الصوم يبدأ في 25 نوفمبر وينتهي 7 يناير اقتداء بصوم النبي موسى على جبل سيناء.. يقع أغلب الصوم في الشهر القبطي «كيهك».. صوم من الدرجة الثانية ويسمح فيه بتناول السمك في 25 نوفمبر، الموافق 16 من شهر هاتور القبطي «المصري القديم»، من كل عام يبدأ أتباع الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر وحول العالم، صوم الميلاد، ومدته 43 يوما، حيث ينتهي مساء يوم 6 يناير، بعد قداس عيد الميلاد في الساعات الأولى ليوم 7 يناير، الموافق 29 «كيهك»، ووضع الاحتفال بعيد الميلاد في المجمع المسكوني الأول بمدينة نيقية عام 325م ، حيث تم الاتفاق بين كل الكنائس المجتمعة أن يكون عيد الميلاد موافقل ليوم 25 ديسمبر بالتقويم الميلادي والذي يقابله في التقويم المصري يوم 29 كيهك، باعتباره أقصر نهار في العام فلكيا، مما يعني ولادة النور. لماذا 43 يوما؟ مدة صوم الميلاد الرسمية 40 يوما، تصومها الكنيسة كاستعداد لاستقبال ميلاد «يسوع المسيح كلمة الله»، وهذه المدة هي التي صامها النبي موسى في العهد القديم، بعد الخروج من مصر عندما صعد إلى جبل طور سيناء لاستقبال كلمة الله المكتوبة أي «الشريعة». فيما بعد لماذا 43 يوما؟ مدة صوم الميلاد الرسمية 40 يوما، تصومها الكنيسة كاستعداد لاستقبال ميلاد «يسوع المسيح كلمة الله»، وهذه المدة هي التي صامها النبي موسى في العهد القديم، بعد الخروج من مصر عندما صعد إلى جبل طور سيناء لاستقبال كلمة الله المكتوبة أي «الشريعة». فيما بعد في القرن العاشر الميلادي، زمن البابا إبرام الشهير ب«ابن زرعة»، (975م- 979م) البطريرك ال62 من باباوات كنيسة الإسكندرية، وقعت حادثة يذكرها كتاب سير القديسين بالكنسية «السنكسار»، والذي يقرأ يوميا في صلاة القداس، حين طلب الخليفة الفاطمي، المعز للدين الله بإيعاز من وزيره يعقوب بن كلس، أن يطلب من المسيحيين نقل جبل المقطم وفقا للآية المذكورة في الإنجيل على لسان السيد المسيح حيث يقول: «لو كان لكم إيمان مثل حبة خردل، لكنتم تقولون لهذا الجبل لينتقل من هنا إلى هناك فينتقل» (متى 17: 20). ويذكر «السنكسار» أن البابا اجتمع بالأساقفة وصلوا وصاموا لمدة 3 أيام، ولجأوا لرجل يدعى سمعان الدباغ -الدير باسمه اليوم في أعلى جبل المقطم- ليصلي معهم حتى ينتقل الجبل، فأضيفت الأيام الثلاثة فيما بعد إلى صوم الميلاد ليصبح 43 يوما. صوم من الدرجة الثانية تقسم الكنيسة صومها إلى درجات، في جميعها يتوقف المسيحيون الأرثوذكس الأقباط عن تناول الأطعمة الحيوانية، ومشتقاتها ومنتجاتها من «جبن، ألبان»، وغيرها، وفي الصوم من الدرجة الأولى يمنع أيضا تناول السمك، مثل الصوم الكبير ومدته 55 يوما، ويسبق عيد القيامة، أما صوم الميلاد فهو من الدرجة الثانية، وأضيف إليه منذ زمن تناول السمك، حيث كان يمنع تناوله في صوم الميلاد أيضا. أما «برامون» الميلاد، وهي كلمة يونانية تعني «على خلاف العادة»، فهو يسبق عيد الميدلاد وقد يكون مدته يوما أو اثنين أو ثلاثة، على حسب وقوعه في أي يوم من الأسبوع، فيصام من الدرجة الأولى، أي يمنع فيه تناول السمك أيضا. ويضع موقع كنيسة تكلا هيمانوت بالإسكندرية تفسيرا آخر حول لماذا صوم الميلاد 43 يوما، وأنه «معروف أن برامون الميلاد سابق من الوجهة التاريخية لصوم الميلاد بنحو أكثر من 600 سنة، ولما استقر صوم الميلاد في الكنيسة القبطية منذ سنة 1039 م حاويا ستة أسابيع (42 يوما) صوما، أُضيف إليه صوم يوم البرامون، فصار مجموع أيام الصوم التي تسبق عيد الميلاد 43 يوما. التسبحة الكيهكية والشهر المريمي يبدأ صوم الميلاد في منتصف شهر هاتور القبطي، وينتهي بنهاية شهر كيهك، وشهر كيهك يعرف باسم «الشهر المريمي»، نسبة للسيدة العذراء مريم، حيث تقيم الكنيسة في هذا الشهر صلوات التسبحة التي تقيمها كل عام، إلا أنها في شهر كيهك، لها ترتيب مختلف بعض الشيء حيث تكرم الكنيسة خلال التسبحة السيدة العذراء والدة السيد المسيح، وتشرح صلوات التسبحة المختلفة قصة خطيئة الإنسان الأولى واحتياجه للخلاص الذي تحقق بمجيء السيد المسيح. وتعرف هذه التسبحة باسم دارج هو «تسبحة 7 و4»، نسبة لترتيل الأربعة «هوسات» وكلمة «هوس»، تعني تسبحة، وكل تسبحة من الأربع تحكي قصة مختلفة، وترتيل ال7 «ثيؤوطوكيات»، وكلمة «ثيؤطوكية» تعني ترتيلة خاصة بالسدة العذراء، وهي من الكلمة القبطية «ثيؤوطوكوس» أي «والدة الإله». وينتهي صوم الميلاد بصلاة قداس عيد الميلاد مساء 28 كيهك الموافق 6 يناير من كل عام، عدا السنوات الكبيسة، حيث تحتفل الكنيسة بالعيد مساء 27 كيهك حتى يوافق يوم 7 يناير الذي صار إجازة رسمية في مصر.