تمتلك شركة "فيون" الهولندية حصة نسبتها 57.7% فى شركة جلوبال تليكوم التى تمتلك علامات تجارية، من بينها «جاز» فى باكستان و«بنجلالينك» فى بنجلاديش نهاية يناير الجاري قد يكون تاريخا حاسما في مصير شركة "جلوبال تليكوم" بالبورصة المصرية، حيث تعقد الشركة جمعيتها العمومية للموافقة على زيادة رأسمالها بنحو 11 مليار دولار، لسداد التزامات وديون عليها تقدر بنحو 500 مليون دولار، وسيساهم نجاح اكتتاب زيادة رأسمال المال في انتشال الشركة من عثرتها المالية، وبناءً عليه ستحدد الشركة الاستمرار في البورصة المصرية أو اللجوء إلى الشطب الاختياري على نهج "أورانج". وتأثر سهم "جلوبال تليكوم" بالعديد من الأحداث السلبية على مدار العام الماضي التي أدت إلى تراجع سعر السهم من 7.52. بداية الأزمة: في السادس من نوفمبر عام 2017، تقدمت شركة فيون المشغلة لاتصالات الهاتف المحمول (وهي شركة هولندية مقرها أمستردام)، وتمتلك حصة نسبتها 57.7% من جلوبال تليكوم القابضة والمدرجة في بورصة مصر، بعرض شراء إجباري لحصة مساهمي الأقلية في جلوبال والبالغة 42.3% بسعر 7.9 جنيه للسهم، وأعلنت هيئة بداية الأزمة: في السادس من نوفمبر عام 2017، تقدمت شركة فيون المشغلة لاتصالات الهاتف المحمول (وهي شركة هولندية مقرها أمستردام)، وتمتلك حصة نسبتها 57.7% من جلوبال تليكوم القابضة والمدرجة في بورصة مصر، بعرض شراء إجباري لحصة مساهمي الأقلية في جلوبال والبالغة 42.3% بسعر 7.9 جنيه للسهم، وأعلنت هيئة الرقابة المالية أنها تقوم بدراسة العرض، ثم قامت الشركة بسحب عرض الشراء الإجباري في أبريل من العام الماضي بسبب تأخر هيئة الرقابة المالية في الرد على العرض. وتعتبر شركة جلوبال تليكوم القابضة سادس أكبر شركة للاتصالات في العالم من حيث عدد المشتركين والبالغ 89 مليون مشترك، ويبلغ رأسمال الشركة 2.7 مليار جنيه، وتقوم الشركة بتشغيل شبكات جي إس إم في كل من الجزائر (جلوبال تليكوم الجزائر)، وباكستان (موبيلينك)، وبنجلاديش (بنجلالينك)، وتمتلك حصة بطريقة غير مباشرة في كندا (ويند موبايل). كما تمتلك حصة غير مباشرة فى تيلسيل زيمبابوى (زيمبابوي) ومن خلال شركتها التابعة "تيلسيل جلوب"، تتولى جلوبال تليكوم أيضا تشغيل شبكات الهاتف المحمول في كل من بوروندي وجمهورية إفريقيا الوسطى. الخلاف مع مصلحة الضرائب المصرية وفي أوائل يناير من عام 2018، حجزت مصلحة الضرائب المصرية على مبلغ 990 مليون جنيه (ما يعادل 56 مليون دولار) من حساباتها بالبنوك المحلية، على خلفية نزاع ضريبى بين الشركة ومصلحة الضرائب. ويعد سهم جلوبال تليكوم، من الأسهم صاحبة الوزن النسبي الكبير على المؤشر والمؤثرة على تحركات السوق بكاملها. وحققت الشركة أرباحا أساسية قبل خصم الفوائد والضرائب والإهلاك والاستهلاك، في 2017 بقيمة 1.380 مليار دولار، مقارنة مع 1.374 مليار دولار فى 2016، بنمو سنوي نسبته 0.4%. وسجل صافي الضرائب التي دفعتها «جلوبال» العام الماضي ما قيمته 325 مليون دولار، بأكثر من 110% من أرباحها التشغيلية البالغة 3.014 مليار دولار، مقارنة مع 157.5 مليون دولار العام الماضي، بنسبة 46% من الأرباح التشغيلية. عرض شراء جديد من فيون: في يوليو 2018، تلقت جلوبال تليكوم عرض شراء جديدا لأصولها في كل من باكستان جاز وبنجلاديش من شركة "فيون ليمتيد" مقابل 2.55 مليار دولار، وأكدت جلوبال أنها تدرس العرض من قبل مجلس الإدارة إلا أن العرض لم يلق قبولا من مساهمي الأقلية بالشركة، وفي سبتمبر 2018 ألمحت شركة فيون بإمكانية سحب العرض وأنه لن يبقى قائما لأجل غير مسمى. وتراجع سهم "جلوبال تليكوم" بنحو 57% من قيمته خلال عام، متأثرا بانسحاب فيون مرتين من عرض الاستحواذ على أصول الشركة، وبعد أقل من شهر أعلنت شركة فيون في شهر أكتوبر الماضي عن سحب عرض الاستحواذ على أصول الشركة في باكستان وبنجلاديش، وفي 18 من الشهر ذاته وافق مجلس إدارة جلوبال تليكوم على البدء في إجراءات زيادة رأس المال لقدامى المساهمين بنحو 500 مليون دولار بهدف تمويل مديونيات مستحقة