في حال ثبوت قيام الأب أو الأم بقتل عمد مع سبق الإصرار والترصد بحق أى من أبنائهما.. يحكم القاضي بأشد عقوبة جنائية قد تصل في بعض الأحيان إلى الإعدام أو المؤبد «أب يقتل ابنه الرضيع بسبب بكائه، أم تتخلص من ابنتها في العمرانية، أب يقتل أطفاله الرضع وهم نائمون، مصرع طفل غرقا في مصرف صحي بسبب إهمال أمه»، جميعها أخبار تطالعنا بها مانشيتات الصحف ووسائل الإعلام يوميا، بشكل متلاحق، بدا معه القتل لأتفه الأسباب، حتى رأينا الأب والأم يقدمان على التخلص من فلذات الأكباد، في لحظات تبدلت فيها قلوبهم بقطع من الحجر. «التحرير» ناقش خبراء قانون حول الفرق بين عقوبة قتل الآباء لأطفالهم والقتل نتيجة الإهمال، والفرق في التكييف القانوني لتلك الجريمتين. في البداية، يقول المحامي بالنقض، سيف الدين عبد الرحمن، إن كل حالة لها طبيعة خاصة بها ويتم التعامل معها قانونا وفقا للحالة التي كان عليها المتهم والأداة المستخدمة في تنفيذ الحادث، مشيرا إلى أن جريمة قتل الأب أو الأم لابنهما جريمة تستحق توقيع أقصى عقاب على الجاني، في حالة العمد، لافتا إلى أن قاضي الجنايات في البداية، يقول المحامي بالنقض، سيف الدين عبد الرحمن، إن كل حالة لها طبيعة خاصة بها ويتم التعامل معها قانونا وفقا للحالة التي كان عليها المتهم والأداة المستخدمة في تنفيذ الحادث، مشيرا إلى أن جريمة قتل الأب أو الأم لابنهما جريمة تستحق توقيع أقصى عقاب على الجاني، في حالة العمد، لافتا إلى أن قاضي الجنايات يتعامل مع قضية القتل بعناية فائقة لما للنفس من حرمة بالغة في نصوص القرآن والأحاديث النبوية الشريفة الدالة على ذلك. أضاف «عبد الرحمن» ل«التحرير» موضحا أن المقصود بالضرب من قبل الآباء هو تحقيق الإيذاء النفسي فقط وليس البدني، وتقع الجريمة تحت مسمى الضرب الذي أفضى إلى الموت، وهى حالات تحكمها المادة 236 من قانون العقوبات بعد تعديلها بالقانون رقم 95 لسنة 2003، والتي نصت على أن «كل من جرح أو ضرب أحداً أو أعطاه مواد ضارة ولم يقصد من ذلك قتلاً ولكنه أفضى إلى موته يعاقب بالسجن المشدد أو السجن من 3 إلى 7 سنوات»، لانتفاء القصد الجنائي في حق الجاني، إذ لم يقصد قتله بل كان يريد تأديبه فقط. ولفت إلى أن القصور في تربية الأطفال يتحمله ويدفع ثمنه الآباء، ويلجأون لقتل أطفالهم لسوء سلوكهم على سبيل المثال، ويكون الدافع الحقيقي هو سوء تربيتهم أو انخراطهم في سلوكيات مجتمعية بعيدة عن تعاليم الدين الإسلامي. وطالب الخبير القانوني كذلك بتغليظ العقوبة التي تقع على الوالدين في حالة الإهمال لتصل إلى السجن المشدد 10 سنوات في حالة أدى الإهمال إلى الوفاة. وأوضح المحامي بالاستئناف العالي ومجلس الدولة، أحمد عبد المطلب، أن القانون المصري أورد نصوصا قوية ضمانا لحق الأطفال في حياة كريمة، لافتا إلى أن المادة 52 من قانون العقوبات، نصت على أن جريمة تعذيب الأب أو الأم لأبنائهما لا تسقط بالتقادم، لذلك تكون العقوبة مشددة على الأبوين حال ارتكابهما جريمة في حق أطفالهما، لأنهما أساءا السلطة الممنوحة لهما في تربية وتعليم الأبناء. وأشار إلى أنه في حال ثبوت قيام الأب أو الأم بقتل عمد مع سبق الإصرار والترصد بحق أى من أبنائهما، يحكم فيها القاضي بأشد عقوبة جنائية، قد تصل في بعض الأحيان إلى الإعدام أو المؤبد. ولفت إلى أنه وفي بعض الأحيان تلجأ المحكمة إلى تطبيق نص المادة 17 الواردة بقانون العقوبات، لتقل العقوبة، ولذلك قد يصدر حكم بالسجن المشدد 15 عاماً، وفقاً لظروف وملابسات القضية. أما الأطفال الذين يموتون بسبب الإهمال، فيوضح الخبير القانوني، حسين رفعت أن الإهمال له أنواع كثيرة، منها إهمال علاج الطفل أو تغذيته، أو تعرضه لمخاطر أدت إلى إصابته بإصابات متعددة، وهنا فعلى الطبيب الذي يستقبل طفلاً به إصابات في قسم الحالات الحرجة والطوارئ بالمستشفى أن يحرر محضراً لأسرته. اقرأ أيضا: «علقة موت».. قصص آباء قتلوا أبناءهم «عشان يتربّوا» «لقد ماتت إيلا».. مأساة أم قتل طفلها شقيقته الصغرى توهان وجوع وقتل.. قصة سيدة المطرية الغامضة استئناف القاهرة ترفض رد محكمة مقتل «الطفل يوسف» جنايات الإسكندرية تحيل أوراق عامل قتل طفلا للمفتي حبس أب قتل طفله المريض بسبب «صراخه» في الجيزة