أهالي الطالبات يؤكدون وصول عدد الحالات المصابة إلى 30 حالة.. ومديرية التربية والتعليم: «المدارس جيدة نظيفة متطورة».. والصحة: «كُحة مزمنة ومفيش سعال ديكي» في ظاهرة تُنذر بتفشي وباء لم تشهده البلاد منذ سنوات، علت أصوات أهالي الطالبات في مدرسة «أبو بكر الصديق» الثانوية المشتركة، التابعة لإدارة الصالحية الجديدة التعليمية بمحافظة الشرقية، تستغيث بكل من له علاقة بالعمليتين التعليمية والصحية في الشرقية، عسى أن يجعل الله في يد المسئولين الخلاص من إصابة بناتهم ب«السعال الديكي» -على حد قولهم- إذ تضاربت الأقاويل بين جهات التعليم والصحة تحاول البُعد عن ذكر اسم المرض في أية تصريحات، في الوقت الذي كشفت التقارير الطبية لعدد من الحالات عن التوصيف ب«اشتباه» في الإصابة بالمرض الخطير. «العدد وصل 30».. قالها محمود السيد فضل، والد الطالبة «هاجر»، موضحًا أن نجلته مصابة بالمرض منذ 9 يناير الماضي: «كانت بتكح بصوت يخوف ولفينا بيها على الدكاترة لغاية ما عرفت أول إمبارح إنها عندها سعال ديكي لما فريق من الصحة كشفوا على البنات في المدرسة». حديث الرجل ل«التحرير» «العدد وصل 30».. قالها محمود السيد فضل، والد الطالبة «هاجر»، موضحًا أن نجلته مصابة بالمرض منذ 9 يناير الماضي: «كانت بتكح بصوت يخوف ولفينا بيها على الدكاترة لغاية ما عرفت أول إمبارح إنها عندها سعال ديكي لما فريق من الصحة كشفوا على البنات في المدرسة». حديث الرجل ل«التحرير» حمل الجانب الطبي شُبهة التخاذل: «الدكاترة قالوا لنا عندها سعال ديكي لكن في التقرير كتبوا اشتباه». ونوه بأن الأمر بمثابة «عدوى» أصابت الطالبات، وأن المصابات لم يخضع أغلبهن للرعاية الطبية بعد: «المستشفى فيها 11 حالة بس وباقي الحالات اللي واخدة تحويل وهتروح المستشفى بكرة ولا بعده، والباقي خايفين يتحول أو يتحجزوا في المستشفى». استغاثة بالرئيس «صوتنا لازم يوصل لرئيس الجمهورية علشان الموضوع يتحل».. خرجت العبارة موجعة على لسان عطالله عسر، وهو يشكو ضعف حاله راجيًا أن تصل استغاثته، المُسجلة، للرئيس عبدالفتاح السيسي، بعدما باتت نجلته في حالات غيبوبة شبه مستمرة، على حد وصفه: «تعبانة بقالها شهر وعندها كحة مستمرة بتفضل تكح لغاية ما يغمى عليها». شكوى الرجل حملت في باطنها شبهة تقصير: «مفيش حاجة بتاخدها في المستشفى غير المسكنات، وكل واحدة هنا حاطين لها كمامة وكل شوية مسكن، لكن الكحة بتزيد عن الأول»، منوهًا بأن عدد المحتجزات بالمستشفى وصل إلى 12 حالة حتى اليوم. مرض جديد «أكيد اللي عند البنات دا حاجة جديدة الطب مش عارف يوصفها».. عبارة حملت مزيدا من الألم من جانب كمال سيد، شقيق الطالبة «رينادا» بعدما «فاض به الكيل» على حد تعبيره: «بقالنا 3 أيام محجوزين هنا ومفيش أي جديد، صوت الكحة مرعب والدكاترة كل يوم يسحبوا عينات ويعملوا تحاليل وفي الآخر يقولوا مفيش حاجة البنات كويسة، ومش عارفين يعالجوا حد». شقيق «رينادا» شدد على أن العدد وصل إلى نحو 30 حالة إصابة بين طالبات المدرسة المُشار إليها، جميعهن مصابات بنفس الأعراض، قبل أن يوضح أن مستشفى «الصدر» الموجودة بمدينة الزقازيق تضم 8 حالات محتجزات، لكنها ليست العدد الإجمالي الأخير: «أغلب أهل البنات لفوا على الدكاترة لغاية ما تعبوا، وفيه منهم اللي بيقول إن المستشفيات والدكاترة الكبار معملوش حاجة ولا وصلوا لجديد علشان مستشفى الصدر يبقى فيها الحال». التعليم: «مدارسنا زي الفل» «مدارس المحافظة جميلة نظيفة متطورة».. شعار أكده أسعد فاروق، مدير العلاقات العامة بمديرية التربية والتعليم بالشرقية ل«التحرير» عقب التواصل معه بعدما لم يُجب رمضان عبد الحميد، وكيل أول الوزارة على هاتفه لأكثر من مرة، فيما أوضح «فاروق» عدم ورود أية شكاوى بهذا الشأن، وأن الأمر برُمته يرجع لإدارة الصحية، وكأنه يُلقي بالكرة في ملعب مديرية الصحة، بعدما دخلت المسألة في طور الإصابة والعلاج. الصحة: «مفيش سعال» «عبارة عن كُحة مزمنة لكن مفيش سعال ديكي».. قالها الدكتور هشام مسعود، وكيل وزارة الصحة بالشرقية ل«التحرير» نافيًا أغلب رواية الأهالي وما قالوه: «المحتجزات في مستشفى صيدناوي 6 حالات فقط، لكن لا يوجد ما يُقلق». ونوه بأن حالة الفتيات جيدة من ناحية الرئتين، إلا أن هناك سعالًا متكررًا بين الحالات، لكنه بعيد كل البُعد عن الإصابة بالسعال الديكي. يُشار إلى أن صورًا للتقارير الطبية، حصل عليها «التحرير» كشفت عن أن توصيف الحالات من الناحية الطبية هو «اشتباه» في الإصابة بالسعال الديكي، فيما تبين زيارة طبيب للمدرسة يوم 13 فبراير الجاري، وكتابة تقرير يوصي بعزل 14 طالبة، منهن 7 من فصل واحد، مع تحويلهن للمستشفى لإجراء الفحوصات اللازمة.