الشاب تمنى العمل في شركة أدوية ملك عائلته بعد فترة التجنيد لكن القدر لم يمهله.. سائق توك توك وزملاؤه تعدوا على الشاب بالضرب وسحلوه.. وصارع الموت 3 أسابيع داخل المستشفى «نفسي السنة دي تخلص وارجع لحياتي علان أشتغل وأحقق ذاتي يا عمي» كلمات جاءت على لسان شاب يحاور عمه في طريقهما إلى منزل الأسرة في أحد الأحياء الراقية بمدينة السادس من أكتوبر، ليرد العم: "إنت شاب محترم وطموح وإن شاء الله هتحقق كل اللي بتتمناه" إلا أن سائق توك توك قطع حديثهما داخل سيارة ملاكي قادها العم لتدور مشادة كلامية حادة تطورت إلى مشاجرة سقط على أثرها الشاب مصابا بكسور متفرقة بالجسم نُقل بعدها إلى مستشفى خاص في محاولة لإنقاذه ليصارع الموت نحو 3 أسابيع قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بإصابته. فرح "إسلام مهران" خريج كلية إدارة الأعمال بحصوله على إجازة من وحدته التي قضى فيها فترة التجنيد بصفوف القوات المسلحة، وأسرع يزف الخبر إلى أسرته بأنه سيقضي معهم نحو 10 أيام سيبدؤها بحضور تجمع أفراد العائلة الأسبوعي في أحد المنازل بالحي الثاني في 6 أكتوبر. اتفق الشاب العشريني مع عمه الدكتور عصام مهران فرح "إسلام مهران" خريج كلية إدارة الأعمال بحصوله على إجازة من وحدته التي قضى فيها فترة التجنيد بصفوف القوات المسلحة، وأسرع يزف الخبر إلى أسرته بأنه سيقضي معهم نحو 10 أيام سيبدؤها بحضور تجمع أفراد العائلة الأسبوعي في أحد المنازل بالحي الثاني في 6 أكتوبر. اتفق الشاب العشريني مع عمه الدكتور عصام مهران على الذهاب برفقته، فقابله واستقل معه سيارته ليدور بينهما حديث حول ما ينتوي "إسلام" فعله عقب انتهاء فترة التجنيد، ليخبره ابن شقيقه بأنه يفكر في الانضمام إلى كتيبة العمل في شركة توزيع الأدوية التي تملكها العائلة والسير على درب الأب والأجداد ليستقبل العم الأمر بترحيب شديد: "إنت إضافة ومكسب لأي مكان.. عارف إحنا بنقول عليك عريس العيلة المنتظر". مع قرب وصول العم وابن شقيقه إلى وجهتهما -حيث منزل العائلة- فوجئا بسائق دراجة نارية "توك توك" يقطع الطريق عليهما بسيره عكس الاتجاه، لكنه لم يكتف بذلك بل وجه سيلا من السباب بعضها حملت ألفاظا خارجة لعم إسلام فما كان من الشاب إلا مطالبة السائق بالانصراف: "عيب ده راجل كبير.. اتوكل على الله وامشي". لم تلق كلمات "إسلام" قبولا لدى سائق التوك توك فتطور الأمر إلى مشاجرة، استعان خلالها الأخير بعدد من أصدقائه خاصة سائقي التوك توك الذين تعدوا بالضرب بالشوم على الشاب الذي حاول الدفاع عن نفسه والإمساك بسائق التوك توك الذي حاول الفرار إلا أن "إسلام" تشبث بالدراجة التي لم تتوقف عن الحركة، ليتعرض للسحل لمسافة قصيرة قبل أن يسقط بين الدراجة وسيارة سوزوكي تصادف مرورها بمكان الواقعة. اصطدامات متتالية تعرض لها "إسلام" على يد سائق السيارات المارة بالطريق بسرعة عالية، سقط على أثرها فاقدا الوعي ليسرع عدد من العاملين في شركة الأدوية القريبة من منزل العائلة المالكة لها لنجدة الشاب وعمه بعدما رصدت كاميرات المراقبة وجود مشكلة، وقاموا