"إسلام" رفض المذاكرة فأنهت والدته حياته خنقا.. والد المجني عليه: لا يمكن زوجتي تكون قاصدة تخنقه دا كان نور عنيها روحها فيه.. أقارب الأسرة: مافيش أم تقتل ابنها بقصد منذ قدوم "حسن" وزوجته "صالحة" من مسقط رأسهما بأسوان -أقصى جنوب البلاد- واستقرارهما في شقة بسيطة بميدان الكيت كات في منطقة إمبابة، حظي الزوجان بحب واحترام الجيران، 20 عاما لم يكونا خلالها مصدرا للإزعاج أو المشكلات، لكن رياح الأربعاء الماضي أتت بما لا تشتهيه سُفن الأسرة الأسوانية بعدما تحولت الأم الأربعينية إلى متهمة بقتل صغيرها "إسلام"، الطالب في الصف الخامس الابتدائي بسبب عدم اهتمامه بدراسته ورفضه الدائم المذاكرة في واقعة أضحت حديث الساعة في شارع مراد. مساء الأربعاء الماضي، هدوء يخيم على شارع مراد بسبب العاصفة الرملية التي دفعت الكثيرين للمكوث في منازلهم، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال مع صرخات استغاثة أطلقتها "نورا" من شقة عم حسن في الطابق الثاني مرددة: "أخويا مات إلحقونا". هرع قاطنو المنطقة إلى شقة العامل البسيط -مصدر الصوت- لتسقط عليهم صاعقة من السماء، مساء الأربعاء الماضي، هدوء يخيم على شارع مراد بسبب العاصفة الرملية التي دفعت الكثيرين للمكوث في منازلهم، لكن سرعان ما تبدلت الأحوال مع صرخات استغاثة أطلقتها "نورا" من شقة عم حسن في الطابق الثاني مرددة: "أخويا مات إلحقونا". هرع قاطنو المنطقة إلى شقة العامل البسيط -مصدر الصوت- لتسقط عليهم صاعقة من السماء، تفترش "نورا" الأرض بينما تقف والدتها "الست صالحة" بجوار الباب لا تستطيع التقاط أنفاسها مع دخولها في نوبة بكاء هستيري: "مش قصدي والله، دا نور عيني وأغلى حاجة في حياتي"، وعثروا على جثة الطفل الصغير "إسلام" مسجاة على الأرض ليتصل أحدهم بوالده: "تعالي يا عم حسن ابنك مات.. مراتك خنقته دون قصد". وقعت الكلمات كالصاعقة على مسامع الرجل صاحب ال60 سنة، ترك عمله في سنترال بمنطقة الزمالك، مسرعا إلى البيت، أملا في أن يكون الأمر محض مُزحة أو كابوسا، سرعان ما سيستفيق منه باحتضان نجله، إلا أنه اصطدم بالفاجعة فور وصوله، ووقف شارد الذهن دون أن ينطق لسانه بكلمة واحدة من هول الأمر الذي لم يدر بأنه سيشهد مثله. حاولت "نورا" الابنة الكبرى تهدئة والدها لتروي له ما حدث: "إسلام ماكنش عايز يذاكر، وماما كانت بتقولوا ذاكر علشان الامتحانات، لكنه رفض حتى صرخت في وجهه، وحاولت تأديبه للاهتمام بدراسته"، مشيرة إلى أنها جذبته بشدة من سلسلة يرتديها برقبته حتى سقط مغشيا عليه مفارقا الحياة، نظرا لصغر سنه فهو ابن العاشرة من العمر. "التحرير" انتقلت إلى محل الواقعة للوقوف على ملابساتها كاملة.. اتشح شارع مراد بالسواد حزنا على وفاة الطفل ومصير والدته "الطيبة"، كما يصفها جيرانها. يجلس عم عبده أمام محل لبيع الساعات شاخصا ببصره نحو العقار محل الواقعة، ليؤكد: "الناس دي محترمة جدا من أسوان مأجرين الشقة دي من زمان"، مضيفا أن الست صالحة "المتهمة" تتمتع