على مدار 35 عامًا، قدّمت الفنانة نادية لطفي للسينما نحو 80 عملًا، ومن بين أبرز أفلامها عدد كبير أُخذ عن روايات لعدد من الأدباء المصريين والعالميين في الثالث من يناير عام 1937، ولدت في حي عابدين بالقاهرة، بولا محمد لطفي شفيق، لأب مصري صعيدي وأم بولندية، وبعد حصولها على دبلوم المدرسة الألمانية عام 1955، وفي أثناء زيارة لمنزل صديق للعائلة، قابلت هناك المنتج رمسيس نجيب، وبعد مضي وقت قصير، خرجت من المنزل باسمها الجديد "نادية لطفي"، والمأخوذ عن اسم بطلة رواية "لا أنام" لإحسان عبد القدوس، ليقدّمها المنتج بطلة لفيلمه "سلطان" مع النجم فريد شوقي عام 1958، ثم تنطلق كنجمة سينمائية جديدة متوهجة، لتقدّم على مدى 35 عاما، ما يقرب من 80 عملا، ومن أبرز أفلامها أعمال أُخذت عن روايات، ومنها: لا تطفئ الشمس (1961) فيلم للمخرج صلاح أبو سيف، عن رواية بنفس الاسم للأديب إحسان عبد القدوس، بطولة فاتن حمامة، شكري سرحان، عماد حمدي، أحمد رمزي، ويعرض شخصية السيدة الحازمة "إقبال"، التي تحاول الحفاظ على روابط أسرتها، مستوعبة تناقضات كل شخصية من أبنائها، بينما تجسد نادية لطفي دور "شهيرة" زميلة الابن الأكبر لا تطفئ الشمس (1961) فيلم للمخرج صلاح أبو سيف، عن رواية بنفس الاسم للأديب إحسان عبد القدوس، بطولة فاتن حمامة، شكري سرحان، عماد حمدي، أحمد رمزي، ويعرض شخصية السيدة الحازمة "إقبال"، التي تحاول الحفاظ على روابط أسرتها، مستوعبة تناقضات كل شخصية من أبنائها، بينما تجسد نادية لطفي دور "شهيرة" زميلة الابن الأكبر "أحمد" وحبيبته التي تساعده على كسر خجله، ويتزوجان. النظارة السوداء (1963) فيلم للمخرج حسام الدين مصطفى، عن رواية بنفس الاسم لإحسان عبد القدوس، بطولة نادية لطفي، أحمد مظهر، أحمد رمزي، ويدور حول "مادي" فتاة من الوسط الأرستقراطي، يجتمع الشباب حولها لثرائها، ثم تقابل مهندسًا يؤمن بأن الإنسان لا يمكن أن يدرك السعادة وهو بلا نفع في الحياة، تجد فيه رفيقًا من نوع جديد، وتتوالى الأحداث حتى يؤثر كل منهما في الآخر. المستحيل (1965) فيلم للمخرج حسين كمال، عن رواية بنفس الاسم للدكتور مصطفى محمود، بطولة نادية لطفي، كمال الشناوي، كريمة مختار، سناء جميل، ويدور حول أناس عاشوا حياة لم يختاروها، ف"حلمي" اختار له والده الزوجة، وبعد وفاته أراد أن يتحرر من تأثيره عليه، فيذهب ل"ناني" المغلوبة على أمرها هي الأخرى، ثم "فاطمة" المتحررة، وفي النهاية يعود لزوجته الأولى. قصر الشوق (1966) فيلم للمخرج حسن الإمام، وهو الجزء الثاني من ثلاثية نجيب محفوظ الشهيرة "بين القصرين، وقصر الشوق، والسكرية" الصادرة بين عامي 1956 و1957، جميعهم يرصدون رحلة البطل الرئيسي السيد "أحمد عبد الجواد" وعائلته، بينما تجسد نادية لطفي في الجزء الثاني شخصية "زوبة العالمة" والتي يقع في غرامها البطل، ثم يفاجأ أن نجله "ياسين" متزوج منها في السر. السمان والخريف (1967) فيلم للمخرج حسام الدين مصطفى، عن رواية بنفس الاسم للأديب نجيب محفوظ، بطولة محمود مرسي ونادية لطفي، وتدور أحداثه حول "عيسى الدباغ" شاب ينتمي لحزب انتهى دوره بعد ثورة يوليو، فيتخبط في حياته، ثم يلتقي بفتاة الليل "ريري" ويصاحبها، وعندما يكتشف أنها حامل يطردها، وبعد مرور خمس سنوات يفاجأ بها متزوجة ويحاول العودة إليها، إلا أنها ترفض. 5 ساعات (1968) فيلم للمخرج حسن رضا عن قصة قصيرة للأديب يوسف إدريس، والتي نُشرت عام 1952، ضمن مجموعته الأولى "أرخص ليالي" التي استمدها من تجاربه الشخصية، وهو يعتبر الجزء الثاني من ثلاثية "3 قصص" (دنيا