الأهلي خسر فنيا سواء على صعيد الأداء والمستوى الفني من ناحية لعدم وجود البديل القادر على سد الفراغ الكبير الذي تركه خلفه عبدالله السعيد، بخلاف الخسائر على صعيد النتائج. لم يخطر ببال محمود الخطيب عندما كان نائبًا لرئيس النادي الأهلي أن يكون اللاعب عبدالله محمود نجم الإسماعيلي – الشهير بعبدالله السعيد - الذي أصر على التعاقد معه وقتها، هو الذي سيتسبب له في هذا الكم الكبير من الصداع والحرج أمام جماهير النادي الأهلي عندما يأتي اليوم الذي يجلس فيه بيبو على كرسي رئاسة النادي، صورة الخطيب الأسطورة اهتزت بشدة أمام الرأي العام الأهلاوي ووصل الأمر لدرجة أنهم بدأوا يطالبون برحيله من منصبه بسبب هذا اللاعب الذي كسر هيبته أكثر من مرة في فترة لم تتجاوز العام الواحد. عبدالله السعيد لم يتعمد بالطبع أن يكون هذا هو رد الجميل للخطيب لكن عدم قدرة مجلس إدارة النادي الأهلي الحالي على التطور ومجاراة المتغيرات التي تعيشها كرة القدم المصرية هي التي تسببت في هزيمة الخطيب أمام السعيد. البداية في 15 سبتمبر عام 2011 أصر محمود الخطيب على التعاقد مع عبدالله السعيد نجم الإسماعيلي عبدالله السعيد لم يتعمد بالطبع أن يكون هذا هو رد الجميل للخطيب لكن عدم قدرة مجلس إدارة النادي الأهلي الحالي على التطور ومجاراة المتغيرات التي تعيشها كرة القدم المصرية هي التي تسببت في هزيمة الخطيب أمام السعيد. البداية في 15 سبتمبر عام 2011 أصر محمود الخطيب على التعاقد مع عبدالله السعيد نجم الإسماعيلي في صفقة كلفت خزينة الأهلي 7 ملايين جنيه، بالإضافة إلى انتقال الجزائري امير سعيود لصفوف الدراويش على سبيل الإعارة لمدة عام، التعاقد مع السعيد لم يكن سهلاً لما هو متعارف عليه من صعوبة انتقال لاعبي الدراويش للقلعة الحمراء حيث شهدت المفاوضات شد وجذب بين كل أطراف الصفقة سواء الاسماعيلي الذي كان يلعب له اللاعب أو الأهلي الذي فاز به، أو حتى بالزمالك الذي رأى انه الاسماعيلي تلاعب به في هذه الصفقة، ونجح الأهلي في النهاية في ضم السعيد مساء يوم الأربعاء. نهاية غير سعيدة عبدالله السعيد لعب للأهلي 7 مواسم قدم فيها أداء في مجمله متميزا وأصبح ركيزة أساسية في فوز فريق الكرة بالعديد من البطولات بعد اعتزال محمد ابوتريكة نجم الأهلي السابق، حيث تسلم مقاليد بناء الهجمات وصناعة الأهداف وإحرازها أيضا منه بعدما لعب في مركز ( 10) صانع الألعاب وأجاد فيه كثيراً، لكن قصة الحب والعشق التي كتبها اللاعب في علاقته مع جماهير النادي لم يكتب لها النهاية السعيدة بعدما شعر بعدم التقدير من جانب مجلس الإدارة الجديد الذي تولى مهمة إدارة شئون النادي في أول ديسمبر 2017 برئاسة محمود الخطيب. عقد عبدالله السعيد مع الأهلي كان ينتهي بنهاية موسم 2017- 2018 إلا أن العقليات القديمة وطريقة التفاوض التي عفى عليها الزمان التي تم التعامل بها مسؤلو القلعة الحمراء مع اللاعب، ساهمت في تدخل الزمالك بقوة من أجل خطف أهم لاعب في الأهلي تمهيدا لارتدائه القميص الأبيض فيما أطلق عليه مسئولو الزمالك "صفقة القرن". الأهلي عرض على السعيد تجديد تعاقده مقابل 6 ملايين جنيه سنويا وهو ما رفضه اللاعب وطلب الحصول على 8 ملايين جنيه في الموسم، خاصة أن هذا التجديد ربما يكون الأخير له مع النادي بعدما وصل عمره إلى 32 عاما - مواليد 13 يوليو 1985 – لكن مسئولي القلعة الحمراء تعاملوا معه بنرجسية شديدة على طريقة عدلي القيعي الشهيرة في هذه المرحلة القطة والجمل، التي ساهمت في ضياع أكثر من صفقة مؤثرة من القلعة الحمراء وتسببت في خروج النادي الكبير من المولد بلا حمص في بطولتي دوري أبطال إفريقيا والبطولة العربية للأندية "كاس زايد" في الفترة الأخيرة. على الجانب الآخر وضع الزمالك مقابل مالي خيالي لا يمكن لأي لاعب عاقل أن يرفضه، حيث عرضوا عليه مليون دولار في الموسم الواحد ما يقرب من 18 مليون جنيه، وبالفعل لم يستطع السعيد الصمود كثيرا أمام إغراءات المقابل المالي خاصة بعدما طلب زيادته إلى 20 مليون جنيه في الموسم وتم الترحيب بطلبه ليوقع لمدة موسمين ويحصل على 40 مليون جنيه نقدا. كالعادة الأهلي تحرك متأخرا ولم يجد الخطيب أمامه مفرا من الاستعانة بصديق وقتها وكانت علاقته أفضل ما يكون مع المستشار تركي آل شيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية والرئيس الشرفي السابق للأهلي، وتدخل بقوة وتم تمديد عقد اللاعب حتى 2020، ورغم أن السعيد تعرض لضغوط شديدة من أجل تمديد عقده والتراجع عن توقيعه للزمالك، إلا أنه وافق على الاستمرار في الأهلي لكنه وجد في المقابل نوعا من أنواع الغدر - حسب وصفه للمقربين منه – حيث تم عرض اللاعب للبيع بعد التجديد بساعات قليلة، ليرحل عن النادي إلى فريق كووبيون بالوسيورا الفنلندي لمدة شهر على سبيل الإعارة وينتقل بعدها إلى نادي لأهلي جدة السعودي. الهزيمة الثانية للخطيب لم تتوقف خسائر الأهلي بعد رحيل عبدالله السعيد لأن إدارة الكرة برئاسة الخطيب كانت تعيش واحدة من أسوأ عصور النادي الكروية، على مدار تاريخه نتيجة عدم اختيار الأشخاص المناسبين للمناصب المناسبة، والاعتماد على سداد الفواتير الانتخابية لكل من وقف خلف رئيس الأهلي الجديد في الانتخابات الجديدة. الأهلي خسر فنيا سواء على صعيد الأداء والمستوى الفني من ناحية لعدم وجود البديل القادر على سد الفراغ الكبير الذي تركه خلفه عبدالله السعيد، بخلاف الخسائر على صعيد النتائج، حيث لم يتوج الفريق إلا ببطولة السوبر المصري فقط، بعدما كان قطع فريق الكرة شوطا كبيرا في الفوز ببطولة الدوري مع المجلس السابق، بينما خسر الأهلي بعد رحيل السعيد بطولة دوري أبطال إفريقيا امام الترجي التونسي وخرج من دور ال16 للبطولة العربية للأندية "كأس زايد" على يد فريق الوصل الإماراتي. ثم جاء الدور على هزيمة جديدة مذلة لأبعد الحدود أمام فريق بيراميدز الذي يملكه تركي آل شيخ، بعد كم الخلافات التي حدثت بينه وبين الخطيب والفضائح التي كشفها رئيس الهيئة العامة للرياضة السعودية السابق عن دعم مالي حصل عليه رئيس الأهلي قبل الانتخابات ودعم مالي منحه للنادي لم يتم صرفه في أوجه الإنفاق المخصص لها وهدايا وساعات وخلافه، بطل هذه الهزيمة كان هو عبدالله السعيد في أول ظهور له مع بيراميدز حيث قاد فريقه للفوز بهدفين مقابل هدف أحرز منهما السعيد هدف الفوز وصنع هدف التعادل الذي أحرزه محمد فاروق، بعد ساعات قليلة من قيده في قائمة الفريق. مرارة الهزيمة لم تتوقف عند هذا الحد بل امتدت لتشمل أن الفريق الذي خسر أمامه أهلي الخطيب يتولى تدريبه حسام حسن، الذي سبق وهاجم رئيس الأهلي في أكثر من مناسبة، ويرأس النادي حسام البدري الذي كان يتولى تدريب الأهلي في عهد المجلس السابق وخطط الخطيب للإطاحة به لكن نتائج الأهلي الجيدة وقتها أجلت القرار، حتى تراجعت النتائج بسبب الإدارة السيئة من جانب الخطيب لشئون الكرة بالنادي، ونائب رئيس النادي هو هادي خشبة نجم الأهلي السابق. جماهير الأهلي لن تنسى بأي حال من الأحوال ما حدث في فريق كرة القدم منذ تولى الخطيب رئاسة النادي، خاصة أن اهتمامه ينصب فقط على كيفية إرضاء متابعي مواقع السوشيال ميديا دون النظر لاحتياجات الفريق الحقيقية في مركز المساك ولاعب الوسط المدافع.