مكوجي البساتين تدخل لإنقاذ سيدة من تحرش نقاش بها وسط الشارع، فسدد الأخير له طعنة بمطواة أودت بحياته في الحال، والأهالي يسلمون المتهم لرجال المباحث ونقل الجثة للمستشفى يقولون «من الحق ما قتل»، لكن الوضع تبدل في حى البساتين الشعبي ليصبح «من الشهامة ما قتل»، بعدما تحول ليل الشتاء قارس البرودة، إلى آثار دماء غزيرة سالت في حادث مأساوي دارت رحاه مساء أمس الثلاثاء، إذ قدم مكوجي حياته فداءً لإنقاذ سيدة من محاولة اغتصابها عنوة والتحرش بها في الشارع، تدخل بكل شهامة وتصدى لعديم الإنسانية التي انتزعت من قلبه الرحمة وتبدلت بقطع من الحجارة، لفظ المجني عليه أنفاسه الأخيرة أمام المارة، الذين لم تفلح محاولاتهم لإسعافه، لتنقل الجثة للمشرحة. عيب كده داخل شارع حسان دياب، وبينما كان الجميع منهمكا في لقمة عيشه، متحديا برودة الجو الشديدة، تنامي إلى أذهان سيد أبو دنيا، مكوجي بالشارع، صوت استغاثة، لم يتحقق بعد من مصدره، توجه باحثا عنه، ليجد امرأة في عقدها الثالث، تحاول تفادي حركات غريبة يمارسها تجاهها "علي"، ويعمل نقاشا، اقترب منهما ولاحظ محاولة عيب كده داخل شارع حسان دياب، وبينما كان الجميع منهمكا في لقمة عيشه، متحديا برودة الجو الشديدة، تنامي إلى أذهان سيد أبو دنيا، مكوجي بالشارع، صوت استغاثة، لم يتحقق بعد من مصدره، توجه باحثا عنه، ليجد امرأة في عقدها الثالث، تحاول تفادي حركات غريبة يمارسها تجاهها "علي"، ويعمل نقاشا، اقترب منهما ولاحظ محاولة الأخير التحرش بالسيدة التي عبرت عن رفضها لما يحدث معها مرددة: «عيب كده، امشي بعيد». لم يبالِ النقاش بكلمات السيدة التي عاودت حديثها له مجددا «ابعد عنى، ميصحش كده، انت معندكش اخوات بنات»، إلا أن كلماتها لم تلق أيضا صدى في ذهن وقلب «علي»، الذي تجمعت شهواته جميعها في تلك اللحظات، وقرر ألا يتركها تعود إلى بيتها سالمة، وفي أثناء ذلك، حاول الأخير ملامسة أجزاء من جسدها واحتضانها عنوة، صرخت السيدة المسكينة، وهنا كان لزاما على «أبو دنيا»، أن يتدخل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. ذعر الجيران أيضا لم تفلح محاولات «سيد» في إبعاد المتهم المتحرش عن جسد السيدة، وحاول بكل أدب وذوق ألا يفتعل مشكلة معه، محاولا إثنائه عن فعلته التي يعاقب عليها القانون وتنافي أعراف وأخلاق «ولاد البلد»، وفشل فشلا ذريعا، فقرر هذه المرة ألا يترك السيدة فريسة سهلة أمام الوحش المتحرش، تشاجر معه فأخرج النقاش مطواة كان يخبئها بين طيات ملابسه، وفي لحظات سدد طعنة قاتلة إلى جسده النحيل، سالت دماؤه في الشارع، وسط ذهول وذعر بين الأهالي الذين تجمعوا على صوت المشادة التي انتهت بجريمة بجثة رجل شهم. كلمة النهاية فقط كان الهدف الذي ينشده المجني عليه، شهيد الجدعنة والشهامة، هو إنقاذ السيدة من أيادي المتهم، غير عابئ بما سيكون عليه مصيره حال تفاقم المشكلة والمشادة، كان ينتظر «سيد أبو دنيا» أن يقتنع «علي» بحديثه وأن يمر الأمر وكأنه لم يحدث، غير أن القدر قال كلمته وكتب نهاية حياة «مكوجي البساتين». المارة من الجيران سيطر الرعب قبل الدهشة عليهم مما كان يجري داخل شارع حسان دياب، الجميع أصيب بصدمة جراء مشاهدة الدماء التي سالت من سيد «ابن منطقتهم الشهم»، المعروف بأخلاقه وجدعنته في تعامله مع جيرانه، ويشهد له الجميع بحسن الأخلاق وتربيته المثلى. بالكاد نجح الجيران في السيطرة على النقاش، علي، أمسكوا به وبالسلاح في يديه، واتصلوا بشرطة النجدة، وسرعان ما حضرت قوة من قسم شرطة البساتين، سلمها الأهالي المتهم، فيما تم إخطار وكيل النيابة الذي أصدر قراره بنقل الجثة لأٌقرب مستشفى تحت تصرف النيابة العامة، تمهيدا لاستصدار قرار بدفنها عقب توقيع الكشف الطبي عليها. شهامة ومروءة النيابة العامة استمعت لأقوال الأهالي والمارة، حول ملابسات الجريمة، الذين عبروا عن غضبهم لما آلت إليه أخلاق بعض الشباب، وإقدامهم على التحرش بالسيدات والبلطجة وتهديد الجيران والمارة تحت تأثير تعاطي مواد مخدرة أو رؤية أفلام تثير العنف، "المخدرات والأفلام تلفوا أخلاق الشباب" جملة لخص بها حسين الزيات، تاجر بالمنطقة دوافع جريمة الغدر والشهامة في منطقته. اقرأ أيضا: «آخرة الجدعنة».. المنادي قتل صديقه عشان300 جنيه سر قديم وابن خطيئة.. رضيع يكفر ذنب أمه في أبو النمرس تشييع جثمان «مينا» شهيد الشهامة بأسوان (صور) دفع ثمن شهامته.. «حرامي موبيلات» يقتل شابًا في أسوان