الأب: «لقوا أطنان من القنابل كانت هتوصل للمحافظات كلها، ابني بقاله 20 سنة في مباحث الدرب الأحمر.. تاجر مخدرات جي يعزيني قاللي محمود الله يرحمه هو اللي خلاني أتوب «حق الشهيد لازم يرجع، كان أحن واحد واسألوا زمايله وجيرانه عليه، كان بيسأل على الصغير قبل الكبير، رحنا مكان الحادثة ننادي عليه عشان يرد علينا بس مردش، طلع لأمه الباسبور وكان هيطلعها العمرة، متكفل بطلبات أخته المطلقة وعيالها، ماكانش بيتأخر عن حد، خلى ناس كتير تجار مخدرات تتوب وترجع لربنا، محبوب من زمايله ومن صغره وهو اجتماعي، مابينامش غير لما يسأل على أمه ويطمن عليها»، كلمات حزينة معبرة، نطقت بها أسرة أمين الشرطة محمود أبو اليزيد، شهيد الشرطة الذي راح ضحية الحادث الإرهابي الذي ضرب منطقة الدرب الأحمر قبل أيام قليلة. «التحرير» انتقلت لمحل إقامة أمين الشرطة أبو اليزيد، بمنطقة إمبابة الشعبية، إذ كان يقيم في ذات المنزل الذي يقطن به أبوه وأمه وأشقاؤه، لم يفارقهم أبدا، ولم تبعده ظروف عمله ولا حياته الخاصة عن والديه، ظل معهما، حتى قابل ربه بوجه حسن بشوش، كعادته، مبتسما في وجه الصغير قبل الكبير. يقول الحاج «التحرير» انتقلت لمحل إقامة أمين الشرطة أبو اليزيد، بمنطقة إمبابة الشعبية، إذ كان يقيم في ذات المنزل الذي يقطن به أبوه وأمه وأشقاؤه، لم يفارقهم أبدا، ولم تبعده ظروف عمله ولا حياته الخاصة عن والديه، ظل معهما، حتى قابل ربه بوجه حسن بشوش، كعادته، مبتسما في وجه الصغير قبل الكبير. يقول الحاج أبو اليزيد، والد الشهيد، إنه وخلال يوم الحادث، كان بمنزله، وحضر إليه نجل ابنته وقال له «جدي أنا عايز أقولك على حاجة بس خايف لحسن تزعل، خالو حودة اتعور وموجود دلوقتي في المستشفى»، وتابع «اتصلت بمحمود ابني لقيت رقمه غير متاح، اتصلت بحمادة ابنى، بابُص في ساعة الحائط دى، لقيتها وقفت في نفس اليوم، وقفت على الساعة 10، الساعة اللي عمرها ما وقفت، وقفت في نفس اليوم، لقيت حمادة ابنى منهمك في العياط وأنا باتصل بيه، بابا أخويا مات، أخويا استشهد يا بابا، والشرطة محوطة المكان». «أنا آخر من يعلم باستشهاد ابني حودة، أنا كنت قاعد لوحدي في البيت، مش قادر أنزل»، يقول والد الشهيد، مشيرا إلى ذهاب أمه وأشقائه جميعا لموقع الحادث، لقوا الشارع كله هناك. وتابع لافتا «لقوا أطنان من القنابل كانت هتوصل للمحافظات كلها، ده قنبلة 80 كيلو دمرت المستشار بركات، النائب العام، أكبر راس في القضاء، ابني بقاله 20 سنة في مباحث الدرب الأحمر، وأول ما اشتغل اشتغل في الحراسات الخاصة بعدها راح المباحث». وأشار شقيقه مصطفى في حديثه قائلا «أخويا كان شجاع، واتضرب عليه نار أكتر من مرة». وأكمل والده معلقا «هو ده حودة البطل، ابني المخلص، اللي خد أمه وكان رايح يطلعها عمرة معاه، قالي أنا طلعت الباسبور، ماتيجى