الله، 5 ساعات، إفلاس خاطبة)، وهو من بطولة نادية لطفي، ومحمود المليجي، وتتناول فساد القلم السياسي قبل ثورة يوليو، وتصفية أحد الضباط الشرفاء. أبي فوق الشجرة (1969) فيلم للمخرج حسين كمال، عن قصة بنفس الاسم لإحسان عبد القدوس، ضمن مجموعة "دمي ودموعي وابتسامتي"، بطولة عبد الحليم حافظ (آخر أعماله) وميرفت أمين، وتدور أحداثه حول شاب يتشاجر مع حبيبته، ليسافر إلى الإسكندرية لقضاء إجازة، وهناك يقع في شباك راقصة، وجسدت دورها نادية لطفي بعد رفض سعاد حسني وهند رستم تقديمه. وتقول هند رستم عن ذلك في حوار ل"الكواكب": "أستاذ إحسان كلمني وقال لي: أنا مصمم على أن تمثلي هذا الدور لأنه مكتوب لك، فرحت جدا خاصة أنها المرة الأولى التي أمثل فيها مع عبد الحليم، ولكن بعد أن قرأت السيناريو اعتذرت بطريقة لبقة، وهو أنني أرفض أداء دور شريرة أمام فنان كعبد الحليم حتى لا أفقد محبة جمهوره". الإخوة الأعداء (1974) فيلم للمخرج حسام الدين مصطفى، عن رواية "الإخوة كارامازوف" للكاتب الروسي فيودور دوستويفسكي، بطولة حسين فهمي، نور الشريف، يحيى شاهين، محيي إسماعيل، سمير صبري، نادية لطفي، ميرفت أمين، وتدور حول علاقة متوترة بين الأب وأبنائه الأربعة، فهو دائم السهر وإنفاق أمواله على متعته الخاصة وعلاقته بالراقصة "لولا"، ويستغل ابنه غير الشرعي الموقف، فيقتل أباه انتقامًا لعدم اعترافه به، ويلصق التهمة بالأخ الأكبر الذي كان يقسو عليه، فيتخلص من الاثنين معًا، ثم ينتحر قبل اقتياده للمحاكمة. قاع المدينة (1974) فيلم للمخرج حسام الدين مصطفى، عن رواية بنفس الاسم ليوسف إدريس، من بطولة نادية لطفي، محمود ياسين، ونيللي، ويدور حول القاضي "عبد الله"، وخادمته "شهرت" الفقيرة التي تحتاج إلى المال من أجل أولادها وزوجها الذي هدته المخدرات، والتي تمارس الجنس معه عن رغبة لأجل المال، ثم ترحل عنه بعد أن يمتنع عن الدفع لها، ثم تسير في طريق الرذيلة. على ورق سيلوفان (1975) فيلم للمخرج حسين كمال، عن قصة بنفس الاسم ليوسف إدريس، من بطولة نادية لطفي، محمود ياسين، أحمد مظهر، ليلى طاهر، وتُجسد الأولى دور "قسمت" التي تعيش مفترق طريق في حياتها، نظرًا لأنها لا تجد زوجها حولها، تبحث عن مخرج في محاولة لكسر الإيقاع الرتيب لحياتها، تتعرف على شاب، ويصبح للحياة معنى آخر، تحكي له عن ظروفها، وما دفعها نحو هذه الصداقة، وإلى أى مدى الفراغ قاتل لحياتها، ثم تعود إلى الزوج، بعد أن وجدت في الشاب سمات انتهازية في صداقته. وسقطت في بحر العسل (1977) فيلم للمخرج صلاح أبو سيف، عن رواية بنفس الاسم للأديب الكبير إحسان عبد القدوس، بطولة نبيلة عبيد، محمود ياسين، نادية لطفي، سمير غانم، تحية كاريوكا، وتدور حول مهندس قادم من قرية ريفية، يتعرف على فتاة شابة في حفلة، ليقعا في الحب وتتعدد لقاءاتهما ويتواعدان على الزواج، حتى تكتشف أنه على علاقة بأخرى وتقرر مواجهته. الأقدار الدامية (1982) فيلم للمخرج خيري بشارة، عن رواية "الحداد يليق بإلكترا" لكاتبها الأمريكي يوجين أونيل، من بطولة نادية لطفي، ويحيى شاهين، وتدور أحداثه حول لواء يشارك في حرب فلسطين، وتخونه زوجته مع آخر، وتكتشف ذلك ابنتها، يعود اللواء بعد إعلان الهدنة، يموت من الصدمة عندما يكتشف خيانة زوجته، تصمم الابنة على الانتقام من أمها، تخبر شقيقها بما حدث، يدبران لقتل عشيق أمهما، بينما تنتحر الأم. بوجه عام، كانت نادية لطفي فنانة متنوعة ومختلفة من الطراز الأول، استطاعت أن تلعب مختلف الأدوار، وأعظمها عن روايات لأدباء كبار في تاريخنا المصري، بل والعالمي.