خطأ فادح ارتكبه مُدون جدارية تمثال الشهيد بمنيا القمح في الشرقية بعدما استبدل حرف "الذال" ب"الزين".. وأعلن رئيس المدينة «تصليحه» لكن خلفية التمثال حملت مهزلة وأمية أكبر «تذكارية بتتكتب بالذال مش بالزين».. عبارة ترددت على ألسنة آلاف المصريين منذ الساعات الأولى من صباح اليوم؛ عقب انتشار صورة للجدارية الموجودة على النُصب التذكاري للشهيد أحمد المنسي، الموجود بمركز ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية، إذ حملت الصورة مشهدًا يُدلل على جهل وأمية كاتبها، والذي لم يستطع معرفة كيف تُكتب الكلمة بلغة عربية سليمة، خاصةً وأن العبارة ستظل رمزية شاهدةً على ما يشهده ويرمز له تمثال الشهيد وسط مسقط رأسه وبين أهله ومن عاشروه في سنوات الصغر. العبارة التي احتوت الكلمة وأثارت حفيظة المواطنين قالت نصًا: «النصب التزكاري» بصورة فجة لم يستطع كاتبها أن يعلم بأنها كان يجب أن تُكتب «التذكاري»، والذي على ما يبدو اختلط عليه الأمر، ولم يعُد يُفرق بين حرفي الزين والذال. هنصلحها في أول تعليق رسمي على العبارة والخطأ اللغوي بها، العبارة التي احتوت الكلمة وأثارت حفيظة المواطنين قالت نصًا: «النصب التزكاري» بصورة فجة لم يستطع كاتبها أن يعلم بأنها كان يجب أن تُكتب «التذكاري»، والذي على ما يبدو اختلط عليه الأمر، ولم يعُد يُفرق بين حرفي الزين والذال. هنصلحها في أول تعليق رسمي على العبارة والخطأ اللغوي بها، قال اللواء مصطفى عبية، رئيس مركز ومدينة منيا القمح، إن الخطأ اللغوي تم تداركه بالفعل، قبل أن يوضح ل«التحرير» بعبارة مُقتضبة: «هنصلحها»، واعدًا بإرسال صورة النُصب بعد تصويب الخطأ خلال خمسة دقائق من المكالمة الهاتفية بينه وبين مراسل الجريدة، إلا أن ذلك لم يتم قبل نحو الساعة من الاتصال؛ نظرًا لتواجد «عبية» في اجتماع تنفيذي. أخطاء بالجملة الصورة التي أثارت الضجة عبر مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية، والتي تظهر فيها واجهة التمثال، ربما كانت أقل وطأة مما تحمله خلفية التمثال والنُصب التذكاري، إذ احتوت على أخطاء إملائية ربما قد لا يقع فيها تلاميذ المرحلة الابتدائية، والتي تنوعت ما بين همزات لم تُكتب وأخرى رُفعت بدلًا من كسرها. فضلًا عن الأزمة التي بدت واضحة في الكلمات التي عجز كاتبها عن التفريقبين الهاء والتاء المربوطة، فتارةً يكتبها وتارةً يختزلها وكأن الكلمة لا تعنيه أو كمن نسيَّ وضع النقاط فوق الحرف الأخير من الكلمة. ونصت الجدارية الموجودة بخلفية التمثال، على خلفية تاريخية للشهيد البطل صاحب التمثال، والتي كُتب فيها نصًا ما تحمله السطور التالية، علمًا بأن الأخطاء الواردة جاءت وفقًا لما تم تدوينه بالنُصب التذكاري: «ولد الشهيد أحمد منسي عام 1977م في مركز ومدينة منيا القمح، تخرج ضمن طلبة الدفعه92 من الكلية الحربية، لقب الشهيد بالأسطورة بقوات الصاعقة، وحصل الشهيد على فرق مقاومة الإرهاب بقوات الصاعقه، خدم الشهيد في الوحدة 999 قتال وحدة العمليات الخاصة بالصاعقة، تولى الشهيد البطل قيادة الكتيبة 103 صاعقة في أكتوبر 2016م، وقد قام الشهيد بأحباط 125 عملية ارهابية في سيناء، وحافظ على حياة أكثر من 600 جندي خلال 4 شهور، وأستشهد الأسطورة فى 7 / 7 / 2017م، في شمال سيناء في هجمات مدينة رفح وهو يدافع عن الأرض وعن جثامين زملائه». الشهيد أحمد المنسي يُشار إلى أن الشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، قائد الكتيبة 103 صاعقة، يوم الجمعة 7 يوليو 2017، حيث دُفن بمقابر عائلته بمنطقة «الروبيكي» بمدينة العاشر من رمضان، عقب استشهاده في الهجوم الإرهابي، والذي أعلن المتحدث العسكري للقوات المسلحة، عبر صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» وقتها، أن «القوات المسلحة نجحت في إحباط الهجوم الإرهابى، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 فردًا تكفيريًا وتدمير 6 عربات، واستشهاد وإصابة 26 فردًا من القوات المسلحة». عام واحد وأسبوع كانت المدة الكافية ليُعلن رجب قنديل، رئيس مركز ومدينة منيا القمح، وقتها، ل«التحرير» عن التنسيق مع منظمات المجتمع المدني وعدد من شباب المدينة لتحمل تكلفة تدشين تمثال الشهيد أحمد المنسي، مشيرًا إلى أن فكرة التمثال تعود لشباب المدينة، والذين سعوا لعمل شيء مُختلف يحفظ ذكرى البطل ويوصلها للأجيال القادمة، حيث بلغت تكلفة التمثال نحو 250 ألف جنيه، تحملتها الجهات الثلاثة، فيما استغرقت أعمال تنفيذ التمثال شهرين فقط، على حد قوله، وذلك بعد ساعات من نقل التمثال إلى موقعه بميدان «عبده مكي» ببندر المدينة.