أسرار وحكايات وراء بيت «أبو العروسة» الحقيقي (فيديو)

أجواء عائلية تغمرك حينما تتابع مسلسل أبو العروسة، بسبب الأداء الجيد لأبطال العمل، وأيضًا الاختيار المناسب لمواقع التصوير، خاصة بيت «عبد الحميد» و«عايدة»
«أبو العروسة» عمل درامي عائلي شغلت أحداثه الشارع المصري العام الماضي، وتجدد الحديث عنه مع عرض الجزء الثاني حاليا، ليحظى بمتابعة قوية من المشاهدين، فهو يقدم وجبة دسمة مليئة بالدفء والحب اللذين تفتقدهما الكثير من البيوت، ليجد الجميع غايتهم فى منزل (عبد الحميد) و(عايدة)، فنرى الأب الحنون الذى ينصح ويعلم و«يصاحب» أبناءه، وأيضًا الأم الصبورة التي تقف فى ظهر زوجها أمام محن الزمن لأجل أسرتها، الجمهور لم يتعلق فقط بالثنائي، لكن أيضًا بالمنزل الذي شهد تصوير المسلسل، وشعروا أنه جزء من الحدوتة، وصاحب الرصيد الأكبر وراء نجاح «أبو العروسة».
المشاهدون وقعوا فى غرام الجنينة، التي يطل عليها البيت، التى كانت شاهدة على خطوبة (زينة) وسبوع (كارما) ابنتها، وعن مواقف عديدة بين (عبد الحميد) وأبنائه، وكذلك مواقف طريفة مثل مشروعه لأجل تربية الحيوانات، الذي انتهى بالفشل الذريع.. وإلى داخل البيت، وفي الصالة التي بها كنبة بسيطة ومفرش "الكورشيه"، نجد
المشاهدون وقعوا فى غرام الجنينة، التي يطل عليها البيت، التى كانت شاهدة على خطوبة (زينة) وسبوع (كارما) ابنتها، وعن مواقف عديدة بين (عبد الحميد) وأبنائه، وكذلك مواقف طريفة مثل مشروعه لأجل تربية الحيوانات، الذي انتهى بالفشل الذريع.. وإلى داخل البيت، وفي الصالة التي بها كنبة بسيطة ومفرش "الكورشيه"، نجد (عايدة) جالسة تحكي عن ذكرياتها وقت الخطوبة، والسنوات الأولى من الزواج، وغيرها من «حكاوي» بيت «أبو العروسة»، التي استغرقت عملية البحث عنه شهرين ونصف.
القائمون على المسلسل أجروا عملية مسح شامل فى حلوان والزمالك وغيرها، بحثا عن بيت مميز، رسمه مخرج العمل، كمال منصور في مخيلته، وقد وجد ما أراد في منطقة مصر الجديدة، وعلى الفور بدأت الجهة المنتجة تتفاوض مع أصحابه.
وبعيدا عن العمل الدرامي، فهذا المنزل يمتلك تاريخًا مثيرًا، فكان مملوكًا لورثة الأميرالاي حامد حمدي، قائد الطابية بقلعة محمد علي باشا، وتحكى حفيدته (جمانا)، التي تسكن حاليا فى الطابق العلوي من البيت الذي يشهد تصوير المشاهد الخاصة ب(شيري) -الفنانة أمانى كمال- و(شريف) -محمد حاتم- أن جدها بنى البيت ما بين 1932 و1933، لكنه تركه بعد وفاة ابنته، وهي فى العشرين من عمرها، على أثر الصدمة التي تعرض لها، ثم عاد وشيد الدور الثاني وجلس فيه، ليترك الدور الأول ومعه ذكريات ابنته.
وفى 1925، توفى الأميرالاي، وظل أبناؤه وأحفاده يسكنون الطابق العلوي، أما السفلى فقاموا بتأجيره، ومع وفاة المستأجرة الوحيدة التي سكنت البيت، ووفاة ابنة الأميرالاي حامد حمدي فى 2009، أصبح البيت ملكًا للورثة، الذين قرروا بيعه، وتقسيم ثمنه على الجميع، لكن كل محاولاتهم فشلت، لأن البيت مسجل ضمن التراث المعماري المميز بحى مصر الجديدة، والذى يمنع هدمه، وبالتالى نجا البيت من مصير الهدم، الذي لاقته مبان أثرية عديدة في مصر.. وبنبرة مليئة بالحنين، قالت (جمانا): «الحمد لله أمنية أمى اتحققت، والبيت لم يهدم، وبقى شاهدا على حكايات الأجيال المتعاقبة لأسرة حامد حمدي».
سبق وصول القائمين على مسلسل «أبو العروسة» إلى هذا المنزل الموجود في مصر الجديدة قرب شارع الميرغني، المخرجة كاملة أبو ذكري، التي جاءت إليه وعاينته من أجل تصوير مسلسل «واحة الغروب»، ورغم إعجابها الشديد به، فإنها وجدته غير ملائم للعصر الذي تقع فيه أحداث العمل، وبعدها جاء صناع «أبو العروسة»، الذين أعجبوا به بشدة، ليتقاسم البيت شهرة المسلسل، ويكون شريكا قويا فى نجاح العمل.
بدأت رحلة التصوير قبل شهور من عرض العمل، وكانت مليئة بالأحداث، فرغم أن الكثيرين يحبون متابعة تصوير الأفلام والمسلسلات على أرض الواقع، فإن «الجيران» في المنطقة أعربوا عن استيائهم من الإزعاج أكثر من مرة، فيقول «حامد» الحفيد الثاني لمالك البيت، أن الأمر وصل حتى تقديم شكاوى ضدنا، ما جعلهم مترددين فى الموافقة على تصوير الجزء الثاني من «أبو العروسة»، لكن هذا يعني أن العمل بالكامل سيتوقف لأن البيت هو أساس الحكاية، وفى النهاية تفهمت الجهة المنتجة، وتم التعاقد بشرط عدم إزعاج الجيران، والحفاظ على نظافة الجنينة.
داخل بيت «أبو العروسة» ستجد ألبوم صور أبيض وأسود، فيه صور للمخرج الراحل محمد كريم، مما أثار فضولنا أن نعرف سرها.. الحقيقة أن المخرج محمد كريم تجمعه صلة قرابة بعائلة حامد حمدي، وله ذكريات كثيرة مع العائلة داخل البيت، وحكى الثنائي (جومانا) و(حامد)، عن ذكرياتهما معه، فرغم أنه كان معروفا بالصرامة في العمل، فإنه فى حياته العادية كان رجلا هادئا جدا، وقد ظل يعطى وقته كله للسينما حتى آخر أيامه، حينها تدهور نظره واضطر للجلوس فى المنزل.
وقبل أن نتركهم ونرحل أعرب كل من (جومانا) و(حامد) عن سعادتهما بالشهرة التي حصل عليها البيت، لدرجة أنهم طبعوا صورته من المسلسل وألصقوها على أحد الحوائط، فقد حقق البيت شهرة كبيرة، جعلتهم لا يمانعون حتى في تصوير جزء آخر من «أبو العروسة»، لكن سيكون المسموح به هو الدور السفلي فقط وليس العلوي.
وفى الحقيقة بيت «أبو العروسة» الذى أحبه الجميع بسبب حالة الحب والدفء اللذين يملآنه، والذي لا ينقطع الصراخ فيه بسبب لعب (مرزوق) و(بدرية) وخناقات (عايدة) مع (هاجر)، بمجرد أن ترحل أسرة المسلسل منه بعد يوم تصوير طويل، يعود الهدوء إليه مرة أخرى، فليس هناك أحد يسكنه سوى (جومانا) وشقيقها (حامد)، اللذين شعرا بالونس مع مجيء عائلة «أبو العروسة».