"نقية وصافية وفيها براءة ووداعة، ذات قلب طيب ورقيق، هي الابتسامة الدائمة التي تميل إلى الهدوء".. عماد حمدي عن شادية والتي تزوجها في عام 1953، لكنهما انفصلا بعد 3 أعوام السينما المصرية شهيرة بالعديد من الثنائيات المحفورة في أذهان الجمهور على مدار التاريخ، وفي مقدمة هؤلاء الثنائي الراحل شادية (8 فبراير 1931 - 28 نوفمبر 2017) وكمال الشناوي (26 ديسمبر 1921 - 22 أغسطس 2011)، والذي تكوّن بفضل المخرج حلمي رفلة في أربعينيات القرن الماضي، ونتيجة لذلك لم تهدأ الشائعات أبدًا حول علاقتهما الشخصية، وكتبت العديد من الأقلام آنذاك حول وجود قصة حب وارتباط بينهما، لكن شادية أنهت الأقاويل وأغلقت باب الشائعات في 22 يوليو العام 1953، بإعلان زواجها من الفنان عماد حمدي (25 نوفمبر 1909 - 28 يناير 1984) رغم فارق السن الكبير بينهما. أول حب في حياة شادية كان لضابط بالجيش المصري يُدعى "أحمد"، ولكنه استشهد في حرب فلسطين عام 1948، وبعد تلك الصدمة، انصرف تفكيرها عن الحب، وكانت تعيش بكيانها كله لعملها وأسرتها، ولم يشغل قلبها شيء عن نجاحها وسعادة أسرتها إلى أن تسلل حب عماد حمدي إلى قلبها، رغم فارق السن بينهما، ورغم أنه متزوج من الفنانة أول حب في حياة شادية كان لضابط بالجيش المصري يُدعى "أحمد"، ولكنه استشهد في حرب فلسطين عام 1948، وبعد تلك الصدمة، انصرف تفكيرها عن الحب، وكانت تعيش بكيانها كله لعملها وأسرتها، ولم يشغل قلبها شيء عن نجاحها وسعادة أسرتها إلى أن تسلل حب عماد حمدي إلى قلبها، رغم فارق السن بينهما، ورغم أنه متزوج من الفنانة المسرحية فتحية شريف، والتي سرعان ما انفصل عنها رغم إنجابها ابنه البكر "نادر" والذي كان قد بلغ عامه الرابع. أول لقاء بينهما في العام 1946، من خلال فيلم "أزهار وأشواك"، من بطولة يحيى شاهين ومديحة يسري وعماد حمدي، وكانت شادية تغني فيه فقط، حيث كانت لا تزال ببداية الطريق، بينما هو كان نجمًا لامعًا، ومرّت سنوات والتقيا مجددًا في فيلم "أشكي لمين" عام 1951، والذي حلّت فيه اسمًا ثالثًا بعده وسيدة الشاشة فاتن حمامة. في عام 1953، سيّر مجلس قيادة ثورة يوليو 1952، قطار الرحمة والذي طاف بنجوم السينما والغناء أرجاء مصر دعمًا للجيش وللثورة ولجمع تبرعات مالية، وبه التقت شادية وعماد حمدي في القطار المتجه من القاهرة إلى الصعيد، وأمضيا معًا 17 يومًا ذهابا وإيابًا، وكانت هذه فرصة سانحة ليتعرفا أكثر. يقول نادر عماد حمدي، ل"البيان" الإماراتية، مايو 2010: "والدي تعرف على شادية بقطار الرحمة، قال إنها نقية وصافية وفيها براءة ووداعة وذات قلب طيب ورقيق، ووصفها بالابتسامة الدائمة التي تميل إلى الهدوء، وكان فارق السن بينه وبينها كبيرًا، فهي كانت بنت 24 عامًا بينما هو كان في ال45 من عمره". في نفس الفترة، كانت شادية تواصل أدوار ثنائيتها مع كمال الشناوي، في أفلام منها: "الهوا مالوش دوا - بشرة خير - قليل البخت" وغيرها، وازدادت حدة الشائعات حول علاقتهما الخاصة، وتوقع الجميع أن يتوج تألقهما الفني بالزواج، لكن شادية فاجأت الجميع، بزواجها من عماد حمدي، بعدما توطدت علاقتهما في فيلمهما "أقوى من الحب". وقف عماد حمدي وشادية وجهًا لوجه في فيلم "أقوى من الحب" عام 1953، وآنذاك كانت نجوميتها كبيرة وكُتبت اسمًا أول في العمل، ويقول نجله: "أثناء تصوير بعض مشاهد الفيلم في مدينة الإسكندرية، تم عقد القران، وعندما عادا من الإسكندرية تم إعلان الزواج في استوديو جلال، وكان عمري آنذاك 4 أعوام، وحينها التقيت شادية للمرة الأولى، لكنني لم أقترب منها كثيرًا لحساسية العلاقة مع أمي، ولكن منذ أن كنت طفلاً لم أحمل أي كراهية أو ضغينة نحوها". لعل من بين المواقف التي جعلت حمدي يتسلل إلى قلب شادية، أنه من بين مشاهد الفيلم مشهد تجلس فيه تغني على حافة ترعة، أغنية "كسفتيني يا سنارة"، وأثناء اندماج شادية في الغناء والتصوير انزلقت قدمها، وسقطت في المياه، فأسرع عماد حمدي وقفز في الترعة بملابسه، وجذبها إلى الشاطئ، ووضع الجاكيت الذي كان يرتديه على جسمها الذي كان يرتجف من شدة البرودة، وأسرع إلى أحد المقاهي القريبة، وأحضر لها "ينسونا" ساخنًا، ثم أجل سفره لبلدته حتى يتم شفاؤها. رغم الحب والتفاهم، دبّت الغيرة في قلب عماد حمدي وكانت سببًا في إنهاء الزيجة، ولم يستمر زواجه من شادية سوى 3 سنوات، ووقع الطلاق بينهما عام 1956، وعن سر الطلاق، قال نادر عماد حمدي: "منعني الخجل من أن أذهب إلى أمي الثانية وقتها، لكنني عرفت فيما بعد أن الغيرة هي السبب أيضًا وراء انفصالهما فقد كان والدي يكبر شادية ب21 عامًا". الكاتب سامي كمال الدين، قال في كتابه "سيرة شادية معبودة الجماهير" إنها طلبت الطلاق من الفنان عماد حمدي بعدما صفعها في حفلة عشاء أمام أصحابه بسبب أنه غار عليها، وهذا لم يكن السبب الوحيد لأنه كان في بينهما خلافات مستمرة بسبب أنها تريد الإنجاب وهو كان رافضًا للفكرة". ورغم انفصال عماد حمدي وشادية، فإنهما مثلا معًا فيلمًا مع أجمل أفلامهما وهو "ارحم حبي" (1959)، وقال نجل الأول: "حلمي رفلة السبب في عودتهما للتمثيل معًا بعد الانفصال، حيث ذهب إليه وقال له: (الناس ذنبها إيه تتحرم منكم؟)، وكان رد عماد عليه أن شادية قد ترفض، وعندما ذهب رفلة لها كان ردها مماثلًا، وقد كانت رائعة (ارحم حبي)". يقول نادر عماد حمدي: "حين أصبحت طالبًا بمعهد السينما كان والدي مرتبطًا بفيلم مع يوسف شاهين بعنوان (الناس والنيل) عام 1972، وكان يشارك في بطولة الفيلم كل من شادية وصلاح ذو الفقار، وداخل موقع التصوير وجدت فجأة نفسي أمامها للمرة الأولى بعد انفصالها عن والدي، وقدّمني أبي إليها فلم تتمكن من التعرف إليَّ، وحين أخبرها أنني ابنه، وجدتها تحتضنني بلهفة الأم، وتسألني عن حال أمي، وخطفتني إلى غرفتها في الفندق الذي تنزل فيه، وفوجئت بها تطلب مني رقم تليفون والدتي، واتصلت بها واعتذرت لها عن زواجها من والدي، وتعجبت أمي من موقف شادية، وسامحتها وصارتا صديقتين منذ هذا الوقت". يُضيف: "بعد لقائي بها في أسوان، كانت أمي تأخذني بصحبتها إليها، حيث كنا نقضي يوما كاملًا من وقت إلى آخر في منزل شادية، وكانت تعامل أمي ببساطة وود شديدين، وبعد وفاة والدتي أصبحت شادية هي أمي، وأصررت أن أناديها ب(ماما شادية)، وهذا اللقب أقل بكثير مما تستحقه سيدة بقيمة شادية، عندما توفيت زوجتي حضرت إلى منزلي، واحتضنت أولادي، وأخذتهم واشترت لهم ملابس وأشياء كثيرة، وكانت موجودة معي كل لحظة حزن، ولن أنسى حُسن صنيعها ما حييت". ولن ننسى أيضًا نحن محبي السينما المصرية، ذلك الثنائي (عماد حمدي وشادية)، سواء عبر الشاشة الكبيرة من خلال عدد من الأفلام التي ما زلنا نتذكرها، أو من خلال قصتهما معًا والتي لم يُكتب لها الاستمرار طويلًا.