اجتازت منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" اجتماعًا غير عادي خلال اليومين الماضيين، أملًا في الوصول إلى صيغة متفق عليها لخفض إنتاج النفط العالمي لم يكن اجتماع منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" الأخير عاديًا، خاصة في ظل العديد من الاعتبارات التي صدرت أزمات فعلية للمشاركين فيه على مدى الأيام القليلة الماضية، الأمر الذي جعل من إمكانية الخروج باتفاق يضمن عدم انخفاض أسعار النفط أمرًا صعبًا للغاية. فالسعودية وهي واحدة من البلدان المعنية باستقرار أحوال أسواق النفط العالمية، والسعي لاتخاذ ما يلزم من أجل تجنب هبوط الأسعار مجددًا، وحاولت على مدى يومين من الاجتماعات في العاصمة النمساوية "فيينا"، الوصول إلى أرضية مشتركة في هذا الصدد مع روسيا. العديد من المؤشرات رجحت كفة الفشل قبل قمة "أوبك +"، والتي ضمت 10 دول من البلدان غير الأعضاء في المنظمة بقيادة روسيا، والتي تعتبر ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم. «أوبك» في مهمة مستحيلة لوقف انهيار أسعار النفط وحسب ما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن التعاون بين السعودية العديد من المؤشرات رجحت كفة الفشل قبل قمة "أوبك +"، والتي ضمت 10 دول من البلدان غير الأعضاء في المنظمة بقيادة روسيا، والتي تعتبر ثاني أكبر منتج للنفط الخام في العالم. «أوبك» في مهمة مستحيلة لوقف انهيار أسعار النفط وحسب ما جاء في صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية، فإن التعاون بين السعودية وروسيا واجه أزمات متعددة، أبرزها رغبة موسكو في عدم تحمل جزء كبير من أعباء خفض الإنتاج، بما يضمن لها الاستفادة من ارتفاع الأسعار بعد بدء سريان قرارات الأوبك. وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الرياض متمثلة في وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، واجهت سلسلة من العوامل المُربكة، أبرزها مطالبة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالإبقاء على مستويات الإنتاج على حالتها، بما يضمن للولايات المتحدة -أكبر منتج للنفط- استقرار أسعار الوقود محليا في المستقبل القريب. وبدا "الفالح" خلال أول أيام اجتماعات الأوبك حريصًا على إعلان كلمة السعودية الرسمية في الرد على مطالب ترامب، قائلًا: "ليس من حق الولاياتالمتحدة التدخل في شؤون الأوبك، ولن نحصل على إذن لخفض الإنتاج". مشكلة روسياوالولاياتالمتحدة مثلت صعوبات واضحة أمام الأوبك في طريقها للوصول إلى صيغة توافقية لخفض إنتاج النفط، غير أن المجموعة نجحت في نهاية المطاف بالتوصل إلى اتفاق جديد يضمن الاستقرار للسوق العالمية. هل ستتأثر «أوبك» بعد رحيل قطر عن المنظمة؟ وأكدت مصادر مطلعة للصحيفة الأمريكية، أنه تم الاستقرار على اتفاق واضح المعالم بين أعضاء الأوبك وغيرهم من الدول المصدرة خارج المجموعة، حيث تم التوصل إلى صيغة نهائية تلزم مجموعة "أوبك +" بخفض الإنتاج بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا، وهو المعدل الذي تم اقتراحه في وقت سابق من قبل السعودية. ووفقًا لمصادر الصحيفة، يتحمل أعضاء أوبك خفض 0.8 مليون برميل يوميا، وهي النسبة الأكبر من تخفيضات النفط العالمية. وأوضحت المصادر أن المملكة بصفتها قائدة الأوبك، ستتحمل وحدها خفض الإنتاج بمقدار 250 ألف برميل يوميا من أصل 800 ألف برميل إجمالي ما تتحمله الدول الأعضاء في المنظمة، أي أن باقي المصدرين في أوبك سيكون عليهم توزيع التخفيض المقدر ب550 مليون برميل يوميا فيما بينهم. وبشأن الدول غير الأعضاء في أوبك وفي مقدمتها روسيا، فإنها تتحمل خفض الإنتاج بمقدار 400 ألف برميل يوميا، بينما تتحمل موسكو وحدها 230 ألف برميل من إجمالي خفض الإنتاجية لغير الأعضاء. ووفقا للصحيفة، فإنه على الرغم من إلحاح الوضع الحالي على ضرورة توزيع الخفض على عدد أكبر من أعضاء الأوبك، فإنه تم منح إعفاءات لإيران وفنزويلا ونيجيريا وليبيا من توزيع الخفض الإنتاجي للنفط. كيف دفعت تغريدات «ترامب» أسعار النفط إلى الهبوط؟ وجاء القرار مراعاة للظروف السياسية لهذه البلدان، خاصة إيران، التي بالفعل تعاني من عقوبات اقتصادية قوية تستهدف قطاعي النفط والمال في البلاد، وذلك بعد إعلان ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي خلال مايو الماضي. ويبقى سؤال وحيد ستجيب عنه الأيام القليلة المقبلة، وهو مدى التزام كل دولة بمقدار التخفيضات الإنتاجية المقررة لها؟، بحسب الصحيفة.