سنوات من المفاوضات بين الحكومة المصرية ورجل الأعمال الإماراتي محمد العبار في مشروعات مختلفة بداية من تنفيذ العاصمة الإدارية إلا أن النهاية ما تكون غالبًا متوجة بالفشل «لا.. لا 10 ولا حتى 7 سنين كمان، هما خمس سنوات إن شاء الله، و5 سنوات كتير كمان» حوار دار بين الرئيس السيسي ورجل الأعمال الإماراتي محمد العبار، في الخامس عشر من مارس عام 2015، عن مدة تنفيذ العاصمة الإدارية الجديدة، بعد توقيعه مذكرة تفاهم مع الحكومة المصرية على هامش المؤتمر الاقتصادي في شرم الشيخ، كلفتها 45 مليار دولار، على مساحة تصل ل17 ألف فدان. لكن العبار خرج بعد مرور قرابة العام -يناير 2016-، ليعلن أن الاتفاق الذي تم مع الحكومة المصرية مبدئي، وأن الحكومة غيرت رأيها في بعض البنود ويحق لها لأن الاتفاق غير ملزم، لذا لم نصل لاتفاق يرضي الطرفين». وفي المقابل أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان -آنذاك-، في تصريحات صحفية وقتها، فسخ مذكرة التفاهم بين الطرفين، قائلاً: «إن العبار كان ينظر للمشروع من وجهة نظره كمستثمر، وخطته كانت تسويق المشروع قبل البناء، لتوفير التمويل اللازم لتشييد المشروع». ثم عاد العبار من جديد للتفاوض عبر شركته وفي المقابل أعلن الدكتور مصطفى مدبولي، وزير الإسكان -آنذاك-، في تصريحات صحفية وقتها، فسخ مذكرة التفاهم بين الطرفين، قائلاً: «إن العبار كان ينظر للمشروع من وجهة نظره كمستثمر، وخطته كانت تسويق المشروع قبل البناء، لتوفير التمويل اللازم لتشييد المشروع». ثم عاد العبار من جديد للتفاوض عبر شركته في إعمار مصر مع مسئولى شركة العاصمة الإدارية للتنمية العمرانية، على شراء 1500 فدان من مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، في سبتمبر 2017، حسب تصريحات اللواء أحمد زكى عابدين، رئيس مجلس إدارة شركة العاصمة الإدارية. لكن اللواء أحمد زكي عابدين، أعلن توقف المفاوضات من جديد، في تصريحات ل«بلومبرج»، قائلاً: «إن المفاوضات توقفت لأن الشركة الإماراتية أرادت أن تشتري الأرض بسعر أقل من سعر المتر الذي عادة يباع به في المناطق السكنية بالمشروع والذى يتراوح بين 3.5 ألف و4 آلاف جنيه -223 دولارا- للمتر. ليعود مسلسل فشل المفاوضات بين الحكومة المصرية ورجل الأعمال الإماراتي مرة ثانية، فما هي أسباب الفشل المتكرر؟، وهل من حق العبار الحصول على الأرض بأسعار أقل من ثمنها؟، أم يمنح وجود شركة إعمار في المشروع ثقلاً له ويستحق بعض التنازلات؟ من هو «العبار» هو محمد علي راشد العبار، مؤسس ورئيس مجلس إدارة إعمار العقارية، واحدة من أكبر شركات التطوير العقاري في العالم، أحد أهم المليارديرات العرب، ولد في 8 نوفمبر عام 1956، في الإمارات، أسس كثير من الشركات العقارية، وعددا من مواقع التسويق الإلكتروني، وشركات خاصة بالموضة. الرجل الذي أعلن سعادته بالإجراءات التي اتخذتها الحكومة خلال العامين الماضيين، والتي تضمنت تحرير سعر الصرف، أكد أن العائد على الاستثمار في مصر أكبر من أي بلد في العالم، وأن مصر باتت وجهة ممتازة للاستثمار، وبلغت استثمارات إعمار في مصر الآن نحو 50 مليار جنيه، وتعتزم شركته ضخ المزيد من للاستثمار. قال العبار، إن شركته قامت بتطوير 6 ملايين متر مربع بالسوق المصرية، عبر شركة إعمار مصر للتنمية، وأن الشركة تستهدف بيع 5 آلاف وحدة سكنية سنويا بمشروعاتها القائمة فى مصر وهي: «مراسي، ميفيدا وأب تاون كايرو». وكانت مجموعة إعمار للضيافة التابعة لشركة إعمار العقارية قد كشفت في وقت سابق عن إعادة افتتاح فندق "العلمين" في مصر، بعد انتهائها من أعمال التجديد وإعادة التصميم، وقد بلغت تكلفته 1.5 مليار جنيه. خبير عقاري: لماذا التنازل في المقابل أكد داكر عبداللاه عضو مجلس إدارة الاتحاد المصري للمقاولين والتشييد والبناء، أن مساحة ال1500 فدان ليست بالمساحة الكبيرة، التي تستحق تقديم تنازلات في السعر، حيث إن عددا قليلا من المستثمرين المصريين قادرون على تطويرها، وبالأسعار العادية، خاصة في ظل وجود سوق واعد للعاصمة الإدارية. وأشار عبداللاه في حديثه للتحرير، إلى أن المستثمرين العرب يسعون للاستثمار في مصر، لأنه سوق واعد رغم حالة الركود الحالية، وأن السوق العقاري يعد حجر زاوية. وفيما يخص فشل المفاوضات مع العبار للمرة الثانية، أكد عبداللاه، في المرة الأولى فشلت المفاوضات بسبب رغبته في الحصول على قروض من البنوك المصرية لتمويل التنفيذ، وهذا غريب «جاي ياخد الفلوس من البنوك بتاعتنا ويشتغل بيها، طيب ما أحنا كلنا بنعرف نشتغل، إيه الإضافة اللي هيقدمها»، موضحًا أن المستثمر الأجنبي لابد وأن يجلب التمويل من الخارج.