بعد قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بإلغاء مباراة كأس السوبر المصري السعودي بين فريقي الأهلي المصري واتحاد جدة السعودي على كأس خادم الحرمين الشريفين مازالت أصداء خسارة الأهلي لقب بطولة دوري أبطال إفريقيا على يد الترجي التونسي هي الشغل الشاغل للشارع الكروي في مصر، خاصة أن الفريق الأحمر كان قاب قوسين اوأدني من الفوز بالبطولة القارية، لولا ظهوره بمستوى متواضع للغاية في لقاء الإياب الذي أقيم في رادس ونجح خلاله لاعبو الترجي في تلقين الأهلي درسا قاسيا وتغلبوا عليه بثلاثة أهداف نظيفة. الخطيب أصدر عددا من القرارات بهدف تصحيح مسار فريق الكرة على رأسها حل لجنة الكرة على أن يتولى مهمة الإشراف على الكرة في النادي. كما تم إعادة هيثم عرابي وضمه للجنة التعاقدات، وتعيين هشام حنفي مساعدا لمدير قطاع الناشئين فتحي مبروك مع الإبقاء على الجهاز الفني بقيادة باتريس كارتيرون، مع أنباء عن تعيين سيد عبدالحفيظ في منصب المدير الرياضي، وضم عادل عبدالرحمن في منصب المدرب العام للفريق الأول، على أن يتولى محمد يوسف منصب مدير الكرة. القرارات كما تم إعادة هيثم عرابي وضمه للجنة التعاقدات، وتعيين هشام حنفي مساعدا لمدير قطاع الناشئين فتحي مبروك مع الإبقاء على الجهاز الفني بقيادة باتريس كارتيرون، مع أنباء عن تعيين سيد عبدالحفيظ في منصب المدير الرياضي، وضم عادل عبدالرحمن في منصب المدرب العام للفريق الأول، على أن يتولى محمد يوسف منصب مدير الكرة. القرارات التي اتخذها رئيس الأهلي لاعلاقة لها بأسباب الخسارة الحقيقية التي يأتي على رأسها سببان رئيسيان، أولهما غياب الدعم الفني عن فريق الأهلي منذ تولى مجلس الإدارة الحالي برئاسة محمود الخطيب إدارة شئون النادي، حيث لم يتم التعاقد مع لاعبين سوبر بخلاف فشل الإدارة في تجديد عقود اللاعبين المؤثرين الذين انتهت عقودهم مع النادي. السبب الثاني يتعلق بالمدير الفني الذي تولى تدريب الأهلي خلفا لحسام البدري المدير الفني السابق، وهو الفرنسي باتريس كارتيرون حيث قاد الفريق لتحقيق نتائج جيدة رقميا، لكنها على أرض الواقع تحققت بأداء متواضع للغاية، ومع أول فريق منظم يمتلك روحا ورغبة في الفوز ظهرت الفروق واضحة لصالح المنافس وخسر الأهلي. وإذا عدنا بالذاكرة إلى الخلف قليلاً سنجد أن هناك قاسما مشتركا بين ملف التعاقدات مع اللاعبين والتعاقد مع المدير الفني للأهلي، ألا وهو المستشار تركي آل شيخ رئيس هيئة الرياضة السعودية، والرئيس الشرفي السابق للأهلي، المسئول العاشق الذي قدمه محمود الخطيب في مؤتمر مشروع القرن يوم 31 ديسمبر الماضي وقرر منحه الرئاسة الشرفية تقديرا لجهوده ومساعداته للقلعة الحمراء. تركي آل شيخ قبل أن تنقطع علاقته مع محمود الخطيب وأعضاء مجلس إدارة الأهلي أعلن عن رغبته في دعم فريق الكرة بصفقات من العيار الثقيل، بالإضافة إلى التعاقد مع مدير فني أجنبي عالمي، والكل يعلم جيدا أن تركي عرض قائمة تضم لاعبين أجانب سوبر من بينهم الداهية البرازيلي ماركوس كينو نجم فريق بيراميدز، الذي يعد أحد أفضل لاعبي الدوري المصري هذا الموسم، ولأسباب خاصة قرر مسئولو الأهلي تأجيل التعاقد مع اللاعب من فترة الانتقالات الشتوية إلى بداية الموسم لينتقل بعدها كينو إلى صفوف بيراميدز. في الوقت نفسه عرض الرئيس الشرفي السابق للأهلي على الخطيب قائمة بأسماء مديرين فنيين من العيار الثقيل منهم الأرجنتيني رامون دياز، والإيطالي سباليتي، والهولندي هيدنيك، والتشيكي كارل باروليم، والأرجنتيني بليسا وكلها أسماء كبيرة في عالم التدريب سبق لها تدريب أندية كبرى ومنتخبات لكنها في النهاية لم تتول تدريب الأهلي. مشكلات الأهلي الحقيقية تتمثل في إدارة الخطيب واختياراته بصفته رئيس لجنة الكرة، في التعاقدات التي أبرمها النادي أو اختيار المدير الفني.. الأمر الذي يطرح سؤالاً غاية في الأهمية، هل خسر الخطيب دعم تركي آل الشيخ؟ الإجابة ببساطة هي أنه خسر هذا الدعم بصرف النظر عن الخلاف الذي حدث بين الطرفين حول رغبة تركي آل شيخ في أن يكون صاحب القرار في الأهلي وإدارة شئون الكرة، وهو أمر كان من الممكن التغلب عليه إذا تم من اللحظة الأولى وضع حدود لعلاقة المحب تركي آل شيخ بالحبيب النادي الأهلي؟. الأحداث المتلاحقة التي شهدها الوسط الكروي المصري تؤكد أن الأهلي خسر دعم تركي آل شيخ ليس لمجرد أن الرجل في البداية عرض على الخطيب 4 لاعبين أجانب سوبر كان من بينهم البرازيلي ماركوس كينو نجم بيراميدز، لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد لأن الأهلي فشل على مدار عام كامل تقريبا في تدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين المميزين للحفاظ على قوة ووحدة الفريق، بينما نجح تركي آل شيخ خلال شهرين في تكوين فريق قوي ضم عناصر مميزة: مثل كينو، أحمد الشناوي، حارس مرمى الزمالك، "قفشة، محمد حمدي، على جبر، أحمد أيمن منصور وعبدالله بكري وغيرهم من اللاعبين الذين أصبحوا من أفضل لاعبي الدوري المصري مع لاعبي الزمالك في الموسم الحالي. الإمكانيات المالية التي وفرها تركي آل شيخ لفريق بيراميدز كان من المفترض أن يضخها في النادي الأهلي، وبالمناسبة لو تم مقارنتها بالتكاليف التي كان سيتكبدها الرجل لإنشاء "مشروع القرن" -استاد الأهلي والمدينة الرياضية- فهي مبالغ متواضعة. في المقابل فإن الخطيب عندما تعاقد مع لاعبين لدعم الفريق ضم صفقات شابة واعدة -وفقا للإستراتيجية التي فضل اتباعها في العمل- لم يستفد منها الفريق الأول حتى الآن، كما ضم عناصر مثل ساليف كوليبالي بترشيح من كارتيرون المدير الفني الفرنسي وأحمد علاء - لم يشارك إلا في مباراة الترسانة في كأس مصر – وصلاح محسن من إنبي، الذي يشارك كبديل لوليد أزارو ومروان محسن. وعلى صعيد المدربين الأجانب رشح تركي آل شيخ عدد من المدربين أصحاب السير الذاتية العالمية منهم الأرجنتيني رامون دياز، والإيطالي سباليتي، والهولندي هيدنيك، والتشيكي كارل باروليم، والأرجنتيني بليسا ومن المؤكد أن اي مدرب من السماء السابقة كان سيحقق نتائج أفضل من التي حققها كارتيرون ويضع استراتيجية خاصة لتطوير فريق الكرة بشكل أفضل. ويكفي للتدليل على أن كارتيرون ليس المدرب الأفضل للأهلي أنه وافق على العمل تحت كل الظروف -الرجل كان خالي شغل - ولم تكن له أي طلبات، وكل هدفه أن يضع في سيرته الذاتية أنه تولى تدريب النادي الأهلي في يوم من الأيام دون أن يضع في حساباته أن هذا النادي الكبير له طبيعة خاصة وجماهيرية عريضة وأهداف لن يقدر هو على تحقيقها إذا عمل بمفرده مثلما حدث. كارتيرون تقريبا هو المدرب الأجنبي الوحيد الذي وافق على العمل في الأهلي في آخر 15 عاما دون الاعتماد على مساعدين أجانب، ومن الممكن بالرجوع للسنوات السابقة وتحديدا منذ عهد البرتغالي طوني أوليفير الذي حضر ومعه مساعده كارلوس، ومن بعده مانويل جوزيه الذي أحضر معه بيدرو مدربا مساعدا وفيدالجو مخطط أحمال وأوسكار محلل الأداء، وتكرر الأمر مع باقي المدربين الأجانب الذين عملوا في الأهلي مع الإسباني جاريدو والبرتغالي جوزيه بيسيرو والهولندي مارتن يول الذي اشترط التعاقد مع ليندمان مخطط الأحمال الحالي الذي رشحه حسام غالي ومعه حسين عبدالدايم المساعد، للعمل مع كارتيرون الذي حضر بمفرده. وتخطى الأمر كل هذا بعدما أظهر المدرب الفرنسي رضاه ولم تكن لديه مشكلة عندما أبلغه محمود الخطيب بنيته في تصعيد عادل عبدالرحمن مدرب فريق الشباب بالنادي للعمل معه مدربا عاما، مع تقليص صلاحيات محمد يوسف لتقتصر على عمله مديرا للكرة. الخلاصة أن الخطيب خسر دعم تركي آل شيخ لأنه فشل في إدارة علاقة النادي معه وعلى النقيض تماما استفاد رئيس نادي الزمالك من هذه العلاقة واستطاع أن يحددها ودعم فريقه بمدير فني متميز تحمل آل شيخ راتبه السنوي بالكامل هو وجهازه المعاون، بخلاف دعمه للفريق الأبيض بصفقتي فرجاني ساسي ومن قبلها حمدي النقاز الظهير الأيمن ما يؤكد أن المشكلة كانت إدارية بحتة تحتاج لتحديد العلاقة بين الطرفين ليس أكثر.