«تعذر الاتصال بالخادم».. ماذا وراء رسالة الفيسبوك؟

حجاج: النكز وسيلة للتذكير فقط ولا علاقة له بفك الحظر أو الاختراق.. وسيلة لبعض الجهات للحصول على المعلومات.. والخولى: طبيعة المجتمع السبب والكثير لا يعلمون ما النكز؟
"تعذر الاتصال بالخادم وأصبحت ممنوعا من رد النكز، الرجاء من كل الأصدقاء سرعة التعليقات بالملصقات، ولكم مني فائق الاحترام، وشكرًا للجميع" رسالة تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي"فيسبوك" وانتشرت خلال الأيام القليلة الماضية انتشار النار فى الهشيم، مطالبين من خلالها الأصدقاء بضرورة رد النكز لهم أو التعليق على منشوراتهم ببعض الملصقات، من أجل فك الحظر وحماية حساباتهم من الاختراق وتنشيطها، ويأتى هذا بعد أيام قليلة من تعرض عدد كبير من رواد موقع التواصل الاجتماعي، لإغلاق إجباري لحساباتهم على نفس الموقع.
ما حدث دفع "التحرير" إلى التواصل مع عدد من خبراء أمن المعلومات والمتخصصين، للوقوف على حقيقة هذه الرسالة، وهل هناك علاقة بين النكز وفك الحظر أو حمايته من الاختراق؟ وما أسباب انتشار هذه الرسالة بصورة كبيرة جدا؟.. وهل هناك رابط بين هذه الرسالة وما حدث من أيام قليلة من اختراق للفيسبوك؟ طلبات الصداقة
ما حدث دفع "التحرير" إلى التواصل مع عدد من خبراء أمن المعلومات والمتخصصين، للوقوف على حقيقة هذه الرسالة، وهل هناك علاقة بين النكز وفك الحظر أو حمايته من الاختراق؟ وما أسباب انتشار هذه الرسالة بصورة كبيرة جدا؟.. وهل هناك رابط بين هذه الرسالة وما حدث من أيام قليلة من اختراق للفيسبوك؟
طلبات الصداقة والبلاغات والصور المسيئة

ومن الأمور المتعارف عليها أن الحظر الذي يتعرض له بعض المستخدمين، ينتج عن بعض الممارسات غير الصحيحة التي يقوم بها المستخدم، مثل إرسال العديد من طلبات الصداقة إلى أشخاص لا يعرفهم، أو تلقى عدد من البلاغات ضده، أو نشر صور مسيئة وغيرها من الأشياء التي تضع المستخدم تحت قائمة الحظر وليس من ضمنها النكز.
المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات، قال إن الأيام القليلة الماضية ظهرت على السطح العديد من المنشورات التى تفيد تعذر الاتصال بالخادم والسيرفر، ومطالبة الأصدقاء على موقع التوصل الاجتماعي "فيسبوك" بالنكز والتعليق من أجل فك الحظر، ثم انتشار رسالة يدعي البعض أنها من قبل إدار "فيسبوك" تطالب بإرسالها إلى عشرة أشخاص لكي يظل الحساب مجانيا، وأنه فى حالة تجاهلها سيكون الحساب بمقابل مادي.
النكز.. للتذكير فقط
وأضاف حجاج فى تصريحات خاصة ل"التحرير"، البوك أو "النكز" هو مجرد تذكير من شخص لآخر بأمر معين مثلما تقول لشخص "بعتلك حاجة.. ها خلصت" "إيه يا باشا فين الحاجة" وليس لها علاقة بسرقة الأكونت أو تعرضه للاختراق، مضيفا: ما يحدث مجرد هراء ولا أساس له من الصحة.
وتابع: أن يقوم مارك بإرسال رسالة للمستخدمين مفادها أن التطبيق سوف يصبح بمقابل مادي، أمر غير منطقي وعار تماما من الصحة، لأن "فيسبوك" تطبيق مجاني وسيظل مجانيا، مؤكدا أنها وسيلة جيدة جدا لبعض الجهات فى الحصول على المعلومات واستخدامها فى أمور أخرى تحقق ربحا ماديا كبيرا جدا.
التحديثات تصيب 20% من الحسابات