باحترام الجميع، لا سيما أن طفلها كان يحظى بمكانة خاصة لديها، مختتما حديثه: "إسلام كان صاحب ابن أخويا محترم وعيل جدع". مع صعود درجات سلم العقار المكون من 4 طوابق، تشعر بانقباض في الصدر وكأن روح الملاك الصغير تجوب الأرجاء وصولا إلى المنزل، ليؤكد والده: "كنت في الشغل جالي تليفون ابني مات ومراتي اللي خنقته.. صراحة افتكرتها كذبة"، مبديا تعجبه آنذاك: "مراتي مين اللي تموت ابني.. دي كانت بتتخانق معايا لو زعقتله". ربة منزل تقتل طفلها خنقا: «مش نافع في التعليم» يصمت صاحب ال60 سنة عن الكلام لحظات محاولا استجماع قواه التي خارت ليعود مستكملا: "لما جيت الشقة مراتي كانت منهارة ونورا بنتي قالت لي اللي حصل بس مش متخيل صالحة تعمل كدا"، يقاطعه أحد الحضور: "أنا جد العائلة الكبير ومعروفين في أسوان، وعمر ما حد عندنا دخل قسم ولا حاجة"، مؤكدا أن والدة "إسلام" كانت تحبه حبا جما ولا تقبل بمضايقته، رغم عدم تفضيله للمذاكرة: "كانت بتعاتبه وحاولت تمسكه من السلسلة اللي كان لابسها بس شكلها شدته جامد فاتخنق من غير قصد". "صالحة بنت خالتي واستحالة تخنق ابنها".. يقول الأب إن زوجته كانت تعاني ضغوطا نفسية خلال الفترة الأخيرة، حتى إنها كانت تتردد على أحد الأطباء، مشددا على أن نجاح نجلها الأصغر كان جُل حلمها "نفسها تفرح بيه". فيما قالت إحدى أقارب الضحية: "إسلام مش بيحب المذاكرة، بس مافيش أم هتموت ابنها بالقصد أبدا". يتذكر "زياد" المواقف التي جمعته بصديقه "إسلام" رفيق نجل عمه في المدرسة: "في الأجازة كنا بنلعب مع بعض ودايما يقولي أنا باحب ماما قوي وأمي مش بتخلي حد يضربني أبدا عشان بتحبني وأنا باحبها". كان بيعيط.. ليلة قتل «الملاك جاسيل» بالشيخ زايد ترجع تفاصيل الواقعة إلى تلقي اللواء دكتور مصطفى شحاتة، مساعد وزير الداخلية لأمن الجيزة، إخطارا من مستشفى الموظفين بإمبابة بوصول جثة طفل يبلغ من العمر 13 سنة جثة، وتبين وجود آثار خنق حول الرقبة، وأفادت الأم أن نجلها مريض وترغب في إسعافه، إلا أن الأطباء اكتشفوا وفاته، واشتبهوا جنائيا وأبلغوا نقطة شرطة المستشفى. فور تلقي البلاغ، انتقلت قوة أمنية برئاسة العقيد محمد عرفان مفتش مباحث قطاع شمال الجيزة والمقدم أمثل حرحش وكيل الفرقة إلى المستشفى، وكشفت التحريات تحت إشراف اللواء رضا العمدة مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أن الأم تدعى "صالحة"، تبلغ من العمر 43 سنة، وراء وفاة طفلها "إسلام" خنقا بدون قصد؛ بسبب تراجع مستواه العلمي في المدرسة، ورفضه المذاكرة. وعقب تقنين الإجراءات، تمكنت قوة بقيادة المقدم محمد ربيع رئيس وحدة مباحث قسم شرطة إمبابة، من ضبط الأم المتهمة، وتم تحرير المحضر اللازم بالواقعة، وأحاله اللواء محمد عبد التواب، نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، إلى النيابة العامة لتباشر التحقيق. اقرأ ايضا: ربة منزل تقتل طفلها وتلقي بجثته أسفل كوبرى بأوسيم إحالة ربة منزل قتلت طفلها بمياه «مغلية» للجنايات