واشنطن تحدد شروط استمرارها بمعاهدة الصواريخ النووية

أدى رفض الولايات المتحدة عرض موسكو بفحص الصاروخ 9M729 الشهير إلى أزمة سياسية جديدة تنذر بانسحاب الولايات المتحدة من معاهدة الصواريخ النووية في فبراير المقبل
لم يُسدل الستار على الصراع المتصاعد منذ نهاية 2018 بشأن الانسحاب المقرر للولايات المتحدة من اتفاقية الصواريخ النووية، التي اتهمت واشنطن موسكو بأنها انتهكت بنودها من خلال تصنيع وتطوير بعض القواذف القادرة على تحقيق مدى كبير بالعمليات العسكرية. وعلى الرغم من المحاولات الروسية نفي أي انتهاك لبنود الاتفاق الخاص بالمعاهدة التي تم توقيعها في ثمانينيات القرن الماضي، فإن الولايات المتحدة بدت مصرة على أن هناك انتهاكات واضحة من جانب الروس في الالتزام بتلك المعاهدة التاريخية.
ورفضت الولايات المتحدة عرضا أعلنته موسكو يسمح لخبراء من واشنطن بتفتيش وفحص صاروخ روسي جديد يشتبه في انتهاكه معاهدة الأسلحة النووية في حقبة الحرب الباردة، محذرة من أنها ستعلق الالتزام بالاتفاق في 2 فبراير، والبدء في الانسحاب الكامل من المعاهدة بعد 6 أشهر، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية. لماذا انسحب
ورفضت الولايات المتحدة عرضا أعلنته موسكو يسمح لخبراء من واشنطن بتفتيش وفحص صاروخ روسي جديد يشتبه في انتهاكه معاهدة الأسلحة النووية في حقبة الحرب الباردة، محذرة من أنها ستعلق الالتزام بالاتفاق في 2 فبراير، والبدء في الانسحاب الكامل من المعاهدة بعد 6 أشهر، حسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
لماذا انسحب ترامب من معاهدة السلاح النووي مع روسيا؟
وأكدت وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي، أندريا ثومبسون، عزم الولايات المتحدة على الانسحاب من المعاهدة بعد اجتماع مع وفد روسي في جنيف، وهو اللقاء الذي وصفه الجانبان بالفاشل.
واتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الولايات المتحدة بالتعنت فيما يتعلق بالقرارات التي تتخذها سياسيًا في هذا الصدد، مؤكدًا أن موسكو عرضت السماح للخبراء الأمريكيين بتفتيش الصاروخ المشتبه به، الذي تصر على أنه ينتهك الحدود الموضوعة في المعاهدة.
وأوضح لافروف أن ممثلي الولايات المتحدة جاءوا للاجتماع بنظرائهم الروس بمواقف مُعدة مسبقًا، تشمل توجيه إنذار نهائي والتركيز على المطلب الرئيسي بتدمير هذا الصاروخ وقاذفاته وجميع المعدات ذات الصلة به تحت إشراف الولايات المتحدة.
ومن جانبها، أشار ثومبسون إلى أن الولايات المتحدة كانت تطالب روسيا بالشفافية فيما يتعلق بالصاروخ لأكثر من خمس سنوات، مؤكدة أن عرض عمليات التفتيش لم يكن كافيًا وأن الولايات المتحدة كانت تطالب بتدمير نظام الصواريخ المعروف باسم 9M729.
وقالت ثومبسون: "أوضحنا لنظرائنا الروس تحديدًا ما الذي يجب عليهم فعله من أجل العودة إلى الامتثال بطريقة يمكننا التأكد من فعاليتها وهي تدمير هذا الصاروخ تمامًا".
«بيحلم بعالم أحادي القطب».. موسكو ترد على ترامب
وأوضحت وكيلة وزارة الخارجية لشؤون الحد من التسلح والأمن الدولي أن رؤية الصاروخ لا تؤكد تلك المسافة التي يمكن أن يقطعها، وهو الأمر الذي يؤكد انتهاك موسكو للمعاهدة.
وعلمت الصحيفة البريطانية أنه لا توجد حاليًا أي خطط لإجراء محادثات متابعة بشأن معاهدة الصواريخ النووية قبل الموعد النهائي الذي حددته إدارة ترامب في 2 فبراير، وذلك على الرغم من أن الدبلوماسيين الأمريكيين والروس سيجتمعون خلال أول قمة لحلف شمال الأطلسي الناتو الأسبوع المقبل.
الشكوك الأمريكية تجاه الصاروخ لم تكن جديدة، حيث كانت إدارة أوباما قد اشتكت لروسيا من صواريخها الحديثة، لكنها لم تهدد بمغادرة المعاهدة، إلا أن ترامب اقتنع بنصيحة مستشار الأمن القومي، جون بولتون، وقرر الانسحاب من الاتفاقية.
وحال لم تبد روسيا استعدادها للامتثال للمعاهدة بحلول الموعد النهائي، فإن الولايات المتحدة ستعلق التزاماتها، وهذا يعني أن وزارة الدفاع الأمريكية يمكن أن تبدأ البحث والتطوير على صواريخ ذات مدى محظور حاليًا من قبل المعاهدة، والذي يصل إلى 5500 كيلومتر.
تستهدف الأمريكيين أولا.. تحذيرات لترامب من الإفراط في عقوبات روسيا
وبموجب الانسحاب الأمريكي من المعاهدة، لن يكون هناك قيود على نشر صواريخ متوسطة المدى في أوروبا أو المحيط الهادئ، إلا أن الدبلوماسيين الأوروبيين يقومون حاليًا بجهد أخير لوقف الانسحاب الأمريكي من معاهدة الأسلحة النووية.