عظماء إفريقيا.. «بيليه» بين التوهج والبيع بالإجبار

أحد أساطير الكرة الإفريقية وأفضل لاعب في تاريخ غانا على مر العصور، كان أحد أوائل اللاعبين الأفارقة الذين فرضوا نجوميتهم في أعلى مستوى كروي في أوروبا
«واحد من أعظم لاعبي كرة القدم الإفريقية وأحد روادها في أوروبا.. توج بكأس أمم أفريقيا عام 1982 .. وتوج بأفضل لاعب في إفريقيا ل3 سنوات على التوالي.. كما دخل لائحة ال10 المرشحين لجائزة الفيفا لأفضل لاعب في العالم مرتين.. وفاز في سنة 2011 بجائزة القدم الذهبية للأساطير.. واختاره البرازيلي بيليه ضمن أفضل 125 لاعبا على قيد الحياة بمناسبة مرور مائة عام على تأسيس الفيفا».. هو عبيدي بيليه.. «التحرير» تقدم سلسلة موضوعات باسم «عظماء إفريقيا»، لإلقاء الضوء على نجوم القارة قبل انطلاق بطولة أمم أفريقيا التي تستضيفها مصر في يونيو المقبل
بمدينة كيبي شرق غانا ولد عبيدي في نوفمبر 1964، وترعرع في قرية دومي نواحي العاصمة أكرا حيث بدأ مسيرته الكروية مبكرا مع فريق الشباب لنادي جريت فالكونس، بعمر ال12 سنة لينتقل بعدها ب4 سنوات لنادي ريال تمالي يونايتد، ليبدأ مسيرته في الدوري الغاني وسط الكبار بسن ال16 سنة، وتألق بشكل كبير وسجل 21 هدفا خلال
بمدينة كيبي شرق غانا ولد عبيدي في نوفمبر 1964، وترعرع في قرية دومي نواحي العاصمة أكرا حيث بدأ مسيرته الكروية مبكرا مع فريق الشباب لنادي جريت فالكونس، بعمر ال12 سنة لينتقل بعدها ب4 سنوات لنادي ريال تمالي يونايتد، ليبدأ مسيرته في الدوري الغاني وسط الكبار بسن ال16 سنة، وتألق بشكل كبير وسجل 21 هدفا خلال موسمين لعب خلالهما 46 مباراة، ومن ثم أطلق عليه لقب ب«بيليه الصغير».
وانتقل عبيدي من ريال تامالي يونايتد، لينضم إلى السد في قطر مقابل 1000 دولار، ولعب مع السد 8 مباريات سجل خلالها 7 أهداف، ثم انضم إلى إف سي زيوريخ السويسري عام 1983، ولعب مع زيوريخ 18 مباراة سجل خلالها 9 أهداف، وبعد فترة قصيرة مع إف سي زيوريخ، عاد إلى غانا ولكن بعد أن فاوضه كوتوكو وهارتس أوف أوك فشل في التعاقد معهما، ثم انضم عبيدي إلى نادي دراجونز دي أوميه في بنين، في 1984، ولعب مع الفريق 8 مباريات وسجل 11 هدفًا، وعاد لاحقًا إلى غانا ولعب مع ريال تامالي يونايتد لموسم واحد، وفي ذلك الموسم لعب 19 مباراة وسجل 7 أهداف.
وبدأ عبيدي حياته الاحترافية في أوروبا عبر بوابة نادي شاموا نيور الفرنسي في 1986، وخاض معه 34 مباراة وسجل 12 هدفًا، ثم انضم في 1987 إلى نادي ميلوز وخاض معه 16 مباراة وسجل خلالها 5 أهداف، وفي 1987 انضم عبيدي لنادي مارسيليا واستمر معه لعام 1993، وسجل خلال تلك الحقبة 23 هدفًا في 112 مباراة.
توهج وكتابة التاريخ وبيع بالإجبار
وفي مرسيليا كون النجم الغاني ثلاثيا رهيبا مع المهاجمين الفرنسي جان بيير بابان والإنجليزي كريس وادل وأسهموا في الفوز ببطولة الدوري مرتين متتاليتين موسمي 1990-1991 و1991-1992، كذلك أسهم في فوز النادي ببطولة دوري أبطال أوروبا موسم 1992-1993، وفي دوري أبطال أوروبا تم اختيار بيليه أفضل لاعب في المباراة النهائية أمام نادي إيه سي ميلان الإيطالي، وعلى أثر فضيحة التلاعب بالنتائج قرر نادي مرسيليا بيع أغلبية نجوم الفريق وكان من بينهم بيليه.
وتخلل خلال فترته مع مارسيليا الإعارة إلى نادل ليل ولعب معه 61 مباراة وسجل خلالها 16 هدفًا، وفي 1993 انضم عبيدي إلى ليون وسجل 3 أهداف فقط في 29 مباراة، وبعدها انضم إلى تورينو الإيطالي خلال الفترة من 1994 إلى 1996، وسجل 11 هدفًا في 49 مباراة.
وفي 1996 انضم عبيدي إلى ميونيخ 1860، واستمر معه لعام 1998 وسجل خلال تلك الفترة هدفين في 50 مباراة، وكانت آخر محطات النجم الغاني مع العين في الإمارات العربية المتحدة، ولعب هناك عامين وخاض معه 31 مباراة وسجل خلالها 28 هدفًا، وأسهم في فوزه ببطولة الدوري موسم 1999-2000 وبطولة كأس الإمارات موسم 1998-1999، وقرر بشكل نهائي اعتزال لعب كرة القدم في سنة 2000.
