عدة فنانين بالإضافة لموهبتهم التمثيلية، لديهم موهبة كتابة الشعر بطريقة احترافية، وبينهم من القدامى أحمد خميس وعبد الوارث عسر، ومن المعاصرين: أحمد السقا، خالد الصاوي. "يا ليالي الشرق هل عادتك أشواق الغناء.. فالروابي الخضر تشدو والسنا حلو الرواء، درة الشرق رعاك الله ما دام وجود.. ورعى شعبًا عريق المجد موفور الإباء، وأقام العز خفاقًا بواديك الحبيب.. خالدًا في صفحة الأيام في عمر البقاء، فانهلي يا مصر من إشراقة العهد الرغيد.. واسلمي يا مصر تفديك قلوب الأوفياء".. تلك الكلمات من قصيدة "الروابي الخضر" التي تغنى بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وما لا يعرفه الكثيرون أنها من تأليف الممثل الراحل أحمد خميس، الذي قدّم دور زوجة ابن الباشا العاطل في فيلم "الأيدي الناعمة" وغيرها العديد من الأدوار الشهيرة. ولم يكن أحمد خميس وحده هو الممثل الذي اشتُهر بكتابة الشعر بطريقة احترافية جعلت عددًا من المطربين، ومنهم فريد الأطرش وسعاد محمد، يتغنون بكلماته، فيوجد أيضًا من القدامى أمثال الفنان عبد الوارث عسر، أحد أشهر من أدوا أدوار "الأب" في السينما المصرية، حيث كان شاعرًا مهما وكبيرًا وألّف كتاب "فن الإلقاء" وله ولم يكن أحمد خميس وحده هو الممثل الذي اشتُهر بكتابة الشعر بطريقة احترافية جعلت عددًا من المطربين، ومنهم فريد الأطرش وسعاد محمد، يتغنون بكلماته، فيوجد أيضًا من القدامى أمثال الفنان عبد الوارث عسر، أحد أشهر من أدوا أدوار "الأب" في السينما المصرية، حيث كان شاعرًا مهما وكبيرًا وألّف كتاب "فن الإلقاء" وله دواوين شعرية منها "أزجال عبد الوارث عسر"، ومن أشهر قصائده: "أين المهرب، على رُبا عرفات"، أما من الفنانين المعاصرين، فيوجد كثيرون كذلك يكتبون الشعر، ومنهم:- ضياء الميرغني الفنان ضياء الميرغني، كاتب قصيدة "الحلزونة" الشهيرة التي أداها الفنان عادل إمام في فيلمه "مرجان أحمد مرجان" (2007)، انتهى الأيام الماضية، من ديوانه الشعري الأول "وش تاني"، وقال إن حبه للشعر دفعه لتسمية ابنه باسم "بيرم" نسبة للشاعر بيرم التونسي، أما نجله الثاني فسماه "النديم" نسبة إلى عبدالله النديم شاعر الثورة العرابية، مشيرًا إلى أنه لم يكن كاتبًا للشعر ولكنه قرر منذ عامين أن يدخل المجال، لحبه في الشعر، من خلال بعض المربعات، لافتًا إلى أنه رغب في الكتابة ليترك لأبنائه وللناس شيئًا ليروا جانبًا اَخر لشخصيته. وعن "الحلزونة"، قال الميرغني خلال حواره مؤخرًا لبرنامج "الجمعة في مصر"، عبر فضائية "MBC مصر": "إن الحلزونة شعر حلمنتيشي كوميدي وتم إعدادها في صيغة حدث ونفذ في شكل كاريكاتير، والغرض منها الإفيه وعمل حالة في الفيلم، وهو يقف وراء كلمات الحلزونة في الحقيقة"، كما قدّم قصيدة أخرى فيها: "نزلت جوا البحر، وأنا لابسه كل هدومي، بشكيله حالي، واللي جرالي، وهمومي، البحر هاج من الغضب، وقال كفاية نكد، يا تقفي على الشط ساكتة، يا تنزلي تعومي". صلاح عبد الله خاض صلاح عبد الله العمل الثوري وأحب السياسة منذ صغره، لدرجة أنه شكّل فرقة مسرحية في الجامعة حملت طابعًا سياسيًا وأطلق عليها اسم فرقة "تحالف قوى الشعب العامل"، ومن هنا بدأت علاقته الوثيقة بالشعر العامي، واعتاد تأليفه لتوثيق مواقف تحدث له أو لأصدقائه، واشتهر كشاعر بعدما ألقى الفنان سيد زيان أشعاره في مسرحية "العسكري الأخضر" (1993). وما أن أصبح عبد الله عضوًا في فرقة محمد صبحي المسرحية، لكنه لم ينسَ الشعر، وله قصيدة عامية شهيرة كتبها في تلك الفترة غضبًا من خصم صبحي له يوم عمل بسبب التأخير، ورغم ذلك ضحك كل من قرأها وسمعها، وقال فيها: "روحت أشكي للنجوم والغيوم والمطر إنه، طعن بسيف مسموم قلبي البريء إكمنه، مضى بخصم اليوم ولا رجع عنه، قال يعني عمري يا صبحي ناقص ينخصم منه، بالذمة جالك قلب تمضى على المرسوم، بالذمة قالك قلب بالذمة جالك نوم". ول"عبد الله" الكثير من القصائد، التي ضمها عام 2014، في ديوان شعر بالعامية بعنوان "تخاريف"، وصادر