بنقله إلى مستشفى خاص بميدان الحصري في محاولة لإنقاذه. دقائق معدودة تبدلت معها الأحوال داخل منزل العائلة، الفرحة والسرور المعتادان تبدل بهما أحزان وبكاء، انفض الاجتماع الأسري الذي تحول مقره إلى حيث يرقد الشاب لتلقي العلاج، ليخبرهم أحد العاملين في المستشفى بأنه يخضع حاليا لعملية جراحية دقيقة وأن حالته حرجة للغاية مطالبا إياهم بالدعاء له بالشفاء. ساعة تلو الأخرى، لم تنصرف خلالها الأنظار عن غرفة العمليات في الطابق العلوي للمستشفى، الجميع ينتظر خروج أحد الأطباء ليطمئنهم على حالة "إسلام" لكن الأمور لا تسير على ما يرام حتى إن قلوب الحضور كادت تنخلع قلقا على مصير الشاب المسكين غير المعلوم. عقب مرور 10 ساعات كاملة، خرج ترولي أعلاه "إسلام" فاقدا الوعي ليخبرهم الطبيب بأن العملية الجراحية تمت بنجاح لكنه سيظل تحت الملاحظة بغرفة العناية المركزة ليتنفس الحضور الصعداء قبل أن يطلع أحدهم على التقرير الطبي الصادم حول حالة الشاب العشريني، إذ تبين إصابته بنزيف في المخ والرئة وكسر في الحوض وكدمات متفرقة بالجسم. لم يتردد العم في إبلاغ الشرطة، وتوجه لتحرير محضر بقسم شرطة أول أكتوبر مقدما نسخة مما رصدته كاميرات المراقبة التي سجلت الواقعة والتقطت الجناة في أثناء هروبهم ليوجه العميد عاصم أبو الخير رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر بسرعة تحديد وضبط الجناة. جهود البحث والتحري التي أشرف عليها العقيد عمرو حجازي، مفتش مباحث قطاع أكتوبر، والقدم مروان مشرف، وكيل الفرقة، والرائد إسلام المهداوي، رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، توصلت إلى أن المتهم الرئيسي يدعى "طارق"، 20 سنة، سائق توك توك مقيم بمحافظة الفيوم، وأنه استعان بعدد من زملائه في محاولة منهم للفتك بالشاب وعمه، حتى إنهم تعدوا بالضرب على عم المصاب الثاني في أثناء محاولته نقل "إسلام" للمستشفى. بالعرض على اللواء رضا العمدة، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، أمر بسرعة ضبط المتهمين المتورطين في ارتكاب الواقعة بالتنسيق مع قطاع مصلحة الأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم ومديرية أمن الفيوم برئاسة اللواء خالد شلبي. وعقب تقنين الإجراءات واستصدار إذن من النيابة العامة، تمكنت مأمورية قادها النقيب محمد الصعيدي، معاون أول مباحث قسم شرطة أول أكتوبر، من ضبط سائق التوك توك وأحد زملائه اللذين اعترفا بارتكاب الواقعة. بالعودة إلى المستشفى في الحي الراقي، لم تتحسن حالة "إسلام" بشكل كبير، لكنه ظل يصارع الموت قرابة الثلاثة أسابيع وسط دعوات الأهل والأصدقاء الذين افترشوا المستشفى، لكنه لفظ أنفاسه الأخيرة مساء الإثنين الماضي متأثرا بإصابته، ليتم تشييع جثمانه في جنازة مهيبة بمسقط رأسه في أسيوط وسط موجة غضب اجتاحت سكان مدينة 6 أكتوبر الذين أطلقوا حملة "معا ضد بلطجي مصر الأول" في إشارة إلى خطورة التوك توك، مطالبين الأجهزة المختصة بالتصدي لتلك الظاهرة السلبية تزامنا مع صدور قرار وزاري بإيقاف منح أي تراخيص لتلك المركبة مؤقتا.