وسداد العوائد والمتطلبات المالية في 2018/2019. زيادة رأس المال وفي الثاني من ديسمبر الماضي، وافق مجلس إدارة جلوبال تليكوم القابضة على زيادة رأس المال المصدر من 2.73 مليار جنيه إلى 13.9 مليار جنيه، عبر الاكتتاب في الزيادة لقدامى المساهمين، من خلال إصدار 19.27 مليار سهم بقيمة اسمية 58 قرشا للسهم. ويبلغ رأسمال الشركة 2.7 مليار جنيه، موزعا على 4.7 مليار سهم، بقيمة اسمية 58 قرشا للسهم. وأكدت الهيئة العامة للرقابة المالية أنه في حالة موافقة مجلس إدارة جلوبال تليكوم على الزيادة المحتملة في زيادة رأس المال فيستوجب امتناع فيون (المساهم الرئيسي) عن التصويت على الجمعية العامة للشركة. ستستخدم الشركة حصيلة زيادة رأس المال، في سداد التزامات الفوائد بالدولار على سندات الشركة، وجزء من التزاماتها من القروض بالدولار. كما تستخدم الشركة هذه الحصيلة كذلك في السداد الجزئي للتسهيلات الائتمانية الممنوحة من المساهم الرئيسي شركة (VEON Holdings B.V)، والتي تمت الموافقة عليها باجتماعات الجمعية العامة في عامي 2016 و2018. وقالت الشركة إنها ستستخدم حصيلة زيادة رأس المال أيضا، في تمويل الاحتياجات الرأسمالية المستقبلية، والتي تتضمن احتياجات إعادة التمويل المحتملة للشركات التابعة، وسداد أي التزامات قضائية مستقبلية محتملة، وضمان الموارد المالية الكافية للأغراض العامة للشركة. وتعقد الشركة جمعيتها العامة العادية يوم 28 يناير المقبل، للنظر في مضاعفة رأس مال الشركة المصدر من 2.73 مليار جنيه إلى 13.92 مليار جنيه. الديون المستحقة على الشركة يبلغ إجمالي الديون الجوهرية مستحقة السداد على الشركة والفوائد ومتطلبات رأس المال عن النصف الثاني من 2018 و2019، 500 مليون دولار. السيناريوهات المطروحة أمام الشركة:
- مصير أورانج: يرى عمرو الألفي، رئيس قطاع البحوث في شعاع كابيتال، أنه في حال عدم نجاح الاكتتاب على زيادة رأس مال الشركة، فإنها ستلجأ للشطب الاختياري من البورصة المصرية، مؤكدا أنه السيناريو الأقرب، خاصة أن الشركة لديها ميول للتخارج من السوق المصرية، لا سيما أنهم لا يملكون أية استثمارات بها، وهو نفس الطريق الذي انتهجته أورانح مصر وانتهى بشطبها من البورصة المصرية نهائيا في نوفمبر الماضي. وكانت الجمعية العامة غير العادية لشركة أورانج، قد أقرت في ديسمبر الماضي، زيادة رأس المال المصدر من مليار جنيه إلى 16.4 مليار جنيه، عن طريق دعوى قدامى المساهمين للاكتتاب. وأضاف الألفي في تصريحات ل"التحرير"، أن زيادة رأس مال «جلوبال تليكوم» ستسهم في تحسين هيكل رأسمالها وتحسين معدلي إجمالي الدين وصافي الدين، مشيرا إلى أن شركة "فيون" قد تلجأ لزيادة حصتها بجلوبال في حالة عدم تغطية زيادة رأس المال. "فيون" المستفيد الأكبر وقال محمد سعيد خبير أسواق المال، إن شركة "فيون" هي المستفيد الرئيسي من نجاح الاكتتاب على زيادة رأسمال جلوبال تليكوم لأنها المساهم الرئيسي بالشركة بالإضافة إلى كونها الدائن الرئيسي، مشيرا إلى أن الشركة قدمت من قبل عرضي استحواذ، أحدهما على أسهم الشركة والآخر على أصولها في باكستان وبنجلاديش، قبل أن تسحبهما مرة أخرة وهو ما أدى إلى تراجع سعر السهم ل2.60 جنيه مقابل 7.56 جنيه عند بداية عرض الاستحواذ الأول من قبل فيون.
وأضاف ل"التحرير"، أن زيادة رأس المال المقدمة من قبل الشركة هي زيادة كبيرة جدا "نحو 5 أضعاف رأس المال المُصدر" وهو ما سيؤدي إلى تراجع سعر السهم في السوق، مؤكدا أن "فيون" ستحاول إقناع قدامى المساهمين بجلوبال تليكوم بالموافقة على زيادة رأس المال لاستغلالها في الحصول على الأسهم بسعر مخفض أو استغلالها للاستحواذ على نسبة أكبر من الشركة وشطب أسهمها من البورصة. أما إذا فشل الاكتتاب على زيادة رأسمال الشركة، وهو احتمال مستبعد بحسب "سعيد" فإن شركة "فيون" ستلجأ لتقديم عرض ثالث للاستحواذ على أسهم مساهمي الأقلية في جلوبال تليكوم، وهو الخيار الأفضل بالنسبة لصغار المستثمرين لأن عرض الاستحواذ سيتضمن سعرا أفضل للسهم من سعره الحالي.