وأشار إلى أن السبب فى انتشار رسالة تعذر الاتصال بالخادم، أن البوك أو"النكز" أبليكيشن موجود على الفيسبوك، مثله مثل عدد كبير من الخدمات التى يقدمها، وفى الأيام الأخيرة شهدت "سيرفرات" الفيسبوك تحديثا، ولهذا 20% من المستخدمين تعرضوا لمشكلة في حساباتهم، كما أن قيام المستخدم بنفس التصرف لمرات عديدة فى أوقات كثيرة يعتبره فيسبوك أنه روبوت ويقوم بإيقاف الخدمة له.
طبيعة المجتمع هي السبب
لقد تعذر الاتصال بالخادم رسالة تم تداولها بشكل كبير جدا على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك خلال الأيام القليلة، بسبب طبيعة المجتمع المصري وحبه الشديد فى مشاركة الأمور الأكثر رواجا على مواقع التواصل الاجتماعي، دون التفكير مسبقا فى مدى صحتها أو الهدف منها، لأن عددا كبيرا ممن يقومون بنشر هذه الرسالة "ميعرفوش وظيفية النكز إيه" بحسب ما أكده أحمد الخولي، الباحث في أمن المعلومات.
لا علاقة لها بفك الحظر
وأضاف الخولى فى تصريحات خاصة ل"التحرير": هذه الرسالة ليس لها أساس من الصحة، ولا علاقة لها من قريب أو بعيد بإمكانية غلق الحساب أو فك الحظر كما يدعي من يروج لها، مؤكدا أن وظيفة النكز فى فيسبوك تذكير الطرف الآخر بأمرٍ ما مثل "فى حالة إرسال شخص رسالة إلى آخر ولم يرد عليه يقوم بنكزه ليقوم بالرد عليه فقط".
يتحول إلى روبوت
وتابع: بعد ما تعرض فيسبوك لعملية اختراق خلال الأيام القليلة، وخروج عدد كبير من الحسابات بشكل تلقائى وتعذر الوصول إليها، تقوم الشركة بعمل تحديثات لعدد من الخدمات بها، ومن المحتمل أن يكون حدث عطل بخاصية النكز، وأردف: عندما يقوم المستخدم بعمل نكز لأكثر من شخص فى نفس التوقيت يعتبره فيسبوك "روبوت" ويقوم بحظر الخدمة عنه.
انسياق وراء الشائعات
محمد الجندي، خبير أمن المعلومات، أكد إصابته بحالة من الذهول فور انتشار هذه الرسالة، مشيرا إلى أنها تعد نوعا من العبث المنتشر عبر السوشيال ميديا، وهي تدل على انسياق الناس وراء الشائعات دون التحقق من صحتها أو حقيقتها وهذا أخطر ما في الأمر.
وأضاف الجندي: ليست هناك أى علاقة بالحظر أو تنشيط الحسابات على فيسبوك بكثرة التعليقات والإعجاب على المنشورات، لافتًا إلى أن كثرة التعليقات غير الحقيقية قد تؤدي إلى غلق الحساب.
وأشار إلى أنه لا يوجد تفسير من إدارة فيسبوك لهذه الرسالة، وانتشارها هو اختراع من بعض الناس، وهي تأتي في إطار ما نراه من انتشار للشائعات فى مجتمعنا، مؤكدًا أنه لا يوجد هناك مشكلة في موقع فيسبوك ولا صحة لما تردد حول غلق بعض الحسابات بسبب بطئه.
تعطل 50 مليون حساب
وكان عدد من رواد موقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك"، قد تعرضوا لإغلاق إجباري لحساباتهم على الموقع، خاصة الذين يتصفحون الموقع من خلال أجهزة "الكمبيوتر"، ولم يتعرض مستخدمو "فيسبوك" من الهواتف الخلوية لنفس الأمر، ولم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها في فيسبوك، ففي سبتمبر الماضي، تعرض نحو 50 مليون مشترك على الموقع الشهير حول العالم لتعطيل حساباتهم بعدما هاجم أحدهم الموقع، مستغلا ثغرة أمنية في تدابير حماية الموقع.
مارك زوكريبرج، مؤسس الموقع، أصدر بعد هذا العطل بيانا أوضح من خلاله حقيقة الأمر قائلا "ما حدث مشكلة أمنية مهمة تم اكتشافها، لقد اتخذنا تدابير احترازية لأولئك الذين تأثروا، ما زلنا نحقق في الأمر، ولكني أريد مشاركة ما عثرنا عليه بالفعل".
وأضاف "اكتشفنا أن أحد المهاجمين استغل ضعفا فنيا لسرقة رموز الدخول التي من شأنها السماح له بتسجيل الدخول إلى 50 مليون حساب على فيسبوك".
تصحيح الثغرة
وأوضح أنه "قمنا بتصحيح الثغرة الأمنية لمنع هذا الهجوم أو أي شخص آخر من القدرة على سرقة رموز وصول إضافية، وقمنا بإبطال حسابات 50 مليون شخص تأثروا، يجب على هؤلاء الأشخاص تسجيل الدخول للوصول إلى حساباتهم مرة أخرى.
وهذه هي المرة الثانية، التي يتعرض فيها موقع التواصل الاجتماعي الشهير لإغلاق حسابات عدد كبير من مستخدميه، ولم يتضح السبب حتى الآن.