تسببت الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين، في ضعف إمدادات الصين من المحاصيل مثل فول الصويا والقطن، من جانبها تعتقد الهند أن لديها الحل. على مدار العام الماضي دخلت الولاياتالمتحدةوالصين حربا تجارية قاما فيها بفرض رسوما جمركية على بضائع بعضهما البعض، الأمر الذي تسبب في نقص في إمدادات الصين من بعض المحاصيل خاصة بعد أن رفعت بكين الرسوم الجمركية المفروضة على العديد من المواد الغذائية الأمريكية، وهو ما مثل فرصة سانحة للهند لاستغلال هذا الوضع، حيث سعى المسؤولون والمصدرون الهنود إلى زيادة مبيعات السلع الأساسية مثل الأرز والسكر والحليب إلى الصين، في الوقت نفسه وقع المسؤولون اتفاقيات لبيع زيت السمك ومسحوق بذور اللفت إلى الصين، وضغطوا من أجل رفع حواجز الاستيراد المفروضة على فول الصويا. وترى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن زيادة مبيعات البضائع الهندية إلى الصين من شأنه أن يوفر دفعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يسعى لإرضاء المزارعين الغاضبين من انخفاض الأسعار وارتفاع مستويات الديون قبل الانتخابات الوطنية المقرر لها في عام 2019. وقال أميتندو باليت الخبير الاقتصادي وترى صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، أن زيادة مبيعات البضائع الهندية إلى الصين من شأنه أن يوفر دفعة لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يسعى لإرضاء المزارعين الغاضبين من انخفاض الأسعار وارتفاع مستويات الديون قبل الانتخابات الوطنية المقرر لها في عام 2019. وقال أميتندو باليت الخبير الاقتصادي في الجامعة الوطنية في سنغافورة ومسؤول سابق بالحكومة الهندية إن "القطاع الزراعي في الهند اليوم يحتاج إلى دعم شامل"، مضيفا أن "هذا الدعم يجب أن يأتي من خلال تصدير منتجاته إلى الأسواق الأكبر". وتعد الصين واحدة من أكبر مستهلكي السلع في العالم، في حين أن الهند هي المنتج الرئيسي للعديد من المحاصيل الزراعية والمنتجات الغذائية بداية من القطن وصولا إلى الحليب. رسالة الرئيس الصيني لترامب تحمل علامات الاستسلام وتبحث بكين عن موردين جدد بعد أن كشف النزاع التجاري عن مدى اعتمادها على المنتجات الغذائية الأمريكية، وتقول الهند إنها في وضع مثالي لمساعدة الصين في هذا الأمر، من أجل تقليص عجزها التجاري مع بكين. وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن العديد من المتابعين يتساءلون عما إذا كان البلد الجنوب آسيوي سيكون قادرا على الاستفادة من الوضع الحالي في الوقت المناسب، وخاصة بعد أن توصلت الولاياتالمتحدةوالصين إلى هدنة هشة في قمة مجموعة العشرين الأخيرة في الأرجنتين. ويرى بعض الاقتصاديين أن القطاع الذي يتكون إلى حد كبير من مزارع صغيرة وغير منظمة يحتاج إلى إصلاح أعمق للتنافس مع كبار المصدرين مثل البرازيل، حيث ذكرت صحيفة "جلوبال تايمز" الصينية التي تديرها الدولة، أن طموحات الهند "صعب تحقيقها على أرض الواقع". ومن جانبه اعترف بيبول تشاترجي المدير التنفيذي لمركز "كتس" للتجارة الدولية والاقتصاد والبيئة بقصور القطاع الزراعي الصيني قائلا "لدينا طريق طويل لنقطعه"، مضيفا "لا يمكننا المنافسة معهم". بشهادة الشركات.. الانهيار يطارد اقتصاد الصين في 2019 إلا أن المسؤولين الهنود استغلوا الفرصة لبدء عملية التطوير، ففي أكتوبر الماضي، تم تطوير 24 مصنعا لبدء تصدير الأرز إلى الصين، وفي نوفمبر الماضي، وافق المسؤولون على شروط الصين للبدء في تصدير السمك والزيوت، كما رفعت نيودلهي القيود على تصدير السكر. وقالت "فاينانشال تايمز"، إن التجارة في فول الصويا هي الفرصة الأكبر للهند للتعاون مع الصين، حيث تعد بكين أكبر مستورد لفول الصويا، وكانت تستورد معظم وارداتها من الولاياتالمتحدة، قبل سريان مفعول رسوم جمركية بنسبة 25%في يوليو الماضي على فول الصويا الأمريكي. وفي الوقت نفسه، تعتبر الهند واحدة من أكبر الدول المنتجة لفول الصويا في العالم، حيث من المتوقع أن يصل إنتاجها إلى 11 مليون طن في عام 2019. هل كذب ترامب على شعبه في الاتفاق التجاري مع الصين؟ وفي محاولة لتعويض فول الصويا الأمريكي، رفعت الصين هذا العام، الرسوم الجمركية على واردات فول الصويا من الهند ودول آسيوية أخرى، على الرغم من أنه لا تزال هناك معوقات أخرى. وذكر دافيش جاين رئيس جمعية منتجي فول الصويا الهندية أنه كان من المقرر أن يزور وفد صيني الهند في ديسمبر الماضي لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مشترك، وهو ما أسهم في ارتفاع أسعار فول الصويا في بورصة الهند الوطنية للسلع بنحو 10% في الشهرين الماضيين.