الجلسة التي ترأسها الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، كان ضيفاها المحلل والمفكر السياسي الدكتور سمير مرقص، وأستاذة التاريخ الحديث والمعاصر لطيفة سالم شهدت قاعة المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، اليوم السبت، جلسة حوارية ضمن فعاليات المؤتمر الدولي "ثورة 1919 بعد مئة عام" الذي ينظمه المجلس الأعلى للثقافة، كان ضيفاها المحلل والمفكر السياسي الدكتور سمير مرقص، وأستاذة التاريخ الحديث والمعاصر لطيفة سالم، وترأس الجلسة الدكتور مصطفى الفقي رئيس مكتبة الإسكندرية، كما تغيب الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق الذي كان مقررًا حضوره وفق جدول الندوة. وبدأت وقائع الجلسة بكلمة للفقي تحدث فيها عن سمتين أساسيتين تجملت بهما ثورة 1919، أولاهما أنها كانت حركة شعبية خالية من الوجود العسكري. وقال الفقي، إنها "ثورة شعب خرج إلى الشارع وأحدث حالة إضراب مدني نادرة كانت جديدة على العالم، كما كانت ثورة مدنية بامتياز فكان مطلبها الأساسي هو الاستقلال التام، وبعيدًا عن التبعية الدينية ظهرت فيها حالة الائتلاف الوطني في أسمى معانيها، وكانت نواة التفكير في إرهاصات العلمانية والليبرالية والانفتاح"، وقال الفقي، إنها "ثورة شعب خرج إلى الشارع وأحدث حالة إضراب مدني نادرة كانت جديدة على العالم، كما كانت ثورة مدنية بامتياز فكان مطلبها الأساسي هو الاستقلال التام، وبعيدًا عن التبعية الدينية ظهرت فيها حالة الائتلاف الوطني في أسمى معانيها، وكانت نواة التفكير في إرهاصات العلمانية والليبرالية والانفتاح"، مؤكدًا أنها "كانت ثورة حداثة وعصرنة وضد التخلف والجهل". الدكتور سمير مرقص في إطار حديثه عن موضوع بحثه "ما الجديد الذي أضافته ثورة 1919 للتاريخ الحديث؟"، وصف الاحتفالية بأنها تاريخية، وهذا يدل على أن هناك حاجة ملحة عند المواطن لمعرفة تاريخ مصر الوطني، وأن ثورة 19 لم تكن نتيجة غضب أو حالة سائدة، بل نتاج ل40 عاما قبلها عاشتها مصر منذ 1897 حيث عزل الخديو إسماعيل، من البؤس والخنق المنظم. أضاف مرقص أن هناك 10 ملاحظات طغت على تلك الفترة وهي: "حصار الحريات، التعالي الإثني للحكام على الشعب المصري، نهب مصر من الاحتلال البريطاني، تعطيل الدستور، الفتنة والتعنت، حصار الرأسمالية الصناعية، إنهاك مصر بويلات الحرب، إغراق مصر بالديون، ومصر الزراعية التي لم يرد لها الاحتلال سوى الاستمرار في الزراعة حتى تجني هي المحاصيل وتنتفع بها، تكنيكات الإفساد والترويع والمناورة التي تبناها الاحتلال". وانتقل مرقص للحديث عن الشعور الغالب على المواطن المصري في الثورة، الذي تبلور في خروج المصريين من انتماءاتهم الأولية إلى الانتماء للوطن وحرصهم على خلق مجال عام مدني سياسي تلعب فيه الأحزاب دورًا أساسيًا ويكون الحكم فيه للدستور. وانتقلت الكلمة من مرقص إلى أستاذة التاريخ لطيفة سالم، لتختتم الجلسة بالحديث عن موضوعها "على أعتاب ثورة 1919"، وتحدثت فيها عن الأزمة التي عاشتها الصحافة قبل الثورة، وبدايات الثورة وهتافات العمال بداية من الإسكندرية لأسوان بالعيش والحرية، وعن التعذيب الذي تعرض له المتظاهرون والداعون للمظاهرات في البلاد. وانتقلت الفعاليات بعد ذلك من المسرح الصغير إلى مقر المجلس الأعلى للثقافة، بافتتاح معرض الكتاب ومعرض الكاريكاتير ببهو المجلس، ثم بِدأت الجلسة الثانية فى تمام الساعة الخامسة بقاعة المجلس، برئاسة خالد عزب، وضيوفها أحمد عبد الدايم حسين وموضوعه "قراءة الخارجية البريطانية لمظاهرات الإسكندرية خلال ثورة 1919، وحمادة الشافعى "الموقف الأمريكى من ثورة 1919"، وعبد الوهاب شاكر وموضوعه "الوفد ومعركة الدعاية للقضية المصرية فى الكونجرس الأمريكى". وبالتوازى معها أُقيمت بقاعة المؤتمرات جلسة أخرى برئاسة الدكتور جمال شقرة، نائب رئيس مجلس إدارة مركز بحوث الشرق الأوسط والدراسات المستقبلية بجامعة عين شمس، وتحدث فيها أحمد زايد عن موضوعه "نخب التحرر من الاستعمار والثورة بالوكالة"، وأحمد زكريا الشلق وموضوعه "قراءتان عن سعد زغلول"، وسونيا التميمى وموضوعها عن "صراع الذاكرة: توظيف سعد زغلول وثورة 1919 فى انقسامات الوفد"، وعمرو عبد المنعم وموضوعه عن "موقف تيار الإسلام السياسى من ثورة 19 وسعد زغلول".