عن دار دون للنشر والتوزيع، وأصدر معه CD عليه بعض الأشعار بصوته، وله الكثير من الأشعار الموجودة في أعمال فنية، منها مسرحية "أبو زيد" للمؤلف لينين الرملي، وأشعار بداية "رحلة المليون" مع محمد صبحي، وغيرها. أحمد السقا الفنان أحمد السقا هو الآخر من كتبة الشعر، ويقول إن تلك الموهبة نمت داخله منذ صغره لأن بيت والده الفنان صلاح السقا، كان يجمع أسبوعيًا الكثير من المثقفين والشعراء، وبينهم صلاح جاهين، وسيد مكاوي. ومن بين أعماله المنشورة قصيدة رثاء في والده، بعنوان "أبويا السقا مات"، يقول فيها: "أبويا السقا مات.. أبويا السقا راح.. كده يبقوا الأهرامات خوفو وخفرع وخلاص.. معدش فيه صلاح.. والأسود لونه فاقع.. من يوم ما قالوا راح.. مافيش أستاذ صلاح.. حاسس بضهري ساقع، والأسود لونه فاقع.. أنا واقف ولا واقع.. أبويا السقا مات". وفي حوار أجرته "الأهرام" مع الفنان أحمد السقا، في أبريل 2017، ذكر أنه يكتب النثر أيضًا، وقال: "النهاردة الصبح كتبت قصيدة نثر أقول فيها: كيلو النخوة والرحمة والإنسانية رخصوا كده ليه.. مع إنهم مش مرتبطين بالجنيه ولا الدولار ولا اليورو ولا الإسترليني.. فين كائن الإنسان سواء رجل أو إمرأة.. ملحوظة أكيد فيه استثناءات... يا عيني عليكي يا قاعدة لما تبقي استثناء.. للأذكياء فقط". وفي أواخر العام 2018، نشر عدة أبيات شعرية له عبر حسابه ب"تويتر": "يمكن يكون اسمك وحيد وقرد وسط الزحمة.. ويمكن يبقى اسمك عيد كبير وعمرك ما دُقت اللحمة.. واحتمال اسمك يكون راضي وأنت غير راضي.. واحتمال وده الأكبر تكون عادي.. تكون إنسان فيديلك ما بين رزق وما بين رحمة". رغدة احترفت الفنانة السورية رغدة، كتابة الشعر تمامًا كاحترافها التمثيل ولها الكثير من الأشعار، وكثيرًا ما تشارك في مؤتمرات الشعر العربي، وتلقي العديد من قصائدها، وأصدرت عام 1983 ديوانا بعنوان "مواسم العشق"، وقالت في تصريحات عن تجربتها الشعرية: "كنت أطمح في أن أكون في عالم الأدب، وكان حلمي أن أصبح مثل غادة السمان ونازك الملائكة وفدوى طوقان، فكلهم عمالقة ومنذ طفولتي وأنا متشبعة للغاية بهم، ومن أجل ذلك جئت مصر وحصلت على ماجستير في آداب اللغة العربية من عشقي في هذه اللغة". ومن أشهر قصائدها "سوق النخاسة" عام 2013، وأبدت خلالها اعتراضها على طريقة تزويج السوريات في مصر، وقالت فيها: "سوق النخاسة فتح.. واللي كان مستور اتفضح.. والجرح اللي كان غارز في صمته وصراخه اندبح.. وقبل ما يصفي نزيفه قبره انفتح". خالد الصاوي أحب خالد الصاوي الشعر منذ صغره، وبدأ معه هذا الشغف بكتابة الأشعار السياسية، ويقول في تعريفه عن نفسه في موقعه الرسمي: "في سن 11 اقتربت من الشعر، وفي سن 15 أدمنت الانفراد بنفسي وقرض الشعر، في سن 16 صببت همومي الفكرية حول الإنسان والشيطان وعلاقتهما بالله في مسرحية ورواية، في سن 17 انجذبت مع كتابة الشعر للمسرحية السياسية وانهمكت فيهما حتى سن 20 حين بدأت معهما أميل للقصة القصيرة والسيناريو القصير، وعلى مدار عشرينياتي وثلاثينياتي تشابكت محبتي للفنون والآداب مع هيامي بالتاريخ والفلسفة والسياسة الثورية". ولخالد الصاوي، العديد من المؤلفات الشعرية، ومنها: ديوان "بعث الخيول" الصادر عام 1988، وديوان "نبي بلا أتباع" الصادر عن دار دوّن للنشر والتوزيع، ويتناول حكاية نبي لا يجد أتباعًا لكنه يصارع من أجل رسالته، ويتضمن 40 قصيدة من شعر التفعيلة، وديوان "كلام مرسل" عام 2007، و"أجراس" عام 2009، ويقول في هذا الديوان: "أشكر السنوات الغابرة، حينما كنت فقيرًا.. ضائعًا.. مهدَرًا، أشكر جسدي.. قاربي الذي ونّسني، في محيط الحياة، محتملاً قسوتي وانفجاري الوشيك، أشكر حتى جنون نخوتي، واشتطاطَ الغريزة في دمي". وبالإضافة لهؤلاء، يوجد آخرون لديهم الموهبة، وقدّموا قصائد ولكن بشكل غير دائم، ومنهم وفاء عامر، التي كتبت: "بحبك يا مصر، بحبك كتير، بحبك علشان قلبك كبير.. ده لو قست أمي في حضنك أطير، ولو ضاقت في عيني.. فضاكي وجنته أوسع كتير".