الكنيسة القبطية تتوسع حول العالم بخطوات سريعة.. البابا تواضروس يرسم أسقفين نشآ في أمريكا ولا يتحدثان العربية.. مقترح برسامة بطريرك قبطي في كل قارة في الرسامة الأخيرة للأساقفة، طالب البابا تواضروس الثاني كلا من الراهبين، بيشوى أفا موسى، ومكسيموس أفا موسى، من دير السيدة العذراء والأنبا موسى بولاية تكساس الأمريكية، أن يتعلما اللغة العربية، حيث قرأ كل منهما تعهد الأسقف في صلاة العشية السابقة للرسامة، مساء السبت الماضي باللغة الإنجليزية، ورغم أن الكنيسة بها مطران من أصل فرنسي هو الأنبا أثنايسوس مطران مارسيليا وطولون، إلا أنه كان انضم مع المطران السابق له بكنيستهم الأرثوذكسية للكنيسة القبطية عام 1974م، لكن، بيشوي ومكسيموس اللذين صارا الأنبا بيزل، والأنبا جريجوري، أمريكيان من أصل مصري. قبل إجراء الرسامات الأخيرة، أشارت «التحرير»، في تقرير سابق إلى امتداد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم، حيث بدأت تتسع كما اتسعت الكنيسة الكاثوليكية منذ قرون مضت، وأصبح هناك ضرورة أن تطور الكنيسة القبطية التعليم الكنسي، وتقيم تاريخها، وترسم مستقبلها، لمواجهة تحد جديد، هو أبناء الجيل كنيسة محلية أم عالمية تنطلق من مصر؟ قبل الانشقاق في مجمع خلقدونية 451م كانت هناك 5 كراسٍ رئيسية للكنيسة هي «روما، الإسكندرية، القسطنطينية، أنطاكية، أورشليم»، بعد الانشقاق بدأت كل كنيسة تغير من جلدها لتميز نفسها، فعرفت كنيسة روما ب «الكاثوليكية»، وكنيسة الإسكندرية ب«القبطية الأرثوذكسية»، كتأكيد لهويتها المصرية، مع مرور القرون بدأت كنيسة روما وقفة مع تاريخها بعد حركة الإصلاح الديني البروتستانتية، إلى أن أصبحت منتشرة حول العالم ولها أتباع تخطوا مليارا و200 مليون كاثوليكي اليوم، ورغم أن الكرسي الرئيسي في الفاتيكان يقع داخل روما، فإنها تستوعب كافة الأعراق حول العالم من أمريكا اللاتينية إلى أوروبا والشرق الأوسط وآسيا وإفريقيا، والبابا الحالي لكنيسة روما فرنسيس الأول أرجنتيني. ورغم الصراع بين تيار قديم ومتشدد داخل الكنيسة وتيار التطوير الإداري والتجديد الذي يمثله البابا وبعض الأساقفة القدامى والجدد، فإن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمجمعها المقدس وشعبها عليهم الإجابة عن سؤال: هل هي كنيسة محلية داخل حدود مصر؟ أم كنيسة عالمية تنطلق من مصر ويمكن أن تستوعب مزيدا من الثقافات واللغات المختلفة كما فعلت الكنيسة الكاثوليكية؟ أزمة تأسيس كنيسة الإسكندريةالأمريكية الأرثوذكسية في عام 2015، اقترح الأنبا يوسف أسقف جنوبي الولاياتالمتحدة تأسيس «كنيسة الإسكندريةالأمريكية الأرثوذكسية» أو (American Orthodox Church of Alexandria) وتعرف اختصارا (AOCA)، لخدمة المصريين المسيحيين «الأقباط»، الذين ولدوا بأمريكا والمنضمين حديثًا للكنيسة القبطية من المواطنين الأمريكيين، مؤكدًا تبعيتها للكنيسة القبطية الأرثوذكسية في عقيدتها وطقوسها، لكن هذه الخطوة قوبلت باعتراض شديد من قبل المسيحيين داخل مصر، والبعض تحدث على أنها محاولة انفصال الأنبا يوسف بالإيبارشية هناك وتأسيس كنيسة مختلفة، وأدت هذه الاعتراضات إلى توقف هذا الأمر. البابا تواضروس يدرك معنى الاختلاف الثقافي، عندما ذكر في حديث تلفزيوني سابق برودة الجو في السويد وأن ذلك يتسبب في أنه قد لا يستطيع الناس خلع حذائها وقت التناول في الكنيسة، وبعد أزمة الأنبا يوسف تحدث عن أن الصلاة يجب أن تكون باللغة القبطية، ولغة البلد التي توجد بها الكنيسة المصرية، ولا يجب الالتزام بتلاوة صلاة القداس وكافة الصلوات باللغة العربية التي لا يتقنها الأجيال الجديدة في هذه الدول. مشكلات إيبارشيات المهجر واستقالة الأساقفة مقترحات وحلول في مقال بعنوان «الأسقف ... إشكالية الاستقالة.. 3 المهجر والكرازة ... المسار والمصير»، تناول الكاتب الباحث كمال زاخر مؤسس التيار العلماني، إشكالية نمو الكنيسة في المهجر وإشكالية استقالة الأساقفة، وقدم عرضا تاريخيا حول تطور الكنيسة، وتأسيس الكراسي ومن بينها الإسكندرية، وصولا لنمو الكنيسة القبطية خارج مصر في القرن ال20، وقدم مقترحات حول تطور ايبارشيات المهجر، بتأسيس أديرة، وإنشاء كليات إكليريكية. وأوضح أنه «من الطبيعي أن تشهد الأديرة طالبي رهبنة من الأقباط الجدد هناك، وتشهد الإكليريكيات دارسين منهم، ويترتب على هذا أن يتم اختيار الأساقفة والكهنة من تلك الأديرة والإكليريكيات والأجيال، فنكون أمام عديد من الأسئلة؛ هل رتبت الكنيسة ما يضمن استمرار التواصل معهم دون أن يتهددها، بفعل فرق الثقافات والأجيال، نزعة الانفصال أو الاستقلال؟ وعلى جانب آخر ووفقا لترتيب الكنيسة فهذه الأديرة ومن ثم رهبانها يحق لهم الترشح للكرسى البابوى، وكذلك أساقفتها وفقا لما استقر من عرف مستحدث، على غرار ما يحدث بالكنيسة الكاثوليكية، فهل سنشهد تعديلاً فى شروط الترشح، مع ما يمكن أن يواجهه من اعتراضات داخل الكنيسة وخارجها؟». ولفت إلى أن «هذه الأديرة وتلك الإكليريكيات يمكن أن تكون واحدة من مداخل معالجة إشكالية التواصل مع الأجيال الجديدة وأزمة ذوبانهم في مجتمعات المهجر كما سبق وأشرنا». واقترح زاخر النظر لتجربة الكنيسة الكاثوليكية، وكنيسة الروم الأرثوذكس، مطالبا بإقامة «بطريرك قبطى لكل قارة، يتبعه مطارنة وأساقفة الكنيسة القبطية بها، ويتم اختياره من الرهبان والمكرسين فيها، ويشكلون معا مجلسا أو مجمع بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة بابا الإسكندرية». ووفقا للهرم الكنسي البابا هو أعلى رتبة وبعد منه البطريرك، وهنا يحصل أسقف الإسكندرية على الرتبتين معا دون سواه. ولا يوجد أمام الكنيسة القبطية إلا الإجابة عن سؤال: كنيسة محلية أم عالمية تنطق من مصر؟