شهد بيت السحيمي بشارع المعز افتتاح مهرجان القاهرة الأدبي وسط حضور كبير لكتاب من عدة دول آسيوية، ومن هولندا وإسبانيا، وذلك في الدورة التي تنظم تحت عنوان "نظرة إلى الشرق" في بيت السحيمي بحي الحسين العريق، وجهة مصر السياحية والثقافية، افتتحت الدورة الخامسة من مهرجان القاهرة الأدبي، الذي تنظمه دار صفصافة للنشر والتوزيع، بدعم من مؤسسات الدولة، وعلى رأسها وزارة الثقافة وعدد من هيئات الأدب الخارجية.. أدار الحفل الصحفي سيد محمود، بحضور ضيفي الحوار، الكاتبة السورية شهلا العجيلي، وعادل عصمت الكاتب والروائي المصري، حيث انطلق الحفل بالوقوف دقيقة حداد على روح الروائي فؤاد حجازي والكاتب حسام دويق والمخرج المسرحي محمد أبو السعود. وبعد تلك المراسم، تحدث الرئيس الفخري للمهرجان، الكاتب إبراهيم عبد المجيد، الذي قال في كلمته، إن المهرجان يأتي ضمن النشاطات التي تتبناها المؤسسات الخاصة ومنظمات المجتمع الأهلية، والتي تمثل نهضة حقيقية للثقافة المصرية، وترتقي بها، ثم ألقى محمد البعلي، مدير دار صفصافة، كلمة موجزة، توجه فيها بالشكر لوزارة تطرقت شهلا للحديث بشأن مدينتها "الرقة"، وكيف تحولت من معقل للثقافة والطب والمترجمات إلى ركام وحطام، في إشارة منها إلى الدمار الذي لحق بالمدينة جراء تنظيم داعش الإرهابي الذي كان يحتلها. ثم ذهبت الكلمة إلى الكاتب عادل عصمت، صاحب رواية "الوصايا"، المرشحة أيضًا للحصول على جائزة البوكر، فيقول إن "الوصايا" هي الحلم الذي ظل يراوده منذ صغره، حينما كان يستمع إلى حكاوي جده، خاصة عن أزمة الثلاثينيات المالية التي حولته من مشروع عالم في الأزهر إلى مساح أراض، وبعد وفاة جده وهو في سنواته الجامعية الأولى عام 1978، قرر أن يكتب "الوصايا"، وبين محاولات ومذكرات وأفكار مبعثرة، لم يتمكن من كتابتها حتى عام 2015، والآن تنافس في "البوكر". عصمت يحاول في "الوصايا" أن يبتعد عن الصراع الاجتماعي والفروق الطبقية بين الفقير والغني، بينما يتطرق للظواهر الاجتماعية، ولحياة الناس البسيطة وشكل ملابسهم وطبيعة معيشتهم وتقاليدهم وامتهانهم للفلاحة وحبهم للأزهر، فيقول إن هذا التغير الاجتماعي هو الذي أنقذ النص الأدبي في ظل تعدد شخصيات الرواية. وبسؤال أحد الحضور له عن تشابه مؤلفاته مع كتابات الأديب الكبير نجيب محفوظ، عقب: "لا يمكن أن أكتب رواية كتبها محفوظ، ولأني أريد أن أختلف عن أسلوبه، حدثت لي مشكلات فنية، وتعثرت في تأليف الوصايا، حتى استطعت أن أجدد من نفسي، وأجد مدخلا مناسبا ومختلفًا". يذكر أن مهرجان القاهرة الأدبي المقام حاليًا في دورته الخامسة من 16 إلى 21 فبراير بعنوان "نظرة إلى الشرق"، يشهد عددا من الفعاليات الثقافية والفنية المتنوعة مثل لقاءات كلية الألسن بجامعة عين شمس حول الأدب المعاصر للتشيك وسلوفاكيا بحضور كتاب من البلدين، وأخرى حول أدب آسيا المكتوب بالإنجليزية بحضور كتاب من ماليزيا وسنغافورة والفلبين، وأيضًا ندوة كاتبات أوروبيات بعنوان "نظرة على الأدب النسائي في أوروبا"، وندوة "نظرة على الأدب الكوري المعاصر"، كما يشهد "بيت السناري" بالسيدة زينب حفل توقيع ثلاثي لكُتّاب من مالطا، وأمسية "بيت الست وسيلة".