السيادة الكاملة على ترابها. ومن بين المكاسب التي حققتها مصر بموجب المعاهدة عندما وقعت كل من مصر وإسرائيل اتفاقية الكويز التجارية، 14 ديسمبر 2004، والتي تسمح للشركات المصرية التي تستخدم مدخلات إسرائيلية بتصدير منتجاتها إلى الولاياتالمتحدة مع إعفاء الجمارك، وبعد أقل من عام وقع الطرفان اتفاقية تقضي بتصدير 1.7 مليار متر مكعب من الغاز المصري إلى إسرائيل سنويا، لمدة 20 عاما. ماذا خسرت مصر؟ لم تكن عملية السلام سهلة، فقد بدأت بعد حرب السادس من أكتوبر عام 1973، وانتهت بوضع الرتوش الأخيرة لمعاهدة السلام في مارس 1979، وكان للاتفاقية تبعات دراماتيكية ومؤشرات سلبية على القاهرة، بدأت بتعليق عضوية مصر في جامعة الدول العربية في نوفمبر 1979، بعدما اتهمتها الدول العربية ب"الخيانة" و"تقويض" جهود الجامعة. أما الأثر الأشد للمعاهدة فكان اغتيال الرئيس محمد أنور السادات على يد متطرفين في ذكرى الاحتفال بنصر أكتوبر عام 1981، احتجاجًا على توقيع القاهرة للمعاهدة.