معايا إنت وأمي، راح جدد الباسبور لأمه، قعدت معاه قبل الحادث بيوم عرفته أركان العمرة». «طول عمره مطيع من وهو صغير وهو محبوب، كان بيروح الجامع وهو اجتماعي من كل الناس جيرانه، ربنا يرحمه ويجعل مثواه الجنة»، يبكي والد الشهيد، معقبا «عايزين حق الشهيد، ربنا أعطى الشهيد حقه، (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا، بل أحياء عند ربهم يرزقون)، خلوا الشهيد في الأعالي، واخد ليسانس حقوق، إدوا لولاده حقهم، ولاده في مدارس خاصة ولغات، كملوا تعليم عياله، مين اللى هيصرف على عياله، جدهم اللى معاشه صغير، هيصرف على عيال ابنه». ونوه في حواره ل«التحرير»: «الشهيد لازم ييجي حقه ويترقى، زى ما الرئيس المبجل المحترم السيسي، قال اللي هيعمل حاجة تمس مصر بسوء، هشيله من على وش الأرض، هو كمان حودة ابني شال الإرهابي ده من على وش الأرض، شال الأطنان اللي كانت هتدمر سيدنا الحسين والمنطقة اللي حواليها كلها، لازم يكرموا كل شهيد في مصر، ويكتب اسمه على علم جمهورية مصر العربية، أعلى شىء في مصر، نحطه في الأعالي، وكل علم يتحط على منشأة عامة، مدرسة، حديقة، عايزين تسهيل في الإجراءات، أنا مش عارف آخد عزى ابني». بنيما بكت أم الشهيد، مشيرة «نزلت لقيت الدنيا قايدة ولعة في الشارع، منعرفش حاجة، قلتلهم هروح الدرب الأحمر وهنادي عليه هيرد عليا زى ما كان بيرد عليا وهو عايش، زمايله وأهل المنطقة قالولي الحمد لله ابنك عاش بطل ومات بطل، ونجا المنطقة كلها، دخل واحد زميله، وقالي أنا شفت محمود وهو زى البدر زى ما كان، قلتله الحمد لله». وأضافت الأم في حوارها مع «التحرير»: «قلتله عايزة شرابين وشبشب كنت طلبته منه عشان ألف بيه في الحرم وأنا في العمرة، جاب كل حاجة، زمايله جابولي إمبارح الشبشب كان اشتراه وخلاه في القسم، كان بيعمل خير مع كل الناس، إمبارح واحد جه يعزينا وقالنا أنا كنت تاجر مخدرات ومحمود الله يرحمه هو اللي خلاني أتوب، كان أحن خلق الله، وهو أصغر من الكبير، أخوه الكبير بيقول دلوقتي مين اللى هيسأل عليا يا محمود، كان لازم ييجي يشوفني بالليل قبل ما ينام». وأشارت الأم إلى أن ابنها الشهيد، كان متكفلا بنفقات ومصاريف شقيقته المطلقة وأولادها، يوفر لهم كل شيء. وتدخلت خالة الشهيد الكبرى بعدما دخلت في نوبة من البكاء: «كان بيديني عيدية في العيد، في حد بيعمل كده، ابن أختي شهيد الله يرحمه، ربنا يصبرنا جميعا». تعاود الأم حديثها «ابنى شهيد، عايزه من الداخلية، إنهم لما عرفوا إن الواد إرهابي ومراقبينه من الجيزة وهو راكب العجلة، كنتوا اضربوه، مستنيين إيه، الشرطة كلها عيالها اتيتمت، هتجيبوا شرطة منين تاني، قبل ما يموت بيوم، كان في تشريفة للرئيس السيسي، كان في أعلى حتة في مصر، فوق نزلة السمان، وبعت لعياله من هناك قالهم 3 مرات، تحيا مصر».