تقع أحداث مسلسل «أهو ده اللى صار» خلال 100 عام، حول قصة حب جمعت بين (يوسف بيك نوار) ابن الباشا و(نادرة) ابنة الخادم، علاقة حب رغم صدقها رفضها المجتمع. قبل أسبوعين أفرجت قناة ON E عن مسلسل «أهو ده اللى صار» بطولة روبى، أحمد داوود، محمد فراج، سوسن بدر ومحمود البزاوى، المسلسل يتناول التغييرات الاجتماعية والسياسية التى طرأت على المجتمع المصرى خلال 100 بداية من 1918 وحتى 2018، الحدوته كتبها السيناريست عبد الرحيم كمال، الذى لا يختلف أحد على موهبته الأدبية والإبداعية فى خلق شخصيات من لحم ودم وأخرج العمل السورى حاتم على، الذى يمتلك أرشيفا إخراجيا لا يستهان به، فقد قدم العديد من المسلسلات التى تعتبر علامة تاريخية فى التليفزيون السورى والعربى بشكل عام. كان ل«التحرير» حوار مع المخرج حاتم على، لكى يكشف كواليس تصوير مسلسل «أهو ده اللى صار» وعن علاقته بالكاتب عبد الرحيم كمال، وعن رؤيته لحدوتة العمل والأبطال المشاركين فيه، وعن رأيه فى عرض المسلسل خارج رمضان، والنجاح الكبير لمسلسله «كأنه إمبارح» وعن عودته إلى السينما. حدثنى كان ل«التحرير» حوار مع المخرج حاتم على، لكى يكشف كواليس تصوير مسلسل «أهو ده اللى صار» وعن علاقته بالكاتب عبد الرحيم كمال، وعن رؤيته لحدوتة العمل والأبطال المشاركين فيه، وعن رأيه فى عرض المسلسل خارج رمضان، والنجاح الكبير لمسلسله «كأنه إمبارح» وعن عودته إلى السينما.
حدثنى عن ردود الأفعال التى تلقتها بعد عرض نحو 10 حلقات من مسلسل «أهو ده اللى صار»؟ سعيد جدا بردود الأفعال، فأنا أتابع ما يكتب عن المسلسل سواء فى الصحافة أو على مواقع التواصل الاجتماعى، حتى الآن وبعد مرور 10 حلقات، الردود عمومًا جيدة، وكنت خائفا بالطبع من استقبال الجمهور للمسلسل لأنه ليس سهلًا، «أهو ده اللى صار» تدور أحداثه فى أزمنة مختلفة، لذلك فهو يحتاج إلى مشاهدة متأنية، خاصة أنه يضم شخصيات كثيرة عبر أزمان متشابكة، وهذا بالطبع ليس سهلًا على المتلقى، ولكن كما قرأت وسمعت حتى الآن، استقبال الجمهور للعمل مرضٍ بشكل عام. خروج المسلسل من موسم رمضان الماضى لم يحزنك؟ الحقيقة أن مسلسل «أهو ده اللى صار» تم تصويره فى عام 2018، وكان من المفترض أن يعرض فى رمضان الماضى، فقد انتهى تصويره قبل بداية الماراثون الرمضانى؛ بمعنى أنه كان جاهزا للعرض، ولكن للأسف المحطة التى تملك حقوق العرض، تحفظت على عرضه فى شهر رمضان، لأسباب لا أعرفها تخص القناة وحدها، وبالتالى لم يتمكن المنتج أيضا من بيعه لمحطات أخرى خارج مصر، هذا أدى إلى تأجيل العرض. نستنتج من هذا أنك غير راض عن توقيت عرضه حاليا؟ من الناحية الفنية لا أعتقد أن مسلسل «أهو ده اللى صار» خسر كثيرًا، لأن العمل الجيد فى اعتقادى سيجد من يشاهده، سواء عرض فى رمضان أو خارجه، خسائر العمل من الناحية الفنية ليست كبيرة، لكن مع الأسف هناك خسائر ربما لحقت بالمنتج بسبب تأجيل العمل لأنه بطبيعته ليس مصنوعًا للعرض خارج رمضان، بمعنى أن أحداثه تقع فى 30 حلقة، وعادة الأعمال التى تعرض بمواسم أخرى تكون مصممة لهذا الغرض بمعنى أن حلقاتها تتجاوز على الأقل 45، وهذا يعطى توازننا إنتاجيا، لأن أسعار المسلسلات التى تعرض خارج رمضان تكون أقل منها داخل رمضان، وهذا ألحق الأضرار بالمنتج، أقول هذا الكلام لأنى أعتبر نفسى جزءا من الدراما المصرية، لأنها لها فضل كبير على، وأنا أحد عشاق مصر، مقيم فيها منذ 7 سنوات على الأقل، أقول هذا الكلام من حرصى الشديد على الدراما المصرية والقوة الناعمة لمصر، لأنها خسارة كبيرة أن نفقد منتجين جيدين قدموا للدراما المصرية أهم أعمالها. ننتقل إلى قصة العمل.. الرابط فى العصرين به قصة الحب بين روبى وأحمد داوود.. كيف نجحت فى أن تجعلنا نشعر أنهم 4 شخصيات؟ التمييز ما بين هذه الشخصيات فى الحقيقة كان واحدة من أهم الاختبارات أمام الممثلين والإخراج، ولكن ما يميز عادة كتابات مؤلف العمل، عبد الرحيم كمال، هى قدرته على خلق شخصيات مختلفة ومتميزة، الحقيقة هذا الكلام لا ينطبق فقط على الشخصيات الرئيسية، ولكن ينطبق أيضا على الشخصيات الثانوية حتى التى تظهر فى مشهد أو مشهدين، هذه قدرة كبيرة من المؤلف على خلق شخصيات مختلفة كل واحدة لها سماتها الخارجية والداخلية التى تميزها عن الشخصية الأخرى، بالإضافة إلى حرفية الممثلين الذين قاموا بأداء أدوارهم بشغف واحتراف ساهمت بجانب المكياج والملابس والعناصر الأخرى فى تميز كل شخصية عن أخرى، فكان الجمهور بالفعل يرى أربع شخصيات يقوم بها ممثلان اثنان، فأحمد داوود وروبى قدما شخصيتين مختلفتين بالفعل من حيث الشكل والتركيبة النفسية، وكان للمونتاج دور كبير فى هذا. عندما قرأت سيناريو «أهو ده اللى صار» هل تخيلت الصورة بهذا الشكل؟ لا بد أولًا أن أعترف بأننى وقعت فى حب نص عبد الرحيم كمال، منذ قراءتى للحلقات الأولى من المسلسل، فمنذ زمن بعيد لم أقرأ نصا متماسكا كهذا، والحقيقة أن العلاقة بين الإخراج والتأليف علاقة متشابكة، فالمخرج يعيد كتابة الورق بعناصره الفنية من حركة كاميرا وحركة شخصيات وتمثيل وموسيقى وديكور وملابس، إلى آخره من عناصر العمل الفنية، ولكن كل هذا فى الأساس قائم على الكتابة، ومن هذا المنطلق أقول بأن المخرج شريك أساسى فى العمل الفنى. كيف وجدت التعاون مع الكاتب عبد الرحيم كمال؟ أنا سعيد بالتعامل مع كاتب متميز يبحث عن موضوعات مختلفة مثل عبد الرحيم كمال، لأنه قادر على بناء شخصيات نابضة بالحياة وأطمح إلى أن تتاح إلى فرص أخرى للتعاون معه، لأنى شخصيا أبحث عن مثل هذه الشركات، مع كتاب مجددين ومتميزين، لأنه لا معنى لأى عمل إخراجى دون كتابة أدبية قوية. جميع المشاركين فى المسلسل ظهروا بشكل مختلف عن كل أدوارهم السابقة.. كيف استطاعت صنع هذا؟ كنت سعيد الحظ بالتعاون مع ممثلين مخلصين من أجيال مختلفة استطاعوا ببراعة شديدة أن يقدموا أدوارهم بحرفية وابتكار، وأنا شخصيا أعتبر أن العمل مع الممثل هو إحدى أهم أدوات المخرج، وهى واحدة من أهم وظائفه فى العمل الفنى، الوصول إلى تفاهم وشراكة مع الممثل، وأجد أن توزيع الأدوار أيضا هو جزء من الخطة الإخراجية، بمعنى أنه انعكاس لتصور المؤلف والمخرج للشخصيات على الورق، وأعتقد أن الممثلين المشاركين فى «أهو ده اللى صار» بأجيالهم المختلفة كانوا قادرين على تجسيد هذه الشخصيات، وكنت حريصا طوال الوقت على صناعة تناغم وهرمونى بينهم من خلال طريقة التمثيل السهلة والبسيطة فى تجسيد الشخصيات. قبل «أهو ده اللى صار» عرض لك مسلسل «كأنه إمبارح».. هل توقعت نجاح العمل رغم أنه مأخوذ عن عمل أجنبى؟ صحيح المسلسل يعتمد على قصة مستوحاة من عمل أجنبى، ولكن أعادت صياغته نجلاء الحدينى بإشراف من الكاتبة مريم نعوم، وكلتاهما من كتاب الدراما المتميزين، و«كأنه إمبارح» عمل مختلف بطبيعة الحال عن «أهو ده اللى صار»، مصنوع خصيصا للعرض خارج رمضان بحلقاته الممتدة والتى تصل كتابته إلى 45 حلقة، ورغم ذلك كانت الكتابة رشيقة والإيقاع سريع وأحداثه كثيرة، كل ذلك فى اعتقادى ساهم فى أن المسلسل يحقق حضورا كبيرا، وأن ينجح الممثلون الشباب فى تقديم شخصيات جديدة ومختلفة بمشاركة نجوم المسلسل وعلى رأسهم رانيا يوسف. كيف وجدت التعاون مع المنتج محمد مشيش؟ مسلسل «كأنه إمبارح» كان التعاون الثانى مع المنتج محمد مشيش بعد «حجر جهنم» والذى انتهى ب«أهو ده اللى صار»، وهى اختيارات لمواضيع مختلفة تدل على رغبة صناع العمل فى تقديم دراما متماسكة وقوية وقادرة على صنع علاقه حارة مع الجمهور. هل تفكر فى العودة إلى السينما من جديد؟.. أو تفضل العمل التليفزيونى أكثر؟ السينما فى الواقع هى حلم وطموح، قدمت بعض الأفلام السينمائية وهى قليلة فيما لو تم مقارنتها بما قدمته من مسلسلات تليفزيونية، وأطمح للعمل فى السينما، وأنتظر مشروعا جيدا للعودة إليها مرة أخرى، ومع الأسف كان آخر مشروع سينمائى عملت عليه فيلم«محمد على» ولكنه توقف لأسباب إنتاجية.