بيليه الدولي
على المستوى الدولي شارك بيليه في أول مباراة مع منتخب غانا في سنة 1981 وتم استدعاؤه للمشاركة في بطولة كأس الأمم الإفريقية 1982 التي أقيمت في ليبيا والتي توج فيها باللقب بعدما تغلب في المباراة النهائية على منتخب ليبيا المستضيف 7-6 بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.
وخلال بطولة كأس الأمم الإفريقية 1992 التي أقيمت في السنغال، تسلم بيليه شارة القيادة وأسهم في تأهل منتخب بلاده إلى المباراة النهائية ولكن لم يشارك بها لحصوله على بطاقتين صفراوين في مباراتي الدور ربع النهائي ونصف النهائي، وانتهت المباراة بالخسارة من منتخب ساحل العاج 10-11 بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 0-0 .
وفي بطولة كأس الأمم الإفريقية 1994 التي أقيمت في تونس أسهم في تأهل منتخب بلاده إلى الدور ربع النهائي حيث خسر من منتخب ساحل العاج مجددا 1-2، واختير ضمن تشكيل الأفضل في البطولة.
وفي بطولة كأس الأمم الإفريقية 1996 التي أقيمت في جنوب إفريقيا أسهمت أهدافه الثلاثة في تأمين صدارة المجموعة، ومن ثم التأهل إلى الدور ربع النهائي ثم نصف النهائي لكنه سقط أمام المضيف بنتيجة 0-3 وبعدها احتل المركز الرابع.
وفي بطولة كأس الأمم الإفريقية 1998 التي أقيمت في بوركينا فاسو خرج منتخب غانا من الدور الأول على يد منتخبي تونس وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وبعد نهاية البطولة قرر بيليه اعتزال اللعب الدولي مع منتخب غانا على الرغم من عدم تحقق أمنيته في المشاركة في إحدى بطولات كأس العالم.
الأسطورة وتغلب أسامواه جيان
وتشير الأرقام إلى أن عبيدي لعب لغانا 73 مباراة، وسجل 33 هدفًا، ويعتبر أعظم لاعب كرة قدم في تاريخ بلاده، ومن بين الأفضل في إفريقيا، حتى 7 يونيو 2013 عندما تفوق عليه أسامواه جيان وأصبح الهداف التاريخي لغانا، وسجل حتى الآن 51 هدفًا.
ويحمل عبيدي الرقم القياسي بظهوره في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، حتى إن رقمه القياسي يفوق الأسطورة الكاميروني روجيه ميلا، وشارك لأول مرة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية في ليبيا عام 1982، وخلال السنوات ال16 التالية (التي انتهت في النهائيات الحادية والعشرين في بوركينا فاسو).
بيليه يعد واحدا من سفراء القارة الأكثر احترامًا والأكثر أهمية، فهو عضو في لجنة كرة القدم التابعة للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، وهذا يفسر لماذا جعله اتحاد كرة القدم الجنوب إفريقي متحدثًا رسميًا عن عرضه في كأس العالم 2006، وتقديرا لخدمات عبيدي منحته الحكومة الغانية أعلى تكريم للبلاد (وسام فولتا)، ليصبح أول رياضي من غانا يتم تكريمه.
لماذا أطلق اسم بيليه على عبيدي؟
كان خير قائد لمنتخب النجوم السوداء ليستحق لقب بيليه إفريقيا، وعلى الرغم من أن اسمه الحقيقي عبيدي أيوو، فإنه أضاف اسم بيليه إلى اسمه، تأثرا بأسطورة كرة القدم البرازيلي بيليه، إلا أن اسم بيليه يوجد في سجله المدني.
ويقول عبيدي بيليه: "عندما كنت صغيرا وكنا نلعب في الأحياء، كان اللاعبون القدامى يقولون (هذا الصغير يلعب مثل بيليه عندما يأخذ الكرة يطرح الجميع على الأرض ثم يذهب ليهز الشباك لذلك فهو يلعب مثل بيليه).. وفي ذلك الوقت، لم أكن أعرف حتى من هو بيليه. فقط مع تقدمي في السن عرفت من هو. ولكن، الناس اعتادوا على تسميتي هكذا"، مضيفا بابتسامة "بقي الاسم مرتبطا بي!".
وتابع عبيدي الذي التقى بيليه مرات عدة: "أنا فخور بهذا الاسم. إنه لاعب عظيم، عظيم جدا. إنه اللاعب الأكثر احتراما الذي التقيته في حياتي. عندما تكون في الفيفا ويصل بيليه، يقف الجميع".
ما بعد الاعتزال
شارك في مباراة نظمها الاتحاد الأوروبي ونظيره الإفريقي بين نجوم القارتين الذين يبلغون من العمر ما بين 35 سنة و45 سنة في سنة 2001، في يونيو 2001 رشحته حكومة غانا من أجل تولي منصب رئيس اتحاد غانا، ولكنه رفض بسبب وجود من هو أجدر منه، وحاليا يمتلك ناديا في الدرجة الثانية اسمه نانيا مليئا بالمواهب الشابة.
عبيدي هو شقيق كوامي وسولا أيو (النجمان السابقان لناديي هارتس أوف أوك، وبلاك موتورز)، وهو أيضاً والد أندريه، جوردن، رحيم، وإيماني، وهو متزوج من مها (منعت من كرة القدم في فضيحة تلاعب عام 2008)، ومثّل أندريه ورحيم غانا في مونديال 2010 في جنوب إفريقيا، كما خاض جوردن وأندريه مع غانا في مونديال 2014 في البرازيل.