منذ عقود عدة دخلت الولاياتالمتحدةوروسيا في صراع للهيمنة على العالم.. ومؤخرا تصاعدت حدة هذا الصراع بسبب الأنشطة الروسية.. فهل تستطيع واشنطن ردع موسكو؟ دعم القوات الأمريكية المدرعة والمروحيات الهجومية في بولندا واستخدام الدنمارك قاعدة للبحرية الأمريكية، هي الوسيلة الوحيدة لردع روسيا، هذه كانت بعض توصيات تقرير جديد يحث على تقوية قوات الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلنطي "الناتو" في بولندا ودول البلطيق، لكن هل سيسهم وضع المزيد من القوات في منطقة أوروبا الشرقية في ردع أي هجوم روسي؟ فالولاياتالمتحدة لديها بالفعل قوات عسكرية في بولندا تم تسكينها في قواعد مؤقتة، في حين قام حلف "الناتو" بنشر أربع مجموعات قتالية مكونة من 1200 جندي، في دول البلطيق الثلاث وبولندا. وترى مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أنه لا يمكن لأحد أن يتوهم أن بضعة آلاف من الجنود سوف يحمون بولندا أو دول البلطيق من أي غزو روسي. ولكن مثل القوات الأمريكية في ألمانياالغربية خلال الحرب الباردة، فإن القوات الغربية في أوروبا الشرقية هي مجرد فخ سيجبر الكرملين على التفكير قبل أي خطوة، "هل يستحق وترى مجلة "ناشيونال إنترست" الأمريكية، أنه لا يمكن لأحد أن يتوهم أن بضعة آلاف من الجنود سوف يحمون بولندا أو دول البلطيق من أي غزو روسي. ولكن مثل القوات الأمريكية في ألمانياالغربية خلال الحرب الباردة، فإن القوات الغربية في أوروبا الشرقية هي مجرد فخ سيجبر الكرملين على التفكير قبل أي خطوة، "هل يستحق هذا الغزو المخاطرة بقتل قوات الناتو، والدخول في حرب أوسع مع الغرب؟". إلا أن الدراسة التي كتبها الجنرال الأمريكي المتقاعد فيليب بريدلوف، والسكرتير العام السابق لحلف الناتو ألكسندر فيرشبو، ونشرها "المجلس الأطلنطي" ترى أن هذا الفخ يجب أن يكون أقوى. وقالت الدراسة إنه "في حين تتمتع كل من المجموعات القتالية التابعة لكل من الناتو والولاياتالمتحدة بالقدرة على القتال، إلا أنها تفتقر إلى خطة شاملة ومنسقة بين الحلف وأمريكا، إضافة إلى نقص في القدرات الاستخباراتية، وأنظمة الدفاع الجوي والدفاع الصاروخي والقذائف بعيدة المدى". بإشراف من بوتين.. روسيا تطور قاذفة سوفييتية تاريخية
وأضافت أن "أي هجوم تقليدي روسي يمكن أن يقضي على قوات الناتو والقوات الأمريكية التي يتم نشرها في فترة قصيرة نسبيا، قبل أن يتم تقديم أي دعم لها". ويشعر الخبراء الغربيون بالقلق من أن روسيا يمكن أن تستولي على أراضي بولندا أو دول البلطيق بسرعة قبل أن يتمكن حلف الناتو من الاستجابة، مما يضع العبء على الناتو ليقرر ما إذا كان سيطرد الروس وبالتالي يصعد من حدة الأعمال العدائية. وأشارت المجلة الأمريكية إلى أنه في عام 2018، تبنى حلف الناتو خطة "الثلاثينات الأربع"، حيث ستقوم 30 كتيبة أرضية و30 سربا جويا و30 سفينة حربية بدعم القوات الموجودة في أوروبا الشرقية خلال 30 يوما. إلا أن كلا من بريدلوف وفيرشبو يرى أن هذا لا يكفي، حيث أوصيا في دراستهما بتعزيز الوجود الأمريكي، وبصورة أساسية في بولندا، التي ستكون بمثابة قاعدة انطلاق لدعم دول البلطيق، وتحويل المنشآت المؤقتة هناك إلى قواعد دائمة، على أن يتم إنشاء مقر للقوات الأمريكية في مدينة "بوزنان" البولندية لتسهيل تدفق التعزيزات الأمريكية إلى بولندا ودول البلطيق في حالة نشوب الحرب. روسيا تستعين بأحد أسلحة الحرب الباردة لحماية القطب الشمالي
وتشمل الإجراءات الإضافية تعزيز القوات الأمريكية الموجودة حاليا في بولندا، ونشر لواء مدرع في ألمانيا، وتوسيع وجود قوات العمليات الخاصة الأمريكية في المنطقة، واستخدام الدنمارك ميناء رئيسيا للمدمرات الأمريكية التي ستقوم "بدوريات متواصلة في بحر البلطيق، وزيارات إلى المواني المتحالفة في المنطقة". وقالت "ناشيونال إنترست" إن التقرير يركز على اتهام إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحلفاء أمريكا في الناتو بعدم دفع نصيبهم العادل من مصاريف الدفاع، متوقعا أن تدفع دول أوروبا الشرقية أموالا أكثر مقابل وجود أمريكي أكبر. وفي الوقت الذي وعدت فيه بولندا بالفعل بزيادة إنفاقها العسكري إلى ملياري دولار، فإن "التكلفة الإجمالية للخطوات المطلوبة، ستتجاوز 2 مليار دولار"، كما يشير التقرير. وترى المجلة أن هذه الفكرة لديها وجهة نظر تحترم، فوجود عدد قليل من القوات على الأرض، من المرجح أن يمثل ازدراء أكثر من كونه عاملا للردع. الروسية سو 57 في مواجهة الأمريكية إف 22.. من ينتصر؟
وفي الوقت نفسه، إذا لم يكن وجود لواء أمريكي في بولندا كافيا لردع موسكو، فهل سيُحدث المزيد من القوات وعدد من المدمّرات